بين الداروينية والإلحاد والإسلام
أرجو الانتباه لأن أولادكم معرضون لهذه الأفكار المادية الإلحادية، بسبب ألعاب الفيديو والكارتون والأفلام والمسلسلات الأجنبية، ودراسة الداروينية ونظرية التطور في المدارس!
اعتدت عند نقدي لنظرية التطور، أن
يأتيني هذا الرد المتكرر:
لماذا ترى أن الداروينية نظرية
إلحادية وضد الإسلام؟
وأليس من الخطأ الزعم بأن فشل
الداروينية يثبت وجود الله وصحة الإسلام؟.. فشل الداروينية ليس دليلا على وجود
الله.
وهذه هي إجابتي:
الداروينية نظرية مادية تحاول تفسير
الحياة بالأسباب المادية بدون أي تدخل خارجي، وهذا هو بالضبط تعريف الإلحاد: أن
المادة صنعت نفسها وصنعت الحياة، وبدون تخطيط مسبق ( = بالصدف العشوائية
العمياء).. وقد فشلت كل نسخ الداروينية المختلفة في إثبات ما تصبو إليه لأنها
تصادمت مع القواعد العلمية الراسخة في الهندسة والنظم والرياضيات، كما أن السجل
الأحفوري خذلها خذلانا مبينا وأثبت استحالة وجود تلك الأعداد اللانهائية من
الحلقات الوسيطة التدريجية، وصار أتباع هذه الخرافة اليوم يبحثون عن آلية لتفسير
التطور المفاجئ لا التدريجي، ليهربوا من ثغرات السجل الأحفوري، لكن هذا بالتأكيد
سيجعلهم يكفرون بالرياضيات والهندسة كفرا بينا، وسيعلنون الكهنوت والخرافة رسميا
:D
وبالتالي، أنت هنا أمام اختيارين لا ثالث لهما: الحياة ناتجة
بالصدفة، أو ناتجة عن تصميم.. وبما أن العلم نفى الصدفة، فالحياة ناتجة عن تصميم
مسبق، وبالتالي أنت مخلوق ولك خالق.
والآن الإجابة بسيطة للغاية: هل خلقك
تمثال وثني، أم بقرة هندوسية، أم
ثالوث مسيحي أحد أضلاعه بشر مثلك، أم شجرة أم كوكب أم ماذا؟
كل
الأديان على ظهر الأرض وثنية أو سماوية محرفة،
والإله فيها جميعا مشوه
وناقص وغير منطقي، وهذا يترك لك الإسلام فقط
كاختيار وحيد، يقدم لك صورة الإله الواحد الأحد المتصف بكل سمات الكمال والقدرة والملكوت.
وإن
كنت تريد الهروب من الإسلام بافتراض
أن مخلوقات غيبية من كواكب أخرى خلقتك (كما قال
الملحد دوكينز مثلا بعد أن فشل في تفسير الإعجاز في الشفرة الوراثية وظهور الحياة)، فهذا سيدخلك في
افتراضات عبثية لأنك يجب أن تسأل أيضا عمن خلق هذه المخلوقات
في تلك الكواكب، وهذا سيعيدك إلى الإسلام أيضا لأنه الإجابة
الكونية الوحيدة المتاحة، وعليك أن تقبلها إلى أن تجد إجابة أخرى، ولن تجد!
أما
إن شئت التعرف أكثر على خطة خلقك وإبداع خالقك، فعليك أولا أن
تقرأ 10 آلاف مجلد مكتوبة بالشفرة الوراثية في كل خلية مجردة من خلاياك هي التي
تجعلك تتنفس وتحلم وتفكر وتسألني هذه الأسئلة.. نعم: أنت
مكتوب بالمعلومات وداخلك أروع برامج الحاسوب ونظم التشغيل، وعقلك أرقى من كل الحواسيب
الموجودة على ظهر الأرض التي احتاج البشر آلاف السنين لصنعها، ورغم هذا أنت عاجز
عن رؤية من خلقك، رغم أنه يسألك في كتابه الكريم:
"وفي
أنفسكم أفلا تبصرون؟"
سأضع
لك سلسلة فيدوهات أتكلم فيها عن الإبداع البرمجي في DNA،
فأرجو أن تصبر وتشاهدها لتنظر في نفسك، قبل أن تطلق الأحكام على الكون والحياة
والخالق وأنت لا تعرف الأسرار المذهلة المخبوءة بداخلك!
أبدع حاسب وأبدع نظام تشغيل.. الإعجاز في الشفرة الوراثية
للمخلوقات الحية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.