المتابعون للمدونة

الجمعة، 6 أغسطس 2010

غــدا تعتـــاد

غــدا تعتـــاد
(أو: حكمة الخيول المروضة)!

-       لا تبتئسْ، صبرا، غدا تعتادْ
·       عَلى اللجامِ والانقيادْ؟
-       وستألفُ الحياةَ في الرخاءِ
·       في الدواجنِ الجيادْ؟!!
-       وستأنفُ البرّيّةَ الجرداءَ، والحريةَ الرعناءَ والتَّمادْ
·       ويذوبُ في فمِي الصهيلُ؟
-       كما الغناءِ في مواسمِ الحصادْ
·       أنا لستُ عبدا!
-       لستَ عبدا.. أنت حرٌ طالت الآمادْ!
·       والسَّرجُ مِن فوقي؟
-       يزينُ القدَّ
·       والأوتادْ؟
-       كي لا تتوهَ عن النعيمِ
·       وهذهِ الأصفادْ؟
هذي السياطُ وهذه الأحقادْ؟
-       هم يلهبونَ حماسَنا للمجدِ
·       يا لهَذه الأمجادْ!!
-       ستحبُّها ـ صدِّقْ مقولي ـ هذه الدنيا
·       صهٍ.. أنا لستُ ذلك الجماد!
-       سيروّضونَك إنْ أبيتَ
·       أنا أبيّ ـ حرفةُ الأجداد!
-       لا يعرفونَ اليأسَ، صدقني أنا
·       وأظنُّني بالكادْ!
-       سيجوّعونَكَ، يلهبونك من جحيم سياطِهم
·       وأنا أنا سأظلُّ.. يزجرُني العنادْ!
-       كنا بمثلِ حماسةٍ يوما، وكنا كلما زدنا، رأينا عنفَهم يزدادْ
حتى مللنا الركضَ
حتى سئمنا الرفضَ
والركلَ والعضَّ
والحقدَ والبُغضَ
وهُمْ لنا مِرصادْ
فإذا سكنا واستكنا، نعّمونا بالطعامِ وبالمِهادْ
حتى ألِفنا العيشَ في دَعةٍ، بربكّ فلتقلْ لي: فوقَ هذا، ما المُراد؟
·       أن أرتقي للشمسِ حينَ أعتلي النِّجادْ
وألتقي حبيبتي حرا كما ولدتُ ثائرَ الفؤادْ
أن أركبَ الرياحَ في البطاحِ، أُعقبَ البلادْ
وتستبدَ حوافري بالصخرِ تقدحُ الزنادْ
لأوقظَ النهارَ في القلوبِ، أشعلَ اللهيبَ في الرمادْ
وأطلقَ الصهيلَ للنخيلِ.. للصباحِ حيثُ عادْ
فتزلزلَ الأصداءُ في السماءِ كلَّ وادْ
فتخرجَ الخيولُ كالسيولِ من إسارها، وعزمُها اتقادْ
تدافعُ الضباعَ والذئابَ والكلابَ، دونما ارتعادْ
أنْ.....
-       لا، كفاكَ.. فسوفَ يقتلُك الخيالُ والسهادْ
ويَفُتُّ فيكَ الأسرُ مرّتينِ في السياجِ والصِّـفادْ
هيا صديقي قمْ لنحملَ السمادْ!

محمد حمدي غانم
27/2/2010
(نشرت بديوان انتهاك حدود اللحظة)

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر