المتابعون للمدونة

الخميس، 6 يناير 2011

أبي


هذا هو أبي حفظه الله، الأستاذ حمدي كامل غانم، وقد خرج على المعاش كمدير في إدارة الخدمة الاجتماعية بالتربية والتعليم منذ شهر 9 عام 2010.
يستمتع أبي بشمس الشتاء الدافئة صباح كل يوم، ونادرا ما يخرج بسبب ضعف بصره حاليا.. وأنا أحب أن ألقي عليه تحية الصباح، وأنسى أحيانا أن أحيي أمي، حتى إنها غضبت مني بالأمس لهذا.. لا أتعمد هذا طبعا، لكن ربما هي بقايا عادة طفولية، وبهجة الطفل بيوم الجمعة الذي يكون فيه أبوه موجودا في المنزل منذ الصباح على غير العادة.. وكل أيامنا جمع في هذه الفترة J .. اللهم أدمها نعمة.
في المساء يتابع أبي أخبار الأهلي عبر الفضائيات، فهو كروي مدمن، وهو أمر تمردت عليه مبكرا، فقاطعت الكرة ولا أتابعها إلا نادرا.
ويحكي لنا أبي عن مدى مهارته في اللعب حينما كان شابا.. أميل إلى تصديقه، لأن العائلة فيها أكثر من موهوب في الكرة، وأخي محسن كان في فريق جامعة القاهرة، ولم يمنعه عن مواصلة اللعب إلا تمزق الرباط الصليبي، وإبراهيم ابن عمي كان يلعب في غزل دمياط وكان قاب قوسين أو أدنى من دخول الأهلي، لولا أن غزل دمياط عقّد الأمور بلا داع.
وأبي شخص عاطفي، اجتماعي، له صلات واسعة وأصدقاء بلا حصر.. والذي ورث هذه العاطفية منه بشكل كبير، هو أخي حمدي.. لا أظن أنني ورثت الكثير من هذه العاطفية، فأنا عقلاني في تصرفاتي، ولا أستطيع التعبير عن مشاعري كثيرا (خارج الورق)!
لم يقرأ أبي شيئا مما كتبته، ولم يسمع في حياته من قصائدي إلا قصيدة أو اثنتين.. ولم أرث منه مكتبة، لكنه هو الذي كان يشتري لي الروايات والقصص منذ طفولتي، وهو الذي دفعني إلى حفظ القرآن، والاهتمام بالمذاكرة، كأي أب يفعل المستحيل ليجعل ابنه أفضل (وكانت أمي تذاكر لي وتعلمني الحساب وتسمع لي القرآن الكريم).. ورغم أنه اعترض فيما بعد على كل اختياراتي في الحياة والتي جاءت مخالفة لكل ما كان يحلم به (وعلى قمتها دخولي كلية الهندسة رغم أن مجموعي كان يتيح لي دخول كلية الطب، حلم أي أب لابنه في تلك الفترة)، إلا أنه لم يجبرني يوما على شيء لا أريده.
في الغالب أبي أكثر تفهما من أمي، وأفضّل البدء بالنقاش معه في أي أمر أولا، وإن كنت الآن أسبب له صداعا مزمنا بمجادلاتي السياسية والفكرية معه، والتي لا تعنيه كثيرا في شيء.. فالنسبة له، هو قد أخذ من الحياة كل ما يحلم به، وليس بيده شيء يستطيع عمله أكثر.. أنا أقدر كفاحه طبعا، لأنني أنعم بثماره حاليا J
تقريبا، وفر لي أبي كل شيء في الحياة، وهذه مكرمة أدعو الله أن يجزيه خيرا عليها، لكنها في المقابل أفسدت جزءا من شخصيتي، لأن هناك الكثير من الخبرات التي كان يجب أن أكتسبها بنفسي تم اختزالها، وكثيرا من العلاقات والتفاصيل صرت لا أفهمها في هذا العالم، حتى إنني أسأله أولا قبل القيام بأية إجراءات حكومية أو ما شابه، وفي الغالب تسهل لي صلاته واتصالاته كل شيء.
لكن ميزة هذا الأمر بالنسبة لي (وعيبه بالنسبة له) هو توجيه طموحاتي بعيدا عن الاحتياجات المادية، والتطلع إلى عالم الفكر والثقافة والإبداع، الذي لا قيمة له في مصر بالطبع!
أدعو الله أن يشفي أبي وأمي ويطيل في عمريهما.. قولوا آمين.

هناك 7 تعليقات:

  1. بارك الله فى والديك
    وربنا يطول لنا فى عمر استاذنا حمدى غانم
    فانى والله احبه واكن له كل احترام
    هانى ابو الحمايل

    ردحذف
  2. مرحبا بك أستاذ هاني في مدونتي..
    وشكرا لدعائك، وأدعو الله لك بالمثل، وسأوصل سلامك إلى أبي بإذن الله.
    تحياتي

    ردحذف
  3. كنت عاوزه فى حاجه مهمه يا ريت لو فضيت تتصل على 3471670
    انا سهران يا ريس

    ردحذف
  4. http://www.el3lm.com/vb/
    يا ريس اتمنى اشوفك معى فى هذا الموقع تضع به كل موضوعاتكم رجاء
    هانى

    ردحذف
  5. أستاذ هاني:
    شكرا لدعوتك الكريمة.
    تحياتي

    ردحذف
  6. الله يخلي لك ابوووك ويطول بعمره
    باين انه رجل لطيف يدخل القلب
    حلو جو الترابط الاسري يبعث الدفى بالنفس والامان

    ردحذف
  7. اللهم آمين.
    و أكرم الله تعالي الوالدين الكريمين برؤية أحفادهما عن قريبٍ بفضله و كرمه عز و جل.

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر