المتابعون للمدونة

الأربعاء، 11 أبريل 2018

لقائي الوحيد مع د. أحمد خالد


لقائي الوحيد مع د. أحمد خالد 

كانت بيني وبين د. أحمد خالد توفيق الكثير من المراسلات بدأت عام 2005. . وقد طلبت مقابلته عام 2010 فرحب بذلك، فذهبت إليه في طنطا يوم 29 سبتمبر 2010 وجلسنا ساعة على مقهى في منطقة تسمى المرشحة قريبة من بيته.. في هذا اللقاء تشرفت بإهدائه ديواني الشعري "انتهاك حدود اللحظة" وكتابين من كتبي في البرمجة، وكدمياطي كان طبيعيا أن أحضر له بعض الحلوى الدمياطية.. وقد شعر بخجل شديد أمام هذه اللفتة البسيطة، وحاول أن يعتذر، لكني ألححت عليه.

حينما عدت إلى دمياط، أسعدني وجود رسالة منه على بريدي يقول فيها: 

أرجو أن تكون وصلت بالسلامة. كان لقاء ممتعًا برغم أنه قصير .. اكتب هذه الكلمات بفم مليء بالمشبك الدمياطي طبعًا !!!
مع جزيل الشكر ..
أحمد خالد

فرددت عليه قائلا:
العفو أستاذي الفاضل..
الحمد لله وصلت بالسلامة.
وبالهناء والشفاء المشبك.. ودمياط تشرفت بتقديمه لك.. وعلى فكرة: أنت مدعو لزيارة دمياط في أي وقت تشاء.. فقط قل الكلمة، وسنجهز لك ندوة في قصر الثقافة أو في مكتبة مبارك، أو في رأس البر.
اعذرني.. كتبت وصفا سريعا للقائي بك قبل أن أنسى شيئا.. أرجو ألا أكون أخطأت في شيء، أو عجزت عن توفيتك حقك.
(يمكن قراءة هذا المقال هنا: أخيرا قابلت العبقري د. أحمد خالد توفيق) 

ملحوظة بخصوص كلامه عن صوري:
بعد فترة من مراسلاتنا، طلب مني بعض صوري، قائلا إنه يحتاج لتخيل ملامح الشخص الذي يحاوره.. وحينما أرسلتها له، علق قائلا: إن أفكاري كانت تجعله يتخيلني شابا نحيفا له شارب كث، فقلت له: يسعدني أنني أحمل أفكار شاب نحيف ذي شارب كث :D

 وقد رد على رسالتي قائلا: 

مجامل ومبالغ يا عم محمد .. طبعًُا أنا لا أستحق حرفًا من هذا الكلام، لكنه على الأقل يكشف عن روحك الرقيقة الشفافة .. يعني هذا الكلام يخبرنا بالكثير عنك لا عني ..
على فكرة لا عيادة لي !... هذا قد يفسر الوقت الكثير الذي أملكه ..!
سوف أتفقد خطاباتك الأخيرة لأعود لموضوع التطور هذا .. وكذلك أقرأ ديوانك ... شكرًا على الزيارة الجميلة القصيرة وسوف نكررها إن شاء الله.

 للأسف، لم يتكرر اللقاء بعدها.. كان معي عرض مفتوح لأطلب إعادة اللقاء، ولكني للأسف لم أستغله.. والسبب معروف طبعا، هو أن الثورة قامت بعد هذا اللقاء بأربعة اشهر، وتغيرت اهتمامات ومشاغل كل منا.. لكني كنت أعقب على كثير من مقالاته بعد الثورة، وأرسل التعقيبات له، وكان يرد على كثير منها. 

بخصوص نقطة التطور:
للأسف الشديد كان د. أحمد مقتنعا بنظرية داروين، وهذا واضح مثلا في قصة "في كهوف دراجوسان" وكنت أرسلت إليه رسائل أعقب فيها على هذا، وحينما قابلته في طنطا فتحت هذا النقاش، فقال لي:
-      التطور حدث فعلا يا محمد.. في مواسم الجفاف احتاجت القرود للانتصاب لقطف الثمار من الأشجار.
فسألته:
-      وماذا كانت باقي الحيوانات تأكل في هذه الفترة، ما دامت لم تنتصب كلها ولم تطل رقابها كلها؟
طبعا كلامه هذا تم نبذه منذ سقوط نظرية لا مارك ثم ظهور علم الوراثة، فحتى لو انتصب أحد القرود جزئيا فلن يرث أبناؤه هذا، وبالتالي لا مجال لتوارث التغييرات التدريجية التي يزعمون أنها تحدث بسبب التكيف.. ناهيكم أصلا عن أن القرود وباقي المخلوقات لا تستطيع تغيير تركيب جسدها مهما كانت احتياجاتها.. هنا أصلا إحدى النقاط التي تعارض فيها النظرية نفسها، فالانتقاء الطبيعي سيقتل القرد في موسم الجفاف لأنه لا يستطيع نصب قامته ليلتقط الفاكهة.. هذا أصلا إذا تغاضينا عن سؤال بسيط: لماذا يحتاج القرد لنصب قامته وهو أصلا يستطيع تسلق الشجرة!
كنت حينها قد ترجمت الفيلم الوثائقي Expelled فحدثته عنه وعن بعض مقولات دوكينز المضحكة في هذا الفيلم.. ونظرا لضيق وقت لقائنا طلبت منه أن يقرأ ما أرسلته له من رسائل في هذا الموضوع.. وهو ما وعد به في الرسالة، لكن لم نتطرق لهذه القضية بعدها.
أدعو الله أن يكون قد تراجع عن هذه الأفكار قبل وفاته، لأن موضوع التطور هذا يخالف العقيدة، وأن الله خلق سيدنا آدم بيديه خلقا مستقلا كاملا.. مع الإقرار بأن بعض المسلمين وجدوا طريقة ملتوية ما لإقناع أنفسهم بأن التطور لا يتعارض مع القرآن والإيمان بخلق سيدنا آدم، فأنا لا أتهمه بشيء هنا.
***
عندي الكثير من تعليقاتي على مقالات د. أحمد، وحواراتنا القصيرة حولها.. أرسلت إليه يوما مقترحا أن أرسلها إليه جميعا ليرد عليها بالتفصيل وننشرها في كتاب مشترك، لكنه تجاهل هذه الفكرة.. كان يقول دائما إنه يكره الجدال.. ولعله كان يشعر أن حياته قصيرة، وأن عليه أن ينجز فيها الكثير.
نشرت بعض حواراتنا على مدونتي، لكن ما زال هناك الكثير لم أنشره.. أفكر في مرحلة لاحقة بإذن الله أن أجمع كل ما لدي عنه في كتاب، لكن لن يكون الآن لأني منشغل حاليا.
رحم الله د. أحمد خالد توفيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر