ماثلة
قالت له يومًا:
- لن يفرقنَا الزمانُ ولا
المكان.. إنّكَ ماثلٌ في قلبي إلى الأبد.
ابتسمَ وهو ينظرُ لها
بامتنان.
***
اعتادَ منذُ أن أحبّها،
أن يشيرَ الناسُ عليه قائلين: "هذا رجلٌ سعيد".
حتّى إنّه وصلَ
لقناعةٍ بأنَّ للسعادةِ أريجًا، يفوحُ من ثنايا الروحِ، حتّى وإن لم ترتسمِ
ابتسامةٌ على الوجه.
هذا رجلٌ سعيد..
سعيد.
***
كانَ قبلَها سائرًا
في الضباب، إذا أدركه الصباحُ تخبّط، وإذا جنَّ عليه الليلُ أخلدَ لشجونِ الوحدة..
منطويًا كان، يمقتُ الزيفَ والتصنّع، التكرارَ والرتابةَ، الترهّلَ في كلِّ شيءٍ
حولَه، لهذا اعتزلَ الدنيا بِكِيانِه، وإن خالطها بجسدِه.
ولكها انبثقت.. كلحظة
انفجار الكون، وإشراق الشموس، وتفتح الزهور، وتَعلِّم العصافير الطيران.. حينها
أدرك ماذا كانت تعني حواء لآدم..
فلم يكن قبلها.. وكان.
محمد حمدي غانم
2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.