المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

تونس تقع في فخ مصر


تونس تقع في فخ مصر

نفس ألعاب الثورة المضادة تمارس في تونس: عدد كبير من المرشحين يفتت الأصوات ويسمح بمفاجآت غير متوقعة، والأسوأ أن المرشحين الداخلين للإعادة يكون مجموع الأصوات الحاصلين عليها أقل من 50%، وهو ما يعني أن الرافضين لهما أكثر من مؤيديهما، وبهذا تضمن الثورة المضادة سخط الأحزاب والمرشحين والناس على التجربة قبل أن تبدأ، وفشل الرئيس القادم قبل أن يعرفوا من هو!

جولة الإعادة في أي انتخابات يجب ان تكون بين الذين يتجاوز مجموع المصوتين لهم 50% سواء كان عدد المرشحين في الإعادة اثنين او ثلاثة او عشرة، وحتى ان استلزم الأمر جولة إعادة ثالثة او رابعة او خامسة!.. في الديمقراطية يجب دائما ان تكون الكتلة المستبعدة اقل من نصف المصوتين، والا فان الرافضين لجولة الإعادة سيكونون اكثر من المتحمسين لها، والرئيس الفائز سيكون بلا شعبية حقيقية تقوي عضده لاتخاذ اي قرار، بل على العكس ستكون المعارضة ضده هي الاغلبية دائما وسيفشل قبل ان يبدأ، وسيسمح هذا للثورة المضادة بتركيعه او الاطاحة به!

ما يحدث في تونس الان تكرار لخطأ مصر (الاعادة بين مرسي وشفيق ومجموع ما حصلا عليه كان 45%) وسيؤدي الى نتائج اسوأ.. هل يعقل ان اكون الوحيد في العالم الذي لاحظ هذا الخلل حينها، وحتى اليوم، حتى يتكرر وبصوره اسوأ في تونس؟!

وقبل ان يقول لي احد هذه هي قواعد الديمقراطية، اجيب: القاعدة الوحيدة في الديمقراطية هي الاقرار باختيار الاغلبية والخضوع لها، وليس تقديس اختيارات مستوردة من شعوب أخرى.

على التونسيين ان يفهموا الفخ الذي سيقوا اليه ويصبروا على نتيجة هذا القانون الانتخابي الفاسد ما داموا قد قبلوا التصويت بموجبه، فالعقد شريعة المتعاقدين، وليعلموا ان دولة المؤسسات لا يعنيها من يحكمها بقدر ما يعنيها النظام الذي يحكم به والذي يتيح تصحيح نفسه بعد كل اختيار فاسد، لكن مع وجوب تعديل هذا القانون الغبي قبل الانتخابات النيابية والرئاسية التالية.. ؤارجو ان يتعلم الاخوة الجزائريون والسودانيون مبكرا هذا الدرس المكرر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر