العلمانيون ينقرضون
مشكلة العلمانيين في بلادنا أنهم ينقرضون بسبب نظرية الانتقاء الطبيعي التي يقدسونها!!
ففي ظل نظام مبارك، كان يتم استبعاد الشرفاء والأكفاء والإسلاميين، واختيار الحثالة من معدومي الموهبة والكفاءة والخبرة لتسليمهم الإعلام والفكر والثقافة والأدب والفن وإعطائهم جوائز الدولة بلا أدنى استحقاق، ليعملوا على تخريب الفكر والثقافة والأخلاق.
والنتيجة الطبيعية أن مستوى العلمانيين انحدر بسرعة مخيفة بسبب عدم إحساسهم بوجود منافسة حقيقية تدفعهم إلى تقوية أنفسهم، وبدلا من أن يكون لديهم اليوم أعلام أقوى بكثير من طه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم، لم يجدوا إلا أصحاب الشهادات المضروبة والكتب الملفقة لإعطائهم جوائز الدولة التقديرية مثل سيد القمني!!
والمطلوب الآن من هؤلاء أشباه المثقفين حشد تأييد الشعب المصري لأفكارهم في معركة حقيقية لم يتدربوا عليها قط!.. والنتيجة أنهم اختاروا الجانب الخطأ من البداية، فبدلا من أن يدرسوا أفضل الاختيارات في استفتاء التعديلات الدستورية، وأقربها إلى مزاج الشعب المصري ومصلحة البلد، قرروا أن يعاندوا التيار الإسلامي واعتبروها معركة إثبات وجود، وساندوا رأيا مفندا ومنطقا شكليا وحججا سفسطائية لا يمكن الاقتناع بها في ظل ظروف البلد الحالية!.. والنتيجة أنهم أخذوا صفعة هائلة زادت من ارتباكهم ورعبهم، فهم بعد مبارك أيتام وأرامل، ويشعرون أنهم محاصرون مستضعفون، فلم يعد لديهم إلا الصراخ الهستيري والرقصات المتشنجة الأخيرة!
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد واصلوا العناد الغبي حتى بعد حسم نتيجة الاستفتاء، وظلوا يصدعوننا بشعار الدستور أولا، أو وضع مجلس رئاسي.. وحينما فهموا أخيرا أنه لا أمل لهم في هذا وذاك، بدأوا اللعب على حبل المبادئ الحاكمة فوق الدستورية، ورغم أن الإسلاميين ومن يساندهم من عامة الشعب نزلوا ميدان التحرير في تجمع مليوني هائل لكي يعلنوا رفضهم لهذا التحايل، ظل العلمانيون يلحون على وضع مبادئ فوق دستورية، مما يثبت أنهم عاجزون تماما عن استيعاب الحقائق، وأنهم يتصرفون كآلات موجهة رديئة البرمجة!
لكل هذا أقول لهؤلاء البائسين: لقد مضى زمنكم، وتغيرت ظروف البيئة التي كانت تحتضنكم، ولم يعد بقائكم ممكنا أطول من هذا!
لكن لا مانع طبعا من أن نحتفظ بعينة محنطة منكم في متحف طبيعي، كذكرى للأجيال القادمة، تذكرها بعدم تكرار أخطائكم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.