المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 18 يناير 2011

المرأة التي أسقطت ابن علي

تونس.. دروس وعبر
(1)
المرأة التي أسقطت ابن علي

منذ قرن أو أكثر، والعلمانيون في جميع بلادنا يصدعوننا بشعارات كاذبة عن حقوق المرأة (التي أسميها عقوق المرأة)، وراحوا يستخدمون الأدب والفن والتعليم والإعلام لغسيل مخ الناس وتربية أجيال مريضة مشوهة الفطرة، مع تغيير القوانين وفرض أفكارهم المدمرة علينا كرها.
وقد حذرهم العقلاء كثيرا من أن هذا يظلم المرأة والرجل على السواء، ويشيع الفاحشة والتحلل في بلادنا، ويهدم الأسرة ويفسد الأبناء بسبب اختلال الأدوار وشيوع الطلاق وغياب من يربي، مع انتشار متلازمة العنوسة والبطالة، لأن كل امرأة تعمل تؤدي بالضرورة إلى بطالة رجل وعنوسة فتاة، خاصة في بلاد متخلفة علميا وصناعيا ومسروقة منهوبة من طغاتها!
ورغم أن كل هذه النتائج وأكثر منها قد حدثت فعلا، فقد ظل العلمانيون على غبائهم وغيهم، متجاهلين أن هذا خطر عليهم مثلما هو خطر على المجتمع الذي يكرهونه، ويريدون التخلص من ثقافته الإسلامية وعاداته الشرقية.
وها هو ذا الأمر يصل إلى ذروته العبثية في تونس، حتى أطاح برئيس الدولة وكثير من حاشيته.. فانظروا إلى مكر الله، كيف أن امرأة زج بها ابن علي في جهاز الشرطة تطيح به بصفعة واحدة!
فلنسأل أنفسنا هذه الأسئلة:
1-  لو أن كل امرأة في تونس جلست تربي أطفالها في بيتها.. هل كان عدد العاطلين من شباب تونس (والعوانس الذين ينتظرنهم) قد وصل إلى هذا الحد، لدرجة الغضب والثورة والإطاحة بالنظام؟
2-    لو أن بن علي عين البوعزيزي في الشرطة بدلا من المرأة، هل كان حدث ما حدث؟
3-  لو أن من صفع البوعزيزي على وجهه كان شرطيا لا شرطية، فهل كانت درجة الإهانة والمذلة تصل به إلى إشعال النار في نفسه؟.. في بلادنا، صفعة رجل لرجل إهانة، لكن صفعة امرأة لرجل عار!
فسبحان الله، ما أغباهم وما أجهلهم وما أظلمهم لأنفسهم ولنا!!
طبعا هناك شق آخر لهذا الموضوع، هو زوجة ابن علي، التي تسلقت على كتفيه لتنتقل من خانتها الاجتماعية الوضيعة إلى أعلى هرم السلطة، فتصير حاكمة قرطاج، ويقال عنها إنها هي التي كانت تحكم تونس فعليا هي وعائلتها، التي نهبت كل خيرات البلد.. أفلم يسمعوا قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة؟"
فهل سيتعظ أحد في بلادنا من كل هذا؟.. أم لا حياة لمن تنادي؟
ومتى سيعلمون أن هناك فروقا جسدية ونفسية وعاطفية بين الرجل والمرأة تجعل كلا منهما مؤهلا لوظيفة معينة، وأنه لو كان من المفروض أن يكونا متساويين في دوريهما في الحياة، لكان الله سبحانه قد خلق الإنسان مخنثا من نوع واحد فقط يلد ذاتيا مثل بعض أنواع الديدان والنباتات؟!
وحتى لو كان من يتبنون هذا الكلام ملحدين من أتباع نظرية داروين، فمتى يتعلمون أن الأفراد التي توضع في ظروف لا تناسب تكوينها الجسدي تنقرض، كما يدعي داروين وأتباعه؟.. فلماذا تحكمون على المرأة بالانقراض، بتضييع أنوثتها وتدمير أمومتها وإذلال رجلها ودفعه إلى الصراع معها وتطليقها أو تعطيله عن العمل وتركها عانسا من دونه، بدلا من أن يكون أنيسها ومعينها في الحياة؟
ما لكم كيف تحكمون؟
وبأي شريعة تؤمنون بالضبط، لنناقشكم بها؟
وبأي علم وعقل ومنطق وتجربة تتذرعون لنحاججكم فيها، وقد ثبت خبال هذه الأفكار ودمارها غربا وشرقا، ولم يفلح مجتمع واحد طبقت فيه في أي مكان في العالم!
وصدق الله سبحانه:
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {37}) ق.

محمد حمدي غانم
18/1/2011

---------------------
اقرأ أيضا:

هناك تعليق واحد:

  1. تفاصيل قصة صفعة الشرطية العزباء لبوعزيزي وانفجار ثورة تونس
    فادية حمدي، هي شرطية تعمل في ولاية سيدي بوزيد. وحسب المعلومات القليلة الواردة عنها، لا تزال عزباء وتبلغ من العمر 35 عاماً، وبسبب صفعتها الشهيرة لمحمد بوعزيزي انطلقت شرارة الثورة في تونس بعد ما أقدم «بسبوس» كما يلقبه أهله على إحراق نفسه.

    ويقول سالم شقيق محمد بوعزيزي لصحيفة «المصري اليوم»:
    «شقيقي محمد كان يعاني منذ 7 سنوات من قهر أعوان البلدية، بقيادة فادية حمدي، وموظف آخر يدعى صابر. كانا يصادران بضاعته من الخضراوات مرتين في الأسبوع». في يوم الحادث وكالعادة - والكلام ما زال لسالم -
    حضرت فادية مع مساعدها صابر وصادرت بموجب محضر بلدي بضاعة شقيقي، فاتصل محمد بخالي الصيدلاني ليستنجد به. وفعلاً تدخل خالي واسترجع له المحجوزات، لكن بعد 10 دقائق عادوا مجدداً وصادروا الخضار.
    وتابع سالم: «حين حاول محمد الحديث مع فادية صفعته على خده، وسدد له صابر ركلات عدة، ولم يكتفيا بذلك بل ضرباه على أنفه حتى انفجر بالدم عندما حاول اللحاق بهما في مقر البلدية، فصعد إلى مكتب الكاتب العام للبلدية ليتقدم بشكوى، لكنه رد عليه قائلاً: يا مسخ متكلمنيش، (يا قذر لا تحدثني)». وأردف سالم: «رفض المحافظ استقباله أو سماعه، فخرج للشارع بعد ما احترق من الداخل يصرخ من شدة الغيظ، ثم أحضر البترول الأزرق وأضرم في نفسه النار وفي الوقت الذي كان يحترق فيه كان حارس المحافظة يضحك، حتى أنبوب الإطفاء في مقر المحافظة كان فارغاً عندما أخرجوه في محاولة لإنقاذه».
    وشدد على أن الصفعة التي تلقاها شقيقه هي التي أججت عنده فكرة الانتحار، قائلاً: «معروف في قبيلة الهمامة أن الذي تضربه امرأة نلبسه فستاناً». ويصر سالم وعائلته على ملاحقة فادية ومحاكمتها أمام الرأي العام الدولي، موضحاً: «لن أتركها تفلت مني، وحارس المحافظة الذي كان يتفرج على أخي يُشوى وهو يضحك، ورئيس البلدية، والكاتب العام للبلدية، والمحافظ، هؤلاء جميعاً صادروا أحلام أخي في الحياة.
    أدعو المحامين الشرفاء في تونس وكل البلاد العربية والعالم إلى تشكيل لجنة ومساعدتي». وكانت الحاجة منوبية والدة محمد بوعزيز طالبت في وقت سابق خلال لقاء مع صحيفة «الخبر» الجزائرية مقابلة الشرطية، قائلة: «أريد أن أرى الشرطية التي ضربت محمد، لأسألها عن الظلم الذي اقترفته، ثم محاكمتها علناً أمام الشعب».

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر