المتابعون للمدونة

الأحد، 10 فبراير 2013

الحب هذا الاحتكار


الحبُّ هذا الاحتكار

 

يا بدرُ يا شمسَ النهارْ ... لم أُعْـطِ عينيكِ الخِيارْ
إما أنا أو لا أنا، لا نَجمَ غيري في المدارْ
أناْ فارسٌ في مجدِهِ، أنا قائدٌ وقتَ انتصارْ
وسَبَيْتُ قلبَكِ خائفًا، مِن بَعدِ حزنٍ وانهيارْ
فالآنَ لا تتسرّعي، وتدبّري قبلَ القرارْ
جيئي إليًّ بخيمتي، مهزومةً لي في وقارْ
أَبْـدِي امتثالَكِ للهوى، ودَعيكِ مِن أيِّ اغترارْ
فلتَغمسي نبضاتِ شوقِكِ في مِدادي، لا انتظارْ
لِتُوقّعي استسلامَ قلبِكِ راغبًا دونَ اضطرارْ
إنّي أسرتُكِ فاعلمي: سأحيطُ قلبَكِ كالإسارْ
لن تَسلمي من غضبتي: أناْ في الهوى طفلٌ أغارْ
لا تُخبريني: "إنما هذا صديقٌ" بافتخارْ!
"هذا أبٌ في عطفِهِ، هذا أخٌ، هذا ابنُ جارْ"
كلُّ الرجالُ إذا رأَوْكِ تَشبُّ في عينيَّ نارْ
مَن يَدْنُ منكِ كأنّهُ مِن حُمقِهِ شاءَ انتحارْ
فأنا الذي غَيَّـرْتِهِ: ما كانَ مجنونًا، فصارْ
إنّي أريدُكِ لي أنا، وحدي أنا، بينَ الحِصارْ
مهما اختنقْتِ بأضلعي، لا تَسألي أينَ الفرارْ
لا تَفزعي مِن عُنفِ ضَمّةِ لهفتي مثلِ اعتصارْ
لا تَصرخي، ذُوبي فقطْ في داخلي حتّى القَرارْ
مِن دُونِ أيِّ تمردٍ، مِن دونِ ضعفٍ وانكسارْ
أَخفِي جمالَكِ لي أنا، وتعمّدي فيَّ استتارْ
ما دُمتِ أنتِ أسيرتي، فتألّقي دونَ اعتبارْ
لا، لا تلومي غيرتي، لن تَسمعي أيَّ اعتذارْ
للقلبِ بعضُ مواطنٍ ما العقلُ فيها يُستشارْ
أرجوكِ لا تَستنكري، فالحبُّ هذا الاحتكارْ


محمد حمدي غانم

10/2/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر