المتابعون للمدونة

الخميس، 9 مايو 2013

هل غطت الشرطة عوراتها، حتى تربي لحاها؟


هل غطت الشرطة عوراتها، حتى تربي لحاها؟

 

هناك موضوع هامشي لم أشغل نفسي به طوال العامين الماضيين وتجاهلته تماما، رغم هستريا المنشورات والمظاهرات والقضايا والحوارات الفضائية الخاصة به، وهو موضوع ضباط الشرطة الملتحين، فبالنسبة لي، مشكلة جهاز الشرطة لا يمكن اختزالها في ضابط ملتح أو حليق، وتطبيق الشريعة في مصر لا يمكن اختزاله في لحية ضابط شرطة.. ولو أن هؤلاء الذين ربوا لحاهم نزلوا لمنع اختطاف الفتيات وسرقة السيارات وقتل الأبرياء لكان أفضل لهم ولنا ولمصر وللإسلام، فهل أدوا ما عليهم في كل المجالات الهامة وحللنا كل مشاكل مصر وجهاز الشرطة واستعدنا الأمن، ولم يبق إلا قضية اللحية لنناقشها؟

إذن، فلماذا قررت أن أخرج عن صمتي وأتكلم عن هذا الموضوع الآن؟

السبب هو استخدام هذه الفقاعة الوهمية للهجوم على الرئيس مرسي وكأنه يحارب شرع الله، ويبقي على وزير داخلية يحارب السنة!

والحقيقة أن هذا الموقف أكد لي كل شكوكي حول الأمر منذ بدايته.. فهناك أسئلة كثيرة تحوم حول هؤلاء الضباط الملتحين منها:

أين كانوا قبل الثورة؟.. وأين مواقفهم الشريفة من القتل والتعذيب والتزوير والاعتقال وغياب أمن المواطن؟.. وإن كانوا شرفاء فكيف لم يستقيلوا من هذه المزبلة كآلاف الضباط غيرهم؟.. وإن بقوا ليناضلوا فكيف غفل عنهم أمن الدولة، وكيف تركهم حبيب العادلي في الخدمة ولم يرفتهم أو يحاكمهم؟

هل يدخل طالب متدين كلية الشرطة أصلا، وهل يترك أمن الدولة ضابطا في الشرطة له ميول دينية؟

وألم يكن من أمن الدولة عناصر تغشى المساجد وتحضر الخطب وتنتمي للإخوان والسلفيين لتنقل التقارير عنهم؟

ألا يحتمل أن يكون وراء هؤلاء الضباط الملتحين مخطط أمن دولة لتوريط مرسي في أزمة كبيرة؟.. فإن سمح باللحية في الداخلية قالوا أخونة وأسلمة وإرهاب، وإن تجاهل الأمر خرج عليه السلفيون بالاتهامات التي نسمعها حاليا؟

والسؤال الأهم لكل عاقل سلفي: هل يمكن أن تبني الدور الأخير بدون وضع الأساس وبناء الأدوار الأولى؟

الداخلية مليئة باللصوص والمرتشين والقتلة والمعذِّبين والمرضى النفسيين، وشاهدي الزور والمهملين في عملهم ومسيئي التعامل مع المواطنين، والمتمردين على حكم الإخوان... إلخ... وكل من في الداخلية تربوا طوال 60 عاما على كراهية الإسلاميين وعدائهم، واللحية والجلباب عندهم رمز الإرهاب.. فهل يعقل أن تدخل هذا الوسط الموبوء فجأة لتضع فيه ضباطا ملتحين يدافع عنهم السلفيون؟

ما لكم كيف تعقلون؟

يجب أولا أن نمضي في تطهير الداخلية من الفاسدين والمجرمين، ونخرج أجيالا جديدة من كليات الشرطة متزنة نفسيا ولا تعادي الإسلام ولا الإسلاميين (لا تكون دخلت الكلية بالواسطة ولا بالرشوة)، وبعد أن تعود الداخلية إلى اتزانها، يمكن ساعتها مناقشة لحية الضباط، وربما عمل جلباب خاص للشرطة لو أحببتم.. لكن الآن، هذا أمر مستحيل عقليا وعمليا.

ملحوظة:

من وجهة نظري، لحية الضابط ستأتي بنتائج سلبية على هذه السنّة.. تخيلوا ضابطا ملتحيا يسب بلطجيا أو يضربه (ونحن نعرف أن هناك نوعيات من البشر لا ينفع معها الاحترام) ليخرج علينا فيديو في اليوتيوب والإعلام يقول لنا: انظروا: ها هم شرطة الإخوان والسلفيين وهذه هي ذقونهم!

هذا الموضوع ليس وقته على الإطلاق في ظل هذه الموبأة الني نعيش فيها.

أرجو من الإخوة السلفيين استخدام عقولهم التي خلقها الله لهم، فهي أساس التكليف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر