المتابعون للمدونة

الجمعة، 3 مايو 2013

من ذكريات: ستعرف أنني حبك


من ذكريات: ستعرف أنني حبك

 

لكل قصيدة كتبتها موقف قاد إليها، وذكريات اقترنت بها.. أشرت لبعضها عند نشر بعض القصائد، ولم أتطرق إلى أكثرها.. لهذا فكرت منذ فترة أن أدون ذكرياتي عن هذه القصائد.. وسأبدأ بقصيدة "ستعرف أنني حبّك".

هذه القصيدة واحدة من قصائدي "الدرامية" التي كتبتها عام 1997.. فنظرا لخلفيتي ككاتب قصة ورواية، فقد كنت أميل إلى كتابة الشعر في قالب قصصي وحواري.

وقد بدأت "فكرة هذه القصيدة" وأنا في المواصلات في تلك الفترة (على حسب ما أذكر، كنت عائدا مع الصديق محمد الزيني من نادي أدب فارسكور)، حيث راودني البيت:

وَتَرْحلُ مَرَّةً أُخْرى، لتَأتِىَ باكيًا عِنْدي

فقررت أن أنسج حوله قصة.. وقد استغرق الأمر مني بعض الوقت وكثير من الجهد لكتابة هذه القصيدة وتنقيحها، خاصة مطلعها الذي عدلته أكثر من مرة وأضفت إليه ليكون أكثر وضوحا بدون حدوث تداخل مربك بين حوار الشخصيتين (استجابة لنقد بعض الأصدقاء وعلى رأسهم م. محمد حسام خضر).. وأذكر أن جزءا من هذه القصيدة كتبته أثناء إحدى المحاضرات في كلية الهندسة، حيث تركت الأستاذ المحاضر وما يقوله، ونسيت ما حولي، وانغمست في القصيدة.. والحمد لله أنه لم ينتبه لي يومها أو يوجه لي أي سؤال مفاجئ J .. وهذه هي المرة الوحيدة التي فعلت فيها هذا، ليس لأني كنت مهتما بالمحاضرات، فلدي مشكلة دائمة مع استرسال خيالي، تجعل من الصعب أن أتابع محاضرا يتكلم لمدة ساعة ونصف (أو حتى نصف ساعة) دون أن أشرد مع عشرات القضايا وأفكار القصص والروايات J.. ولكن في الأساس لأني لا أستطيع أن أكتب الشعر وسط الناس والضوضاء.

في تلك المرحلة كانت جذوة الشباب تتيح لي تقمص أي مشاعر وأي شخصية وكتابة الشعر بناء على فكرة وليس موقفا أو انفعالا شخصيا، ناهيكم عن الطول المفرط لهذه القصائد.. هناك تجارب كثيرة جربتها في الشعر في تلك المرحلة، لم أعد أملك الطاقة حاليا لمواصلتها أو محاكاتها.. وهذه هي طاقة الشباب وانطلاقه وجموحه التي تخفت إجباريا مع تقدم العمر.

ومن ذكريات هذه القصيدة أيضا، أنني ألقيتها في نادي الأدب في كلية دار العلوم، ويبدو أنها استفزت الشاعرة حنان عبد العزيز، ولم يعجبها أن تكون المرأة بهذا الاستسلام أمام نزوات هذا الرجل المتمرد، فكتبت قصيدة تعارض فيها قصيدتي ألقتها علينا في الأسبوع التالي مع مقدمة توضح فيها سبب كتابتها.. في هذه القصيدة ترفض المرأة مسامحة الرجل الذي تركها، ويقول مطلعها:

شبحٌ بدا وقتَ الغروبِ وسارا      فممدتُ عيني أسبرُ الأغوارا

فإذا الحبيبُ ببابِ قلـبي واقفا     متـرددا يتلـمسُ الأسـتارا

ولا أذكر باقي القصيدة لأن أحد أصدقائي أخذها ضمن الكثير من قصائد رفاق تلك المرحلة ليقرأها ولم يعدها إلى اليوم L

لكني أذكر أنها في نهاية القصيدة تعلن رفضها لندمه، وتطلب منه العودة من حيث جاء، وتختم القصيدة قائلة:

هذا الرداءُ الآنَ حقُّـكَ سيدي     هـيا لكي نتبـادلَ الأدوارا!

 

 

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر