رسالة إلى ملهمة الشعراء
أيتها الرقيقة الحالمة:
ليتك رضيت بالهزيمة منذ البداية!
وليتك ترضين الآن بالنصر، وتقنعين من
الغنيمة بالشعر!
ليتك تقيمين أسوار مملكتك عند هذه
الحدود، فهذا آخر ما يبلغه الحلم، وما بعد هذا ظلام وجليد ومخاطر غير محسوبة،
كشتاء روسيا الذي ابتلع طموحات نابليون وأمجاد هتلر!
أيتها الرقيقة الحالمة:
لا تجعلي حبك للشعر يضيّع واقعك
ومستقبلك.
هذه النهاية كانت متوقعة، ولكنك كنت
تريدين إثبات ما لا يحتاج لإثبات.. أن هناك امرأة واحدة فقط في الدنيا كلها هي أنتِ..
وهي أنتِ!
لكن الحياة صعبة وستزداد قسوة، ويجب
أن تختاري شريكا لديه نفس حماسك وأحلامك وطموحك للغد، لتواجها الحياة معا.
أما الشعر فلا تأسَيْ عليه فكله لك!
لا ريبَ أن كل الشعراء رأوا شيئا منك
في ملهماتهم، فكتبوا لك قبل أن تأتي للحياة لتجسدي كل إبداعهم.. ليس لأنك كاملة بلا
عيوب، أو لأنك أجمل نساء الكون (وأنت كذلك في نظر من يعشقك).. ولكن لأن لديك فطرة
الأنثى الجذابة القادرة على تذويب القلوب الحديدية، وترويض الذكورة المتمردة
بمنتهى النعومة والاحتواء.
فاختاري من تشائين فهو لك.. المهم أن
تحسني الاختيار، فأناديك حينها:
أيتها الرقيقة الواقعية!
محمد حمدي غانم
13/1/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.