المتابعون للمدونة

الاثنين، 18 يونيو 2018

فصلان دراسيان من ثلاثة!


فكرة بسيطة لتخفيض كثافة الفصول في المدارس إلى النصف، بدون فترة مسائية:

يتم تقسيم كل دفعة دراسية إلى نصفين، وتقسيم العام إلى ثلاثة فصول دراسية كل منها 4 شهور، بحيث يكون في المدرسة نصف الدفعة فقط لمدة أربعة شهور ونصف الدفعة الثاني إجازة، ثم يتبادلان الوضع كل أربعة أشهر.. في عامين سيكون كل نصف من الدفعة قد درس لمدة 12 شهرا وحصل على 12 شهرا إجازة (بدلا من 8 شهور في العامين كما هو الحال الآن).. ويستطيع الطالب في هذه الإجازات ممارسة الهوايات وتعلم أي مهارات إضافية يحبها أو العمل، وأنا أرى أنها أهم كثير من المدرسة نفسها ومناهجها عديمة الصلة بالواقع!

مزايا هذه النظام:

1-   تقليل كثافة الفصول إلى النصف يعني رفع جودة التعليم إلى الضعف!

2-   حتمية التخلص من كثير من المناهج التي لا ضرورة لها لتناسب نقص العام الدراسي بشهرين.. وأنا أقول دائما إن التعليم يجب أن يقتصر على مناهج اللغات والرياضيات والعلوم فقط لا غير.. لا دين ولا أخلاق ولا تاريخ ولا رياضة بدنية ولا موسيقى ولا رسم ولا تمثيل ولا أي شيء يخرج عن الحقائق العلمية القابلة للقياس.. والوقت الإضافي الذي أعدناه للطالب يتيح له أن يستفيد من الأزهر والأوقاف والمساجد والإعلام وقصور الثقافة والفضائيات والإنترنت والمكتبات العامة وأندية الشباب والرياضة لاكتشاف المعارف الدينية والثقافية والتاريخية المختلفة، وهذا يجبر الدولة على اعتبار الوزارات المختصة بهذه الأمور جزءا من العملية التعليمية وليست مجرد ديكور تهدر فيه المليارات على الفاسدين!!.. ويمكن تكليف الطالب بكتابة تقارير عن أنشطته في شهور الإجازة كجزء من مناهج اللغات والعلوم.

3-   سيعمل المدرس 12 شهرا في السنة بدون إجازات إلا المنصوص عليه من إجازات رسمية لباقي الموظفين في باقي قطاعات الدولة، بدلا من دفع رواتب المدرسين في فترة الصيف بدون عمل حقيقي يقابلها وهو إهدار لنقود دافعي الضرائب بلا جدوى.. ومع توقف تعيين مدرسي المناهج التي تم التخلص منها (وتصفية الكليات التي تخرجهم فهي بلا فائدة أصلا وعلى رأسها كلية الآداب التي لا يعلم أحد لماذا هي موجودة بهذه الكثافة أصلا ومعظم خريجيها عاطلون!!)، سيمكن مضاعفة رواتب المدرسين الباقين!

هذه فكرة بسيطة يمكن أن تحقق نتائج ملموسة، ولو تم مزجها بأفكاري السابقة عن حتمية إيجاد مسار تعليم حرفي مبكر مختصر بعد الصف الرابع الابتدائي يستوعب كل الطلبة غير المجيدين للقراءة والكتابة والحساب، وانتقاء من يصلحون لمواصلة التعليم الأكاديمي والفني للحصول على أعلى جودة ممكنة، فستكون النتائج ملموسة على أرض الواقع في عشرين عاما فقط!

البلد أفلس، والتعليم الفاشل هو سبب كل هذا الخراب، والتفكير خارج الصندوق ليس رفاهية!

 

ملحوظة:

عندي تصورات لنظم دراسية مختلفة، وأرى أن أفضل طريقة ممكنة هي تجريب كل النظم معا بالتوازي، والسماح لكل طالب باختيار النظام الذي يناسبه، وستؤدي التجربة إلى تقييم كل هذه النظم وانتقاء الأفضل منها.

طبعا هناك مشكلة ثقافية لدى المسئولين والمدرسين والطلبة وأولياء الأمور تعمل على إفشال كل التجارب، فالتغيير يجب أن يبدأ من تغيير سلوك كل واحد من هؤلاء، واقتناعه بوجود مشكلة وإمكانية الحل، وضرورة العمل بضمير لإنجاح التجربة، وأن التعليم يهدف لتخريج منتج اقتصادي وليس مجرد درجات وشهادة ومعلومات تلقى في سلة النسيان بعد الامتحان.. إضافة إلى أن الامتحانات يجب ألا تكون وسيلة التقييم الوحيدة، وأن تكون هناك امتحانات شفوية وامتحانات عملية ومشاريع يدوية، ومرة أخرى يجب أن يصاحب كل هذا ثقافة الاقتناع بالجدوى، وليس شراء الدرجات ونسخ التقارير وتزوير التجارب وإثبات أن كل شيء تمام على الورق!

في الحقيقة لا يمكن تطبيق أي نظام تعليمي جديد بدون تغيير المسئولين والمدرسين كلهم الجيد منهم والسيئ، وليس هذا تقليلا من شأنهم، لكن من عاش في منظومة وتأقلم معها يستحيل عليه تغييرها، وإذا تم الاعتماد على كوادر المنظومة الحالية فسينقلون ثقافتهم وسلوكهم ووجهات نظرهم للمدرسين والطلبة الجدد، ولن يتغير شيء!

لهذا كل ما أقوله هنا يحتاج إلى نظام سياسي غير موجود، وإن وجد، فيجب أن يبحث عن كل العقول المهاجرة في الخارج ليستغلهم في خلق مسار تعليم جديد مواز، وانتقاء الصفوة له، والإنفاق عليهم بسخاء لتحقيق نتائج سريعة.

أما كل ما أطرحه من تعديلات على المنظومة الحالية، فهي مجرد مسكنات لتقليل الكوارث وتحقيق بعض النتائج الإيجابية!

تعرفون الآن لماذا يفشل وسيفشل كل نظام جديد يضعونه للتعليم المصري!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر