أعطيني سببا
معقولا!
أحتاجُ
على الحبِّ دليلا
كي
أقتلَ شكّيَ تقتيلا
وأُرَوِّيَ
وَردَكِ تقبيلا
وأزيدَكِ
في الحبِّ فصولا
يا
مَن أجّجتِ الأوجاعا
أعلنتُكِ
حبي مُلتاعًا
وجعلتُ
من الشِّعرِ رسولا
فَهنِئْتِ
بذلكِ واثقةً من حبّي أمرًا مفصولا
وأنا
مِن عشْرةِ أعوامٍ محرومٌ ظمآنُ فضولا
(مَشّيها
عشرةَ أعوامٍ إن كنتِ من السنِّ خجولا! :) )
ألححتُ
وأفصحتُ عَجولا
وذبحتُ
من الصبرِ عُجولا!
لكن
فؤادَكِ فاتنتي ما زالَ عَصِّيا مقفولا
ضيعنا
العمرَ وما زِلْنا تَسرقُنا الأيامُ أُفولا
لم
نَذهبْ للنيلِ سويًّا ونُقزقزْ لبًّا أو فولا!
لمْ
نَضحكْ بعدَ تفاهاتٍ قُلناها مَرحًا مكفولا
لم
نُحْيِ ربيعَ طفولتِنا
فتُحلّقْ
فَرْطَ براءتِنا
أعينُنا
مثلَ فراشاتٍ تَتراقصُ شَغَفا مذهولا
وأُلملمْ
شَعرَكِ في صدري وأَراهُ بزهري مجدولا
ويداكِ
على شَفَتِي عطرٌ وتُطوِّقُ جيدي إكليلا
لم
نَنعمْ بالحبِّ قليلا!
مع
أنّي سافرتُ طويلا
في
ليلِ دروبك قنديلا!
فأجيبي
الآن معذِّبتي
أعطيني
سببا معقولا
أحتاجُ
لِصدِّكِ تعليلا
ولهجري
في الشوقِ عليلا
قولي
لي سرًّا أَجهلُهُ
أو
قولا عذبًا أَنهلُهُ
أو
أُعلنَ قلبَكِ مسئولا
عن
جرحي وتبعثرِ حُلمي بدروبِ الآهِ مواويلا
يا
شغَفي أحتاجُ دليلا
أنْ
ليسَ غرامُكِ تمثيلا
هو
شكٌّ ظلَّ يُمزّقُني ولوصْلِكِ أنتظرُ غليلا
إن
كنتِ لقلبي مُصغيةً
بُوحي
بالحبِّ مُدوِّيةً
أو
قولي همسًا في أُذني لي وحدي قولا معسولا
ماذا
ما زالَ يُباعدُنا ما دُمنا نملِكُ محمولا؟!
بلْ
حتّى سوفَ أُسهّلُها
ب(كتابِ
وجوهٍ) تُرسلُها
ضغطةُ
أُنْمُلَةٍ مشتاقةْ
تَرجوني
طلبَا لصداقةْ
سيكونُ
جوابًا مقبولا!
أنا
فعلا أحتاجُ دليلا
حتّى
أتيقّنَ وأقولا:
"جهزّتُ
لغزوِكِ أسطولا
في
غايةِ أَسْركِ مقتولا"
فحذارِ
تظنينَ بأني
مجنونٌ
لأعيدَ الكرّةْ
من
دونِ طريقٍ مُخضرّةْ
قد
جئتُ بلهفتيَ كثيرًا وجَرحْتِ فؤادي كمْ مرّةْ؟
فَلِأُشفَى
أحتاجُ دليلا
إن
شئتِ لغدِنا تبديلا
قولي
"أحببتُكَ يا عمري" قولا لا يَحملُ تأويلا
لأضمَّ
محيّاكِ جميلا
وأزيدَ
جمالَكِ تجميلا
بُوحي
بغرامي فاتنتي لقطارِكِ أنتظرُ وصولا
كي
نبدأَ آخرَ رحلتِنا أناْ مِلْكُكِ عمرًا موصولا
كي
أُشبعَ ثَغْرَكِ تقبيلا
وأُدلِّلَ
حُسنَكِ تدليلا
أحتاجُ
على الحبِّ دليلا!
محمد حمدي غانم
29/9/2015