لماذا لا يبيض الدجاج؟
شهادات التعليم في بلادنا هي مجرد شهادات
صورية، لأن معظم حامليها يتخرجون للعمل في البيع والشراء والتوزيع والحرف اليدوية
ووظائف كتابية لا تحتاج لأكثر من معرفة القراءة والكتابة والحساب، والتدريس للمرحلة
الابتدائية وهو لا يحتاج لأكثر من الشهادة الإعدادية، والتدريس للمرحلة الإعدادية
وهو لا يحتاج لأكثر من الشهادة الثانوية!.. وكل هذا الإهدار في العمر والمال
نتيجته الحتمية هي أن عباقرة التعليم الأكاديمي الحقيقيين المؤهلين للبحث العلمي
والاختراع وقيادة الاقتصاد يهربون إلى الخارج، كمنحة مجانية للدول الغربية من
الدول الفقيرة، تكلفتها الفعلية هي 380 مليار جنيه مصري سنويا هي ميزانية
التعليم!!.. حتى الأطباء هرب أكثر من نصفهم إلى الخارج بسبب ضعف الرواتب وعجز باقي
المجتمع عن دفع أجور حقيقية لهم (كناتج طبيعي لتخلف الصناعة واستيراد كل شيء وغلاء
المعيشة).. فحتى المنتج الخدمي الجيد الوحيد من التعليم لا نحصل عليه بالكفاءة
المطلوبة، ونخسر الكفاءات في كل القطاعات!
والأسوأ من هذا حشر كل النساء في
التعليم، مع أن نصفهن صيرن ربات بيوت بشهاداتهن (ولا شيء مما تعلمنه له أي علاقة بالأمومة
أو الزوجية أو إدارة شئون المنزل أو الاقتصاد المنزلي أصلا)، والنصف الآخر أقل
كفاءة في العمل بسبب اعتبارات جسدية معروفة والتزامات منزلية، وأصلا عملهن يؤدي
إلى بطالة ربع الرجال لأن سوق العمل مدمر أصلا بسبب هروب العباقرة كما شرحنا.. وما
يزيد الطين وحلا، هو أن شخصية المرأة المتعلمة تدمر نفسيا وعقليا بسبب الاختلاط
والعري وأفكار النسوية المتطرفة، والنتيجة زيادة أعداد المطلقات والأطفال
المشردين، وإن استمرت الأسرة، فوجود نصف أم في المنزل بسبب عملها، إضافة إلى دور
المدرسة في تخريب شخصية أبنائها، كل هذا يؤدي إلى سلسال مستمر من أجيال أقل علما
وثقافة وأخلاقا وتربية وقدرة على مواجهة الحياة!!
المدرسة أسوأ سلاح تدمير ذاتي زرعه
المحتل في بلادنا قبل أن يرحل!ّ
والحل هو تغيير جذري شامل في منظومة
التعليم، يجعل التعليم الأساسي أربع سنوات فقط، يفرز بعدها المتعلمون إلى:
* 60% تعليم حرفي عملي سريع يتخرج منه
المتعلم في سن 15 سنة مؤهلا ومدربا عمليا على ممارسة الحرف اليدوية والصيد
والزراعة وغيرها.. وبعد ثلاث سنوات من العمل، يمكن تجنيدهم في الجيش لمدة ثلاث
سنوات لاستصلاح الصحراء وتعدين خيراتها وبناء المدن والمصانع عليها، مع إعطائهم
فرص عمل في هذه المصانع والأراضي وتمليكهم الشقق السكنية، وهذا سينعش الاقتصاد من
كل اتجاه ويحل مشاكل البطالة والزحام وقلة الموارد.
* الباقون يواصلون التعليم الأكاديمي
وسيبدأ ب 4 سنوات تعليم إعدادي يفرز منها المتعلمين إلى :
** 30% تعليم فني عالي الكفاءة لمدة 4
سنوات.
*** 6% تعليم ثانوي هندسي للتأهيل لكل التخصصات
الهندسية ومدته 4 سنوات.
** 3% تعليم ثانوي طبي للتأهيل لكل
التخصصات الطبية ومدته 4 سنوات، على أن يؤدي هذا إلى اختصار السنوات الإعدادية في
هذه الكليات للتركيز على التخصص، بحيث تكون الدراسة في كلية الطب عامين للتعرف على
التخصصات المختلفة، ثم 4 سنوات للتخصص في أي منها، ولا تكون هناك حاجة إلى الحصول
على ماجستير للتخصص الطبي، ويكون الماجستير للتخصص في فروع التخصص الدقيقة فقط.
** 1% تعليم ثانوي أدبي لمدة 3 سنوات.
هذا التخطيط سيجعل فصول التعليم
الأكاديمي 20 طالبا على الأكثر، مع الاستفادة بالوسائل التعليمية الحديثة كالتعليم
عن بعد لبعض المناهج التي لا تحتاج للذهاب إلى المدرسة، ومضاعفة أعداد المعامل
والورش والحصص العملية في المدارس الفنية والثانوية (غير الأدبية)، وسنحصل على أطباء
ومهندسين وعمال فنيين أفضل بدون تضييع أعمارهم، وسنوفر مليارات الجنيهات للدولة والأسرة،
وسيسمح هذا بدعم البحث العلمي وإنشاء صناعية حقيقية ويمكن حينها الاستثمار في
الطاقة الشمسية لحل مشاكل الطاقة وتحلية مياه البحر وزراعة الصحراء وتعميرها لحل
مشاكل الزراعة، واستخراج كل خيرات باطن الأرض لحل مشاكل المعادن، وكل هذا سيوجد
فرص عمل ويعيد الزواج المبكر والأسرة المستقرة، وسيتوزع السكان على الـ 95 الفارغة
من مساحة مصر، بدلا من حشرنا في هذا الصندوق الضيق جغرافيا وتعليميا واجتماعيا
واقتصاديا وفكريا!