طفلٌ بلا وطن
عجبًا: بموتِكَ كيفَ زِدتَ براءةً
|
وغفوتَ بينَ الرملِ والأمواجِ؟
|
تَستقبلُ
البحرَ الذي سامحتَهُ
|
عن
لَفْظِ سِرِّكَ حينَ كُنتَ تُناجي
|
نَمْ
يا صغيري ما مكانُكَ ها هنا
|
في
خُلْدِ رَبِّكَ ما فُؤادُكَ راجي
|
هذي
بلادٌ لا تُحبُّ طُيورَها
|
قد
زُيِّنَتْ للشرِّ والأعلاجِ
|
وبرغمِ
قَسوتِها تُقبّلُ أرضَها!
|
منها
بدايةُ رحلةِ المِعراجِ
|
أحسنْتَ
ظنًّا مِن نقاءِ سريرةٍ
|
ما
كنتَ يومًا لاعنًا أو هاجي
|
أأراكَ
لا تَدري بأنَّكَ ميتٌ
|
والحالمونَ
بلقمةٍ وعلاجِ
|
حتّى
زنيمُ القصرِ يَحفظُ عَرشَهُ
|
وسبيلُهُ
دَمويّةُ الحَجَّاجِ
|
وحثالةُ
الأعرابِ دُونَكَ أغلقوا
|
عادينَ
بابَ الغَوثِ بالمزلاجِ
|
ما
كفّنوهُمْ حينَ ماتَ شعورُهم
|
غِيدَ
القصورِ وساكني الأبراجِ
|
شربوا
خمورَ الدمِّ في لذّاتِهم
|
في
غيِّهِم ضلّوا عن المِنهاجِ
|
وبلادُ
أوروبا حُرِمتَ لُجوءَها
|
عنها
مُنِعتَ بحاجزٍ وسياجِ
|
كلُّ
الملوكَ رَموكَ حينَ رأيتَهمْ
|
سُودًا
عرايا في قُصورِ زجاجِ
|
فهمستَ
في دمعٍ لنومِ ضميرِهم:
|
"فلتقبلوا
أسفي على الإزعاجِ"!
|
لم
يَبقَ غيرُ البحرِ، حينَ بَثَثْـتَهُ
|
شَكواكَ
رَدَّ بِعَصفةٍ وهِياجِ
|
لم
يَدْرِ شوقًا حينَ ضمَّكَ أنّهُ
|
أجرى
عليكَ الحُكمَ بالإفراجِ
|
أتريدُ
أن تَقضي اختناقا مثلما
|
سبعينَ
نفسًا كُدِّسَتْ كنعاجِ؟
|
أو
كنتَ تُصبحُ مِن عبيدٍ حُلمُهمْ
|
أن
يَعلِفُوهم في حظيرِ دجاجِ؟!
|
يا
بِئْسَ مَنْ عشقوا الحياةَ ذليلةً
|
هَلَكَ
الجميعُ وأنتَ كنتَ الناجي
|
نَمْ
يا صغيري ما مكانُكَ ها هنا
|
وغدا
يجيء الصبح بالإبلاجِ
|
محمد
حمدي غانم
2/9/2015
مجاراة الشاعر يحيى صمايري لقصيدة "طفل بلا وطن":
ردحذفرجعَتْ به الأمٰواجُ للأدراجِ = ومُناهُ تَرسُبُ في المحيطِ الداجي
حتّى اتساعُ البحرِ ضاقَ بلاجئٍ = رفقًا مياهَ البحرِ بالأفواجِ!!
رفقًا بهذا الغِرِّ لم يبدأْ ولمْ = يَرَ بَعدُ غيرَ عُبابِكَ المهتاجِ
مِن قبلِ بِدْءِ عَنَا الحياةِ قد انتهى = كالزهرةِ العطشَى على الأمواجِ
كم ماتَ والدُهُ بآخرِ لَمسةٍ = يَرجو فَلَمْ يَشفَعْ رجاءُ الراجي