مساواة المرأة بالرجل في عالم ذكوري!
من وجهة نظري، أننا نعيش في عالم ذكوري.. منذ فجر التاريخ وحتى الآن!
هناك 20 مليون عالِم حاليا على ظهر الكرة الأرضية.. نسبة النساء فيهم لا تكاد يذكر!
هناك مليون اختراع تسجل براءتها سنويا، 99% منها لرجال!
ما زالت قائمة الحكام والساسة والعسكريين والفلاسفة والكتاب والشعراء.......... إلخ ذكورية في معظمها!
إن أمريكا وأوروبا مجتمعات ذكورية أكثر من مجتمعاتنا نحن، فالرجل فيها ما زال هو المحرّك الأساسي!
وإنّني لأعجب لامرأة تدّعي أنّها مساوية للرجل، لمجرّد أنّها ركبت سيارة اخترعها رجل، لتذهب إلى مؤسسة أنشأها رجل، وتجلس على مكتب صنعه رجل، في تكييف اخترعه رجل، لتستخدم حاسوبا اخترعه رجل، وإنترنت وفرته ثورة الاتصالات التي اخترعها رجل، لأداء عمل غير عضليّ أراحتها منه آلات اخترعها رجل، مطمئنة إلى أنّ بيتها الذي بناه رجل، لن يتأثّر بغيابها في ساعات العمل، فقد طهت طعامها على موقد اخترعه رجل، وحفظته في ثلاجة اخترعها رجل، لتعود لتجهزه سريعا لأولادها الذين يتسلون أمام تلفاز اخترعه رجل، بعد أن عادوا من مدرسة أسسها رجل، ودرسوا مناهج وضعها رجل، في كتب ألّفها رجل واخترع طباعتها رجل، ثمّ تنظف بيتها بمكنسة كهربائية اخترعها رجل، وتغسل ملابسها بغسالة اخترعها رجل وتكويها بمكواة اخترعها رجل، آمنة في وطن يحميه رجل، بسلاح اخترعه رجل!!!!!
إنّني أعلن اندهاشي حقّا:
كيف تجرؤ أيّ امرأة في ظلّ كلّ هذا أن تدّعي أنّها مساوية للرجل، وأنّها كانت مظلومة ومهمّشة طوال التاريخ؟!
ولا يجعلني أحني هامتي احتراما لأيّ امرأة، إلا أن تقول لي في فخر: أنا التي أنجبت هذا الرجل، وربيت هذا الرجل، ورعيت بيت هذا الرجل!
غير هذا يصير الأمر مهزلة بكلّ المقاييس!
إنّه عالم صنعته سواعد وعقول الرجال، ثمّ يُسبّ اليوم بأنّه مجتمع ذكوري!!!!!!!!
أمّا حجّة أنّ المرأة كان بمقدورها المساهمة في كل تلك الإنجازات لكنّ الرجل قمعها ووأد طموحها، فهي حجّة وهميّة واهية يسهل تفنيدها.. فلم يكن في الإمكان أبدع مما كان..
فالرجل كان ينحت الصخر في الجبال ويحتطب في الغابات، ويخرج للتجارة عابرا الفيافي، ويزرع الأرض ويصهر المعادن، ويحارب في الجيوش.. فهل كان مجنون واحد ليجرؤ على الذهاب للنساء قائلا إنّني أطالب بمساواتكن بالرجال لتعملن في هذه المجالات، وبالتالي تكتبن التاريخ؟!
لهذا، كانت المرأة تعني بالبيت، والرجل يبني العالم.. وبما أنّه يحتك بالحياة أكثر، وهو المحارب أيضا، لذا فقد احتكر الملك والسياسة بحكم الخبرة.. لا يعقل أن تأتي امرأة كلّ خبرتها شئون المنزل لتحكم دولة (هناك استثناء واحد، وهو في حالة موت الملك وكون وريثه قاصرا، فقد كانت الأمّ تتولى الوصاية على العرش، وكان كلّ مَن حولها رجالا بدون امرأة واحدة في أي منصب)
والآن، بعد أن جمع الرجال العلم واخترعوا الآلات والالكترونيات، وبنوا المدن والطرق والمصانع وهيأوا العالم، صارت هناك مهن ورقية وبعض المهن الرتيبة أمام آلات المصانع ـ هم من أوجدوها ـ من الممكن أن تقوم بها المرأة.. وقد شرحت كيف وفر الرجال الآلات التي تساعد المرأة في عمل المنزل مما وفر لها وقتا.. وبناء على هذه الأمور، صارت المرأة تدعي أنّها مساوية للرجل في عالم صنعه هو بالكامل!.. بل والأنكى، أنها تدعي أنه ظلمها طول التاريخ!.. يا للنساء!
ولو نفد البترول غدا وتوقّفت كلّ الآلات والمصانع وهمدت السيارات والطائرات وأظلمت المدن، لخرست كلّ امرأة من هؤلاء، ولارتمت في صدر رجلها قائلة بليونة: يا سبعي يا جملي، أنا جاريتك المطيعة، فاذهب واحتطب لنا ما يدفئنا في هذا البرد، وازرع لنا ما نأكله، ودافع عنا بسيفك!
أم ستقول صديقاتنا إياهنّ بأنّهن سيقمن بالمجهود العضلي على الرحب والسعة؟!
آخر ما أحبّ أن أقوله لمن يتّهمون مجتمعنا الحالي بأنّه مجتمع ذكوري، يمنح الثقة المطلقة للذكور ولا يحاسبهم، بينما يقمع حرية النساء، هو:
يا ليت هذا كان حقيقيا!!
ما كنتُ شاهدتُ ثلاثة أرباع فتيات مدننا كاسيات عاريات، بين من تكشف شعرها، أو نحرها أو ساقيها أو ذراعيها، أو ترتدي البدي والاسترتش واللاصق والفاضح.. بخلاف آلاف الهائمات مع الحبّيبة على الكورنيش وفي الجامعات التي تحوّلت إلى كباريهات!
عن أيّ ثقة تتحدثون؟.. لم يعد هناك أهل أصلا، والحبل متروك على الغارب!
إنّه وضع يدمي القلب!
أين بنات المسلين؟.. أين من يُسائل ابنته؟.. أين من يغار على ابنته وأخته وزوجته؟!
ليت هؤلاء يعودون ذكورا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.