سأحدثكم عنها
إلى روح جدتي
أم وهبة رحمها الله وغفر لها وأكرم نزلها.
امرأةٌ مِن جيلِ الطِيبْ
ذاتُ الوجهِ الباسمْ
ذاتُ القلبِ الطيّبْ
سأحدّثُكمْ عنها
الطفلةُ في مقتبلِ العمرْ
ذاقتْ سَوطَ اليتمِ وطعمَ الفقرْ
فتعلّمَتْ الصبرْ
يافعةُ الأعوامِ نحيلةْ
واسعةُ الحيلةْ
ذاتُ الخمسة عشرَ ربيعًا تُنجبُ أمي
لتَفيضَ حنانا كالنهرْ
سأحدّثُكمْ عنها
كالنسمةِ في رئةِ الزهرْ
تَستبقُ البَرَكَةَ حينَ تُصلّي الفجرْ
تَعجنُ كلَّ صباحٍ خبزَ أمومتِها
تُطعمُ أحلامًا جائعةً
وتَصومُ اثنينا وخميسا
وتَحيكُ ثيابَ الصبرْ
لتربّيَ ستةَ أبناءٍ
قد كانوا قبلُ ثمانيةً لكنَّ رضيعينِ احتسبَتْ عندَ
اللهْ
تحتملُ الحزنَ وطعمَ الآهْ
لتظلَّ الأيامُ تَمُرّ
لتشاهدَ من ذريتِها فوقَ الخمسينْ
وتعيشَ ثلاثًا وثمانينْ
كانتْ فيها مثلَ عطاءِ البحرْ
امرأةٌ مِن جيلِ الطِيبْ
ذاتُ الوجهِ الباسمْ
ذاتُ القلبِ الطيّبْ
سأحدّثُكمْ عنها
محمد حمدي غانم
26/6/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.