المتابعون للمدونة

السبت، 16 فبراير 2013

الطفلة والشموع


الطفلة والشموع

كالطفلة التي تلهو راحت تشاكس الآخرين..
كان الكلّ منهمكا في إشعال الشموع على الطريق المظلم الطويل..
وكانت مغرمة بأن تنفخ الشموع لإطفائها، وهي تضحك..
وأغضبهم هذا.. جعلهم يستشيطون..
انهالوا عليها باللوم والتقريع، وطاردها البعض لعقابها..
ولم تجد أمامها إلا أن تختبئ في الظلام..
حيث بين الفينة والفينة، تشن بعض هجماتها العابثة. 

كانت جيوبها مليئة بالشموع.. ولكنّها لا تملك ما تشعلها به!
وهكذا اعتادت عيناها الظلام!
ولم تعد روحها تخشاه.. بل يبدو أنّها أحبّته!
استوطنته ومازجته وتسمّت به..
مع أنّه لا شيء فيه يناسبها!
فهي أولا وأخيرا تنتمي إلينا..
إلى النور. 

كانت جيوبها مليئة بالشموع.. ولكنّها لا تملك ما تشعلها به!
بيد أنّها لو فكّرت قليلا، فستكتشف أنّها بدلا من أن تنفخ شموع الآخرين لتطفئها، تستطيع أن تقتبس منها الضوء لشموعها..
ليقتبس من شموعها الآخرون الضوء لشموعهم..
وآخرون وآخرون وآخرون... لما لا نهاية..
ليسير الجميع في النور والأمن.. والسلام. 

فمتى ستوقف الطفلة عن عبثها؟
ومتى تطرد الظلام من داخلها.. ومن حولها؟
ومتى ستساهم في إنارة دربنا بشموعها؟
متى ستترك الآخرين للعمل على طريقتهم، وتنهمك هي في العمل على طريقتها؟
الجواب يعود إليها... كالعادة. 

هذه شمعة وحيدة في الظلام..
وقد أنرناها من أجلها..
ونظنّها تعرف جيدا، ما يجب أن تفعله بها.
نرجو فقط ألا تستسلم لعنادها وتنفخ هذه الشمعة! 

محمد حمدي غانم
أكتوبر 2003

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر