المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 13 مارس 2018

تعليم ما قبل الكارثة.. العباقرة هم الحل


تعليم ما قبل الكارثة.. العباقرة هم الحل

رغم أن التعليم الغربي فيه مشاكل كثيرة حاليا، ولكنه أمل بعيد لا نحلم حتى أن نصل إليه!.. المشكلة أن الغرب منهار سكانيا (بسبب المرأة العاملة التي لم تعد تنجب) وهذا جعل تركيبته السكانية تتكون من 30% فقط من الشباب و 70% من العجائز.. بالنسبة لنا لدينا 70% من الشباب و 30% من العجائز، وهذا معناه أننا لكي نوفر تعليما مكافئا للغرب في الجودة سنحتاج أن ندفع أكثر من ضعف ميزانيتهم للتعليم، وهنا تتضح الكارثة:

تقع بريطانا (التي كانت تحتل مصر وأوجدت لنا نظام التعليم الفاسد الحالي) في المركز السادس في مستوى جودة التعليم عالميا (لن أقارن بمن يقعون في المركز الأول) وقد أنفقت بريطانيا 87 مليار جنيها استرلينيا العام الماضي على التعليم الأساسي والعالي، وهو ما يعادل 2114.1 مليار جنيه مصري أي أكثر من 2 ترليون جنيه مصري!!.. (ملحوظة: بريطانيا في حالة تقشف منذ الأزمة المالية العالمية سنة 2008 وميزانية التعليم المذكورة تأثرت بهذا التقشف)!

بينما موازنة التعليم الأساسي والعالي والبحث العلمي في مصر 94 مليار جنيها مع المبالغة، أي حوالي 4.5% فقط من موازنة التعليم في بريطانيا.. لكن كما قلت نحتاج على الأقل إلى ضعف موازنة بريطانيا بسبب زيادة نسبة الشباب عندنا، وهذا معناه أننا نحتاج إلى جعل ميزانية التعليم في مصر 4 ترليون جنيه سنويا، والميزانية الحالية 2.25% فقط من هذا المبلغ.. التفكير المنطقي يقول إن ميزانية التعليم الحالية تصلح لتعليم 2.25 من عدد من يتعلمون حاليا!

في الحقيقة أنني كريم جدا حينما أدعو إلى تعليم 20% فقط من الذكور ( = 10% من الجنسين) فهذا أربع أضعاف ما تسمح به الميزانية الحالية، ويتطلب القضاء على الفساد لتوفير المهدر وتسديد الديون وتحويل فوائد الديون الربوية لميزانية التعليم، مع تقليص الإنفاق على الأنشطة الترفيهية كالأفلام والمسلسلات والمسرحيات وكل هذا الهلس، لتوفير تعليم متميز لـ 10% من صفوة الأجيال الجديدة يستطيعون أن ينتشلوا مصر من هذا المستنقع، فإن تطور العلم والبحث العلمي والصناعة وقل الاستيراد وتحقق فائض، يتم التوسع في التعليم تدريجيا دون الإخلال بجودته.
هذه هي الحقيقة مهما كانت مرة، وبدون هذه التضحيات سيكون مصيرنا القريب كارثيا! 

ماذا سيحدث لو علمنا 10% فقط؟
أنا أقول إن ميزانية التعليم المتاحة حاليا في دولة مثل مصر لا تصلح إلا لتعليم 10% فقط ممن يتعلمون حاليا.. هذا يعني أشياء كثيرة:
-      كثافة أقل للفصول.
-      تصميم المناهج لمستوى الطلبة العباقرة والمبدعين، بعيدا عن مستوى الطالب المتوسط وحذف الحشو من المناهج وكل هذه الخزعبلات التي خربت التعليم وضيعت العباقرة.
-      تخصيص مدرس لكل مجموعة صغيرة من الطلاب ليكون مشرفا ومتابعا لهم بشكل شخصي، وهذا يسمح بأداء كل الأنشطة العلمية والعملية والميدانية والبحثية تحت إشراف المدرس.
-      إعطاء كل من المدرس هامش تصرف في اختيار مواضيع المنهج وأساليب الشرح وأدوات الإيضاح.
-      إعطاء الطالب حرية اختيار المدرس والمنهج وتوقيت الدراسة، في  ظل قلة الطلبة ووفرة المدرسين.
-      تغيير نظم تقييم الطلبة بحيث لا تقتصر على امتحانات الحفظ والتسميع، واعتبار الفروق الفردية والمواهب والملكات والثقافة العامة وإجادة العثور على المعلومات عبر الوسائل الحديث جزءا من تقييم الطالب، وإعطاء وزن أكبر لتقييم قدرة الطالب على الاستفادة من المعلومات في حل المشاكل، بدلا من الاكتفاء بالمعرفة بدون وجود أي تدريب على الاستفادة بها وتطبيقها.. كل هذا مستحيل في ظل الأعداد الحالية.
-      فارق الموازنة سينفق على تطوير المعامل العلمية وتخصيص أحدث الأدوات والمعدات لكل طالب والقيام بكل التجارب بشكل فردي وجماعي وليس مجرد المشاهدة أو التلقين نظريا.
-      التخلص من الطلبة الذين لا يمتلكون المهارات العقلية اللازمة للتعليم الأكاديمي الحقيقي سيلغي الشغب وانحراف الأخلاق في المدارس ويخفف الضغط النفسي عن الأساتذة.
كل هذا سيعطي نتائج أفضل حتى مما ترونه في أفضل تعليم غربي. 

لماذا يجب استبعاد الفتيات من هذه المنظومة؟
إذا افترضنا مثلا أن مصر حققت المعجزة وخصصت 20 مليار دولار سنويا لتعليم 10% فقط ممن يتعلمون حاليا بحيث يحصل كل منهم على تعليم حقيقي عالي الجودة، فأبسط مشكلة ستواجهنا لو ظلت الفتيات في هذا المسار، هو أن نصفهن سيخترن طواعية الجلوس في المنزل بعد الزواج والإنجاب.. نصف النساء = ربع المتعلمين، وهذا يعني إهدار 5 مليار دولار سنويا على تعليمهن بلا عائد!.. أما النصف الثاني من النساء فسيجلبن للعمل مشاكلهن الأنثوية التي سأفصّلها بعد قليل.
لذا فمن من الأفضل والأكفأ أن تقصر الدولة هذا التعليم عالي الجودة على الذكور، فتعلم 20% فقط من الذكور الذين يتعلمون حاليا تعليما أكاديما متطورا يخرج منهم ارقي العقول بأحدث المهارات التقنية ومناهج البحث العلمي.. أما باقي الذكور فيتم توجيههم إلى تعليم حرفي مبكر مختصر يركز على المهارات الأخرى التي لا يحتاجها التعليم الأكاديمي للتأهيل للحرف التي تبني المجتمعات كالزراعة وأعمال البناء والسباكة والكهرباء والصيد والبيع وقيادة السيارات.... الخ.
أما النساء فتلزم كل أم متعلمة بتعليم بناتها القراءة والكتابة والحساب مع إيجاد تعليم الكتروني عن بعد وقنوات فضائية تثقيفية ويتم توجيه الفتيات لإجادة شئون المنزل وإتقان فنون التعامل مع الزوج وتربية الأبناء والإنتاج من المنزل.
 سيحل هذا كل مشاكل مجتمعاتنا الحديثة:
-      تعليم حقيقي وبحث علمي = صناعة وزراعة وطب متقدمة.
-      صفر بطالة لان الناس مؤهلة للعمل الحقيقي وليسوا جميعا إداريين.
-      صفر عنوسة لأن كل امرأة عاملة يناظرها شاب عاطل وفتاة عانس.
-      انخفاض درامي في نسب الطلاق بسبب خروج جيل من الرجال يتحمل المسئولية وجيل من النساء تحب ان تمكث في بيتها وتتابعه وتديره مع ضغوط اقل بسبب عدم إنهاكها في وظيفة إضافية بمشاكلها ومواصلاتها... الخ.
-      تربية جيل جديد أفضل أخلاقيا بسبب وجود أم تربي وانخفاض سن المراهقة بسبب اختصار الطفولة الطويلة الناتجة عن نظام التعليم الحالي الذي يعتبر التلميذ نكرة بلا إرادة ولا هدف سوى حشوه بالمعلومات.
-      ارتفاع كفاءة العمل والإنتاج والاقتصاد لوجود خبراء أفضل وعمال أكثر مهارة والتخلص من عيوب النساء الفطرية التي تقلل من كفاءة العمل مثل اضطرابات الدورة الشهرية وإجازات الحمل والرضاعة مدفوعة الأجر والأحكام العاطفية غير المتزنة والتشتت بين شئون الأسرة والبيت والعمل وعدم القدرة على الأعمال الشاقة أو السفريات أو التغيب ليلا عن المنزل.. والأسوأ تأثيرهن الغريزي على الرجال الذي يقلل من تركيزهم.. والاهم أن الرجال إحصائيا هم الأكفأ عقليا وبدنيا حتى في مقارنة النساء الأعلى ذكاء، لهذا يحتكر الرجال معظم مهن الهندسة والبرمجة ويحتكرون غالبية براءات الاختراع وجوائز نوبل.. حتى اشهر الطهاة ومصممي الأزياء والرسامين والشعراء من الرجال مع أنها مهن تبدو أكثر ملاءمة للنساء. فالحقيقة انه مهما كان تميز المرأة عقليا فهناك بدائل أكثر بكثير من الرجال تحقق كفاءة أعلى.. مع ملاحظة أن وجود الأم في بيتها يلغي الحاجة لمهنة مدرسة الحضانة، وعدم تعليم الفتيات في المدارس يلغي الحاجة للمرأة في مهنة التدريس.. وتتبقى بعض المهن كالتمريض وغيرها، يمكن تأهيل الأرامل والمطلقات لها ممن سبق تعليمهن منزليا، إذا تم تخطيط هذا المسار التعليمي جيدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر