العودة إلى النفق الطويل المظلم
في مارس 2011 كتبت مقالا بعنوان "الخروج من النفق الطويل المظلم":
وقد قلت في نهايته:
"كل ما أرجوه الآن، هو ألا ينسحب المصريون مرة أخرى إلى النفق المظلم لأي سبب من الأسباب، وأن يتمسكوا بحقهم في بلدهم ويعملوا لنهضته، وألا يسمحوا مجددا لأي وغد زنيم بجلد ظهورهم لتعبئة جيوبه وتكديس أرصدته، وألا يسمحوا لأي مصري من الأجيال القديمة ما زال يعيش في النفق المظلم، بأن يستخدم "الفهلوة" للتحايل على القوانين وإفشال المؤسسات ونهبها، فمصر الآن بلدنا، ولم نعد فيها غرباء، وعلينا أن نكون امتداد جيلها الباني صانع الحضارة، وأن نضيف إليها لكي يحق لنا أن نطالب بما نأخذه منها."
تذكرت هذا المقال وأنا أشاهد طوابير العواجيز وهي تصوت على دستور العبودية!
والحقيقة أني أحسست ببوادر عودتنا للنفق المظلم منذ عام، حينما رأيت بعض أصدقائي من الجيل الوسيط (الذي ولد في النفق أيضا) ينساقون وراء الدعاية السوداء التي تشوّه د. مرسي، والحقيقة أن من وقف وراء هذه الدعاية السوداء كانوا يغازلون عدم ثقة الشعب المصري في حكامه على مر التاريخ، وهو ما قلته في مقالي في هذا المقطع:
"الشعب المصري أشبه بمتمردين يعيشون في نفق، ينتظرون اللحظة المناسبة للظهور منذ 760 عاما.. يواجهون كل شيء بسخرية، ويؤمنون أنه لن ينفع شيء (وفعلا لا ينفع شيء).
هذا الرفض الطويل، المغلف بالصبر الطويل، والصمت الطويل، والسلبية الساخرة، والنهب كلما سنحت الفرصة (باعتبارها حقوقنا المسلوبة منا)، هو ما يدمر أي تجربة في مصر، لأنها في النهاية ليست تجارب الشعب، ولأنه لم يختر حكامه قط منذ قرون"
المؤسف أن الشعب المصري لم يستطع أن يتخلص من هذه الأمراض النفسية أو فلتقل "الجينات المعيبة"، حتى بعد أن اختار رئيسه لأول مرة في تاريخه!!
لا أدري إلى أين سيفضي الصراع الدائر حاليا بين أجيال النفق المظلم، والجيل الذي أخرجته ثورة 25 يناير من الأنفاق السفلية إلى سطح الأرض، ليستمتع بشمس الإرادة ونسيم الحرية لأول مرة، حتى لو كان ذلك لقليل من الوقت.
أم هل ستثبت التجربة أننا جميعا صرنا خفافيش عمياء، فقدنا البصر داخل النفق، ولم نر الشمس حينما خرجنا، ولا جدوى من خروجنا أصلا، لأن العبودية صارت داخلنا، والنفق محفور فينا، ونحن سجناء في أنفسنا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.