المتابعون للمدونة

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

مَـنْ أنـتِ؟

مَـنْ أنـتِ؟

مَنْ أنْتِ؟
أيّةَ أحْلامٍ كوَّنْتِ؟
في أيِّ متاهاتٍ تُهْتِ؟
هاتانِ العينانِ النَّجْلاوانِ كبَدْرٍ مُبْتسمٍ للدّنيا: ماذا رأتا؟
ماذا يَمْنحُ عينيكِ البهْجةْ؟
ماذا يسْكُبُ في عينيكِ الدّمْعةْ؟
كيف تُراوِدُ عيناكِ الأشْياءْ؟
هلْ يصبُغُ سِحْرُهما الدنيا؟
لو كنتِ تَرَيْنَ الدنيا من عينيكِ النَّجْلاوينِ، فأنْتِ تَرَيْنَ الجنّةْ
هل أنا في الجنّةْ؟
....................
كيف تُحسّينَ الأشْياءْ؟
ما معنى زقْزقةِ العُصْفُورْ؟
ما معْنى الزّهْرِ المنْثورْ؟
ما معْنى البسْمةِ والدّمعةِ والآهةْ؟
الفكرةِ واللّوْثةِ والصّمْتْ؟
كيفَ تُحسّينَ صريرَ الأقْلامِ على الأوْراقْ؟
حَدْبَ الكَلِماتِ على الأشْواقْ؟
كونَ الأشْعارِ بلا آفاقْ؟
ورحيلَ الدّمعِ على الأحْداقْ؟
ورحيلَ الدّمعِ عنِ الأحْداقْ؟
....................
كيفَ تُراوِدُكِ الأحْلامْ؟
كيفَ تَريْنَ العُصْفُورينِ المُشْتاقيْنْ؟
كيفَ تَريْنَ السّوسنتينْ؟
دِفءَ الخُطْوةِ في كفّيْنْ؟
لَمْعَ طُموحٍ في العينينْ
والمسْتقْبلُ بينَ وبينْ؟
....................
كيفَ تَريْنَ اليومَ القادمْ؟
هل تبكينَ إذا ما جاءَ اليومُ القادمُ يطوي عُمْرًا مثْلَ الوهْمْ؟
أمْ تَلْقَيْنَ اليومَ القادمَ ضاحكةً
كي يُعْطيَكِ مزيدًا مِنْ دُرَرِ الخِبْراتْ؟
كيّف تُحسّينَ اللّحَظاتْ؟
السّجْنَ الأبديَّ المُتحرِّكَ لا تَحْويه حدودٌ أو جدْرانْ؟
هل يمضي زَمَنُكِ أمْ يتوقّفُ عنْدَ دموعِ المظْلومينْ؟
عنْدَ عَناءِ المقْهورينْ؟
عندَ غرورِ الجبّارينْ؟
هلْ يسْمعُ قلْبُكِ نبْضَ الصّخْرةِ حينَ تُسبّحُ باسمِ اللهْ؟
هلْ يَهْوِي قلبُكِ من آفاقِ الشّلالاتْ؟
هل يَرْكبُ أجْنحةَ الحَشَراتْ؟
هلْ يَنْسِجُ أضْواءَ النَّجْماتْ؟
هلْ غنّى يومًا مع بُستانِ الكَرْمْ؟
 وتسلّلَ مع فِئرانِ الحقْلْ؟
وتناغمَ في كلِّ الأشْياءْ؟
....................
هلْ أنْتِ الكونْ؟
هل شَعْرُكِ طولُ الليلْ؟
هل شَعْرُكِ لونُ خفافيشِ الحقْلْ؟
هل شَعْرُكِ نَشْقُ عبيرِ الأرْضْ؟
هل شَعْرُكِ مثْلُ القَزّْ؟
هل ثَغْرُكِ تصْبُغُه الأحْلامْ؟
هل ثَغْرُكِ أنهارُ الأشعارْ؟
هل وجْهُكِ مثْلُ ضياءِ البدْرْ؟
....................
هل عقلُكِ مصْنوعٌ من كلِّ حكاياتِ التاريخْ؟
هل دمُّ عُروقِكِ يتجمّعُ من دمِّ جميعِ الشّهداءْ؟
هل عمرُكِ عمْرُ جميعِ المخْلوقاتْ؟
هل أنتِ الدمعةُ والبسمةُ والآلامْ؟
أمْ أنتِ فقطْ: أنْتِ؟!
عينانِ كعينيكِ؟!
شَفَتانِ كشفتيكِ؟!
وجْهٌ لا تعْرفُه إلا المرآةْ؟!
ثغْرٌ تَخْنُقُه أدواتُ التّزييفْ؟!
عمْرٌ مَهدورٌ في آنيةِ الطّهْيِ وفي قصصِ الحمقى في التلفاز؟
تكْرارٌ بشريٌّ حجريٌّ يُكْملُ أُبَّهَةَ الأطْلالْ؟!
وهْمٌ وملامحُ إنْسانْ؟!
....................
أرْجوكِ أجيبي
أحْتاجُ لأنْ أرْتاحَ لأتْركَ قلبي بينَ يديكِ
أحْتاجُ لأنْ أهْواكِ كما أهْوى عينيكِ
أتشوَّقُ أنْ أقْرأَ عقْلَكْ
أنْ أغْرَقَ في دنيا قلبِكْ
أنْ أعْرفَ مُسْتَغْلِقَ سرِّكْ
أحتاجُ لأنْ أصْبحَ لُغْزَكْ
كيفَ تصوغينَ الدّنيا؟
كيفَ تعيشينَ الذّكْرى؟
كيفَ تُحبّينَ الآتي؟
مَنْ أنتِ لكي أمْنحَكِ حياتي؟
مَنْ أنتِ؟

محمد حمدي غانم
1998
(نشرت بديوان انتهاك حدود اللحظة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر