كل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان، شهر القرآن الكريم (لا شهر المسلسلات والكنافة).
قررت هذا العام أن أتدبر القرآن بدلا
من مجرد تلاوته، فختم القرآن مرة في الشهر تتطلب تلاوة سريعة ينقصها الكثير من
التركيز والتأمل والبحث عن معاني الكلمات وتفسير الآيات وأسباب نزولها ناهيكم عن الربط
بين معاني الآيات من سور مختلفة لاستلهام لطائف القرآن.. لهذا قررت أن أشاهد حلقات
الشعراوي رحمه الله وخواطره الإيمانية عن القرآن الكريم (ولم يسمها هو نفسه تفسيرا
وأسهب في تفصيل هذا في المقدمة).
هذا هو رابط
قائمة التشغيل على يوتيوب، وهي تحتوي على 1225 حلقة، مدة كل منها 45
دقيقة، أي ما يتجاوز 900 ساعة، لكني أعرض الحلقة بضعف السرعة ولا يؤثر هذا على
استيعابي للكلام، لأن الشعراوي متأنٍ في شرحه.. أي أنني أحتاج إلى حوالي 450 ساعة
مشاهدة، وهذا مستحيل طبعا في شهر واحد، إلا لو ظللت أشاهد الحلقات 15 ساعة يوميا ولا
أفعل أي شيء آخر غير الاحتياجات الأساسية كالنوم والأكل والصلاة.
هذا طبعا أمر مستبعد، لهذا سأكتفي
بإذن الله بأربع ساعات مشاهدة يوميا فقد (ساعتين بعد الفجر وساعتين قبل المغرب)،
وبهذا يمكن أن أشاهد حوالي ثلث الحلقات في شهر رمضان بإذن الله، فإن استمر حماسي
فربما أواصل المشاهدة بعد رمضان (ولو ساعتين يوميا)، وإلا فسأكمل المشاهدة في
رمضان القادم إن قدر الله لي ذلك.
ولي ملاحظة هامة، هي ألا يسلم أحد
عقله مجانا لأي شخص مهما كان علمه وشأنه، فكل ابن آدم خطاء، لهذا يجب أن يتفكر كل
منا فيما يسمع ويعود إلى المصادر للتحقق من أي أمر لا يستسيغه.. فعلى سبيل المثال:
أخطأ الشعراوي مثلا في الحلقة الأولى حينما حكى قصة خزيمة بن ثابت وشهادته للرسول
عليه الصلاة والسلام، فقال الشعراوي إن خزيمة قال للأعرابي إنه رأى الرسول يشتري
منه الناقة، مع أنه لم يكن حاضرا للبيع، وهذا كذب لا يمكن أن يقره رسول الله ناهيك
عن أن يكافئه عليه، وعندما عدت إلى صيغ الحديث، وجدت أن خزيمة قال للأعرابي:
"أشهد أنك بايعته" ولم يقل إنه شاهد البيع، وحينما سأله الرسول متعجبا: "بم
تشهد؟" قال إنه يشهد بتصديقه للرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يقول، فقد
صدقه في أمر السماء فكيف لا يصدقه في هذا.. إذن الشهادة كانت بصدق الرسول، فشهد خزيمة
بحدوث البيع بناء على هذا، ولم يكذب ولم يقل إنه رأى عملية البيع نفسها.. هذه
التفاصيل الدقيقة مهمة، لأن عدم تحري الشعراوي لدقة رواية الحديث والاعتماد على
حكايته بالعامية من الذاكرة، جعله يروج لشبهة دون قصد منه!
ولا يمنه هذا أن الحلقات ممتعة ملئية
بالتأملات المدهشة التي تشعرك أنك تسمع الآيات للمرة الأولى.. لهذا لا تتعجب حينما
تشاهد حلقة كاملة عن "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وحلقة أخرى عن
"باسم الله الرحمن الرحيم" وهما ليستا من آيات السور، فما بالك حين تغوص
معه في فيوض آيات القرآن وعطاءاتها؟ أعرف بالتأكيد أن كلا منا سمع حلقات للشعراوي،
لكن سماعها بالترتيب ومنذ البداية وفي أوقات متقاربة تجربة تختلف تماما عن سماع
مقتطفات متناثرة بين حين وآخر.
أدعو الله أن يعينني وإياكم على تدبر
القرآن وفهم معانيه والعمل بها، وكل عام وأنتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.