المتابعون للمدونة

الأحد، 28 أكتوبر 2012

ابكها وابك هواك


ابكها وابك هواك

 

لا، لا تَلُمْها، إنّما هي مُجبَرةْ ... حتّى تسيرَ إلى ظلامِ المقبرةْ
حتّى تُمزّقَ رُوحَها بأظافرٍ مَطليّةٍ لونَ الخِضابِ مُعطّرةْ
وكِفانُها ثوبٌ أنيقٌ أبيضٌ، بجوارِها وغدٌ بنفسٍ ظافرةْ!
تَجري الدماءُ بعينِها لا قلبِها، فالقلبُ ماتَ برغمِ رُوحٍ ظاهرةْ
وصدَى المفارحِ حولَها زُغرودةٌ في سَمعِها كقذيفةٍ مُتفجّرةْ
هَلوّا عليها ضاحِكينَ، وإنّها تَبكي هواكَ وأمنياتٍ مُهدرةْ
ماذا ستفعلُ في مرارةِ قلبِها؟.. قد زوّجوها والمشاعرُ نافرةْ
تَخشى الخيانةَ أنْ تُلوثَ قلبَها، تَخشى بعينِ الناسِ تُمسي فاجرةْ
فإذنْ عليها وَأْدُ حبٍّ طاهرٍ في قبرِ زوجٍ، يا لَدنيا غادرةْ!


بِدُمُوعها تُزجي إليكَ وَداعَها، وتقولُ: "سامحني فإنّي مُجبرةْ"
"أنا لمْ أحبَّ سواكَ مِن بينِ الوَرَى، وقُوَى هواكَ بِدَفْقِ نبضي هادرةْ"
"فادْعُ الإلهَ بأنْ يُخفّفَ غُربتي وَشَقايَ في سِجنٍ إليه مُسافرةْ"
"لا تَنْسَنِي ما دُمتَ، وَلْتَأمُلْ معي أنْ نلتقي رُوحَينِ عِندَ الآخرةْ"
"أن تَشهدَ الجنّاتُ طُهرَ شعورِنا، نسمو سويا في حياةٍ مُبهرةْ"
"هذا خيالٌ في المُنَى أحيا بهِ، هذا يُخفّفُ ما بِهِ أناْ شاعرةْ"


هذا لعيني قد رَوَتْهُ شجونُها.. هذا أنينٌ من ليالٍ قاهرةْ
ودّعتُها والقلبُ في أذيالِها، والنفسُ ثَكلَى، والمعاني حائرةْ
كانوا كَمَنْ نَزعوا وليدا باكيا مِن حِضْنِ أمٍّ بالأيادي الناهرةْ
كانوا كَمَنْ ذبحوا الفؤادَ وما رَأَوْا ما بالفؤادِ من المشاعرِ طاهرةْ
تركوا حياتي كي أَتوهَ قِفارَها، تركوا عيونًا في جحيمٍ ساهرةْ
يا موتُ أَقبِلْ، لمْ يَعُدْ مَعنى إذا ضاعَ الحبيبُ مع الأماني الغابرةْ


محمد حمدي غانم

1995

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر