المتابعون للمدونة

الأربعاء، 11 يوليو 2018

الدليل الدمياطي لاستهلاك الكهرباء الواطي


الدليل الدمياطي لاستهلاك الكهرباء الواطي

هذا موضوع طويل، لكن كل سطر فيه سيوفر لك نقودا كثيرة وقد يخفض استهلاكك الى النصف.. بعض ما أقوله ستجد أنك تعرفه، لكن بعضه الآخر قد يكون جديدا عليك، فاقرأ بعناية.. وأرجو أن يفيدكم هذا الموضوع، ولا تنسوني من دعائكم :)
بعد ثلاث سنوات ومع استمرار زيادة أسعار الكهرباء، ستجد أن استهلاك 200 كيلووات فقط في الشهر سيجعلك تدفع فاتورة تصل إلى 150 جنيها حينها!!.. أسرة من خمسة أفراد في المتوسط تستهلك على الأقل 300 كيلووات بعد الأخذ بكل الاعتبارات التي سأقولها ستدفع بعد ثلاث سنوات حوالي 300 جنيه شهريا!.. من لا ينتبه لهذه المعايير، قد يدفع أكثر من 500 جنيه شهريا، ومن لديه أكثر من تكييف سيدفع حوالي 1000 جنيه شهريا!! 

عداد لكل شقة:
بالنسبة لي، منذ بدأت أسعار الكهرباء في الزيادة منذ عامين، واكتشافي لوجود 3600 كيلووات متراكمة في أحد العدادات، بينما في عداد آخر دفعنا مقدما ثمن 1600 كيلووات لم نستهلكها، بسبب عدم انتظام محصل الكهرباء في قراءة العدادات، قررت أن أتولى أنا متابعة فواتير الكهرباء ومعدل استهلاكها.

أول مشكلة صادفتها أن هذا بيت عائلة به خمس شقق على عدادين فقط!!.. قديما كان من الممكن أن يكتفي بيت العائلة بعداد واحد وتقسيم الفاتورة على جميع الساكنين، لأن الكهرباء كانت رخيصة ولم تكن هناك شرائح للاستهلاك (ثمن الكيلووات كان ثابتا مهما كان استهلاكك).. لكن بعد فرض شرائح الاستهلاك، صار الوضع كارثيا، وصار حتميا شراء عداد لكل شقة، وكان هذا أول شيء فعلته: خمس شقق على خمس عدادات.

(ملحوظة: هناك كارثة شبيهة بهذا تحدث الآن في موضوعه المياه.. كثير من البيوت في مصر فيها عداد مياه واحد للبيت كله، لكن منذ العام الماضي تم تطبيق الشرائح، وهذا يعني أن سعر متر المياه المكعب يزيد مع زيادة الشريحة، وطبعا وجود كل البيت على عداد مياه واحد يعني دفع أغلى سعر لمتر المياه!!.. للأسف تغيير هذا ليس سهلا، لأنه يحتاج إلى تغييرات صعبة في السباكة وتكاليف عالية لتوصيل المواسير ومواتير رفع مستقلة وخزانات مياه منفصلة، وهي تكلفة هائلة، ومن الأفضل التخطيط لها منذ البداية عند بناء البيت!)

نعود إلى موضوع الكهرباء:
بعد ذلك كان من المهم أن أخفض استهلاك الكهرباء.. وهذه أهم الخطوات لفعل هذا: 

بالنسبة للإضاءة:
تعتبر الإنارة أحد أكبر مصادر استهلاك الكهرباء، لهذا أول شيء فعلته هو التخلص من المصابيح القديمة التي تستهلك من 40 إلى 100 وات، واستخدام المصابيح الموفرة التي تستهلك 24 وات.. ومؤخرا كلما تعطلت إحدى هذه المصابيح الموفرة أضع بدلا منها مصباح LED فهي تستهلك النصف أو أقل (12 وات للحجرات، 9 وات للسلم، 7 وات للمصباح الذي أتركه يضيء الصالة ليلا).. أما مصابيح النيون فهي تستهلك حوالي 53 وات، لهذا وضعت بالإضافة إليها مصابيح ليد 12 وات بحيث أستخدم النيون عند الاحتياج للإضاءة الأقوى.. وقد جربت استخدام مصباح ليد 36 وات في المطبخ وإضاءته أقوى من النيون لكن سعره 65 جنيها مقارنة بسعر مصباح النيون (12 جنيها).. من رأيي أن استخدام مصباحي ليد 12 وات معا قد يكون بديلا عمليا عن النيون (24 وات مقابل 53 وات)، وتكلفتهما حوالي 30 جنيها لو اشتريت أنواعا شعبية عمرها الافتراضي عام واحد.. يجب أن تحسب مقدار ما سيوفر المصباح من الكهرباء في العام في مقابل سعره.. من رأيي أنه حتى لو كان ما سيوفره المصباح مساويا لسعره (لا مكسب) فهو أفضل لأن درجة الحرارة التي يشعها اقل وهذا يوفر لك تكلفة التهوية والتبريد في الصيف.. بشكل عام: الأفضل عند تصميم إضاءة الشقة، أن تضع في كل غرفة مصباحين أو حتى ثلاثة موزعة على أرجاء الغرفة، بحيث تستطيع التحكم في درجة الإضاءة بتشغيل مصباح واحد، أو اثنين معا، أو الثلاثة معا.

ومن أوجه التوفير في الإضاءة أيضا، عدم ترك إضاءة السلم طوال الليل بلا فائدة.. كنا قديما نترك مصباح السلم في الدور الأرضي مضاء من المغرب للصباح إلى أن ينزل أحد ويطفئه.. حللت هذه المشكلة باستخدام مفتاح مزدوج لفتح أو إغلاق هذا المصباح من الدور الأرضي أو الدور لأول، وبهذا حللت مشكلة من سينزل ليطفئ المصباح :D .. في البيوت الحديثة يتم تصميم دائرة واحدة للسلم كله، لفتح كل المصابيح معا من أي دور.. لكن يجب التأكد من إطفاء المصابيح كلها بعد الوصول إلى باب الشقة أو باب الخروج من المنزل، حتى لا تترك أكثر من 5 مصابيح تعمل معا بلا فائدة.

بالنسبة للسخان:
- الإسراف في استخدام المياه لا يعني زيادة فاتورة المياه فقط، بل يزيد من فاتورة الكهرباء إذا كنت تستخدم ماتور رفع كهربيا أو إذا كنت تسخن المياه بسخان كهربي.. تأكد أيضا من أن صنابير المياه سليمة ولا تنقط المياه.

- الاستحمام في الشتاء نهارا أفضل فالعبء على السخان يكون أقل لأن المياه تكون بالليل أكثر برودة.. ولا داعي لأن تكون المياه ساخنة جدا.. استخدم أقل درجة الحرارة تستطيع احتمالها فهي تضمن لك كذلك عدم تعرضك لنزلة برد بعد الخروج من الحمام.

- إذا لاحظت السخان يعمل تلقائيا على فترات متقاربة بدون استهلاكك للمياه (وبدون وجود تنقيط من أي صنبور)، فقد يكون هذا عيبا في منظم الحرارة (الثرموستات) يجعل السخان يفصل ويعود للعمل لمرات كثيرة متلاحقة ويمكنك تغيير الثرموستات، أو قد يكون هذا عيبا في كفاءة العزل في السخان تجعله يسرب الحرارة، وهنا يمكنك أن تشتري سخانا أكثر كفاءة، أو على الأقل افصل السخان عن الكهرباء طالما لا تحتاجه (افصله في فصل الصيف في كل الأحوال)، ولا تسخن المياه إلا قبل الاستحمام بساعتين إن كان هذا ممكنا، وأنصحك لأمانك الشخصي ألا تترك موتور المياه والسخان متصلين بالكهرباء أثناء الاستحمام، لأن الكهرباء قد تلامس المواسير أو المياه في حالة وجود عيب في الموتور أو السخان أو التوصيلات، وهذا يكهرب كل المياه والمواسير في البيت ويؤدي إلى مقتل البعض. 

بالنسبة للثلاجة:

- لا تضع الثلاجة في غرفة مغلقة أو غرفة قبلية أو بجوار مصدر حرارة أو بجوار نافذة تعرضها لحرارة الشمس مباشرة.. ضع الثلاجة في مكان جيد التهوية ليساعد الشبكة الخلفية على التخلص من الحرارة ويسرع دورة التبريد.
- إذا كانت لديك ثلاجة قديمة بابها غير محكم أو تلاحظ أنها تعمل لفترات طويلة ولا تحقق كفاءة التبريد، فالأفضل أن تتخلص منها وتشتري ثلاجة حديثة، لأنها ستكلفك كهرباء أكثر من ثمن الثلاجة الجديدة!

- لا تفتح باب الثلاجة لفترات طويلة بلا جدوى.. خذ ما تحتاجه مثل زجاجة المياه مثلا وأغلق الثلاجة واشرب ثم أعدها.

- ربات البيوت لديها هوس تخزين الأطعمة في المجمدات Freeze, deep freezer.. لا داعي لتجميد اللحوم لشهور طويلة فنحن لم نصل إلى مرحلة المجاعة بعد.. ستدفعين مثل ثمن اللحوم وأكثر في فاتورة الكهرباء!!.. ضعي طعام أسبوع واحد على الأكثر، ولا داعي لتشغيل أكثر من ثلاثة ومجمد في البيت.. افصلي الثلاجات والمجمدات الإضافية ولا تشغليها إلا عند الضرورة مثل رمضان والأعياد مثلا. 

بالنسبة للحاسوب المكتبي PC:
- لو كانت لديك شاشة مكعبة قديمة فتخلص منها فورا واستخدم شاشة مسطحة LCD أو بلازما.

- إذا كنت ستبتعد عن الحاسوب لربع ساعة أو أكثر فضعه في حالة وضع الاستعداد (النوم) Stand by (sleep) وتأكد من إعدادات بدء التشغيل BIOS أنك تستخدم وضع الطاقة S3.

- قلل إضاءة الشاشة إلى 20% أو حتى 10% على حسب قدرة إبصارك.. توجد أزرار تحكم في الشاشة نفسها تستطيع منها تقليل الأضاءة.. أما شاشة اللابتوب فادخل إعدادات الطاقة في لوحة تحكم الويندوز لتقليل إضاءتها.. الإضاءة 100% مؤذية للعين وتضعف البصر مع الزمن (وأنصحك أيضا بالابتعاد عن الشاشة مسافة كافية لا تقل عن متر ونصف).. تقليل الأغضاءة يوفر استهلاك الكهرباء، ويقلل من الحرارة المنبعثة من الشاشة وهذا يقلل من استهلاك التكييف للكهرباء.

- إذا كان كل ما ستفعله هو دخول مواقع التواصل الاجتماعي وإجراء بعض مكالمات الصوت والفديو أو لعب بعض الألعاب، فأغلق الحاسوب المكتبي أو الحاسوب النقال Laptop أو ضعهما في وضع الاستعداد، واستخدم بدلا منهما المحمول أو الجهاز اللوحي Tablet فاستهلاكها للطاقة أقل.

بالنسبة للتكييف:
- تأكد من تنظيف الوحدة الداخلية والخارجية كل عام قبل تشغيل الجهاز.. التراب على الشبكة الخارجية يقلل من تبادل الحرارة ويزيد من وقت تشغيل التكييف.
- تأكد من أن سرعة المروحة الداخلية والخارجية طبيعية.. بعد فترة يفسد المكثف الخاص بكل مروحة ويحتاج لتغييره (تحتاج لفني التكييف) لتعود المروحة إلى أقصى سرعة، وتحقق أعلى تبريد.
- تأكد من فحص ضغط الفريون، فضغط الفريون المنخفض يقلل من سرعة وكفاءة التبريد (تحتاج لفني التكييف).
- تأكد أن الوحدة الخارجية موضوعة في مكان جيد التهوية، لأن البعض يضعها في شرفة مغلقة بنوافذ الألومنتال مثلا، وهذا يجعل الوسط المحيط بالتكييف ساخنا ويجعل من الصعب تحقيق درجة التبريد المطلوبة.
- تأكد من إحكام باب الغرفة.. وتذكر أن الهواء الساخن يصعد لأعلى وأن الهواء البارد كثافته أعلى ويهبط لأسفل، لهذا لو كان عقب الباب مرتفعا فسيخرج جزء من الهواء البارد من أسفله.
- إذا كان بعض جدران الحجرة أو سقفها يتعرض للشمس لساعات طويلة يوميا، فالأفضل أن تجد وسيلة لحجب الشمس، مثل تركيب ستارة في الشرفة (ولا تضعها أمام وحدة التكييف الخارجية)، واستخدام أي وسيلة عزل فوق السطح لحجب الشمس مثل مظلة (تنده) قماشية أو سقف خشبي أو اسبستوس، أو طلاء السطح بمادة عازلة حراريا وتبليطه.. والأذكى والذي يحقق فائدة مزدوجة هو تركيب خلايا شمسية على السطح إن كنت قادرا ماليا على دفع 70 ألف جنيه ثمن محطة 5 كيلووات وبيع الكهرباء لشركة الكهرباء فهذا يقلل درجة الحرارة عن الشقة الموجودة في الدور الأخير ويحقق لك حوالي ألف جنيه شهريا من توليد الكهرباء.
- النوافذ الزجاجية الشفافة أو نصف الشفافة تسمح بدخول الحرارة أو بعضها بالنهار.. حاول تغطيتها من الداخل بستارة سميكة.
- إذا كانت الحرارة محتملة، فيمكنك ألا تستخدم التكييف نهارا، واعتمد على فتح الغرفة لدخول الهواء واستخدم المروحة، واستخدم التكييف أثناء النوم عندما تكون الغرفة مغلقة، وطبعا النوم ليلا أوفر في استهلاك الكهرباء لأن عمل التكييف يكون أسهل في الليل.. هذه النصيحة ممكنة في الدلتا والمحافظات الساحلية، لكن أظنها مستبعدة في القاهرة والصعيد.
- يجب أن تفهم كيف يعمل التكييف.. إذا ضبطت التكييف على درجة حرارة 20 درجة، فيجب أن تتأكد أنه قوي بما يكفي لمساحة الغرفة لتحقيق هذه الدرجة.. تكييف أقل من 3 حصان قد لا يحقق هذه الدرجة في نهار يوليو وأغسطس أبدا وسيظل يعمل بلا توقف وهذا عبء على الموتور يعرضه للتلف ويقلل عمره الافتراضي، ويزيد من فاتورة الكهرباء.. أنا مثلا أضبط التكييف للعمل على 24 درجة.. هذا يعني أن الوحدة الخارجية ستتوقف عن العمل إذا وصلت حرارة الغرفة إلى 23 درجة، وتستريح حتى تصل درجة حرارة الغرفة إلى 25 درجة فتعود للعمل..  وهكذا.. في بعض المناطق الحارة مثل القاهرة قد لا يستطيع التكييف الوصول إلى درجة 23 درجة.. يجب أن تراقب عمل التكييف وتستمر في زيادة درجة الحرارة إلى أن تكتشف نقطة التوقف المناسبة له، حتى لو كانت 27 درجة أو 28 درجة.. وتذكر أن ميزة التكييف الرئيسية أنه يخلصك من الرطوبة، لهذا تستطيع احتمال 27 درجة بدون رطوبة، بينما لن تستطيع احتمال 22 درجة برطوبة عالية.
- أثناء النوم اضبط التكييف على وضع النوم Sleep mode.. هذا سيجعل التكييف يرفع درجة تبريد الغرفة درجتين بعد ساعتين من نومك (لو كان يعمل على 24 درجة فستصير 26 بعد ساعتين)، وهذا أفضل لك صحيا وأوفر في الكهرباء).
- لا داعي لاستخدام التكييف للتسخين في الشتاء (ولا المدفئة الكهربية).. مزيد من الملابس والبطاطين الصوفية سيفي بالغرض، كما أن التدفئة قد تعرضك لنزلة برد عند الخروج للمدارس والعمل صباحا. 

نصائح تقليدية لكن هامة:
- لا تترك مصباحا أو مروحة أو أي جهاز كهربي يعمل بينما لا أحد يحتاج إليه.. أغلق كل شيء قبل مغادرة الحجرة.
- كلما كان هذا ممكنا، يمكن لأكثر من فرد استخدام نفس الإضاءة والتهوية والتلفاز في حجرة واحدة، بدلا من أن يجلس كل منهم في حجرة منفردة فيتضاعف الاستهلاك.
- تذكر دائما أن ترشيد الاستهلاك لا يعني فقط فاتورة أقل، لكن يعني أيضا تلويثا أقل للبيئة، وصحة أفضل لك وللآخرين، لأن معظم الكهرباء قادم من محطات تحرق الوقود! 

بعد تطبيقي لهذه القواعد عمليا، أستطيع أن أقول لكم إنني أنزلت استهلاك الكهرباء إلى النصف أو أقل!.. صحيح أن تطبيق هذه الأمور كلفني نقودا ربما تبدو كثيرة في البداية، لكنها تحقق الجدوى الاقتصادية مع الوقت.. ما زالت هناك زيادات في أسعار الكهرباء في السنوات الثلاثة القادمة، وستصير الفواتير مرعبة.

مع ملاحظة أن الدولة تريد دفعنا إلى تركيب محطات شمسية على السطح لتشتري منا الكهرباء.. هذه فكرة جيدة، ولكن تكلفتها المبدئية 70 ألف جنيه، وهذا غير متاح للغالبية!.. هذا موضوع آخر، سأناقشه معكم لاحقا بإذن الله. 

محمد حمدي غانم
11/7/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر