من وجهة نظري، المرأة مجرد حالة خاصة من الرجل (وإن كانت حالة خاصة جميلة)، والأديان تؤكد أنها خلقت من ضلع آدم عليه السلام.. قال تعالى:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {189}) الأعراف.
والعلم يؤكد أن الذكر يحمل الكروموزوم X والكروموزم Y لهذا فهو مصدر الأنثى التي تحمل نسختين من الكروموزوم الأنثوي X وحده.. بل إن الهرمونات الذكورية في جسد المرأة هي المسئولة عن شهوتها، مما يعني أن الرجل يحمل الأنثى في جيناته، وهو مصدر غريزة المرأة ومشاعرها أيضا!.. لعل هذا يفسر لماذا تشعر المرأة بالانتماء للرجل والرغبة في العودة إليه كما بدأت منه.
لهذا، أشعر بسخرية كبيرة من فكرة المساواة بين الجنسين، فهي لم تحدث قط لا في الماضي ولا في الحاضر، فحتى اليوم ما زال الرجل هو الأقوى جسديا والمتفوق علميا (أكثر من 99% من قائمة براءات الاختراعات عالميا تحمل أسماء الرجال)، بل وهو الأكثر تفوقا حتى في مجالات المرأة نفسها، فأشهر الطهاة رجال، وأشهر مصممي الأزياء والموضات وقصات الشعر رجال، وأشهر الشعراء والرسامين رجال... إلخ.
وأنا أرى أن كل هذا منطقي وضروري كي يكون للذكر قيمة في عالم البشر، فإن كان الرجل يبحث عن الخلود أيدلوجيا (عقائديا)، فإن المرأة أساس الخلود بيولوجيا (حيويا)، فمجرد تحمل الأنثى لعبء الحمل والولادة والتربية، يجعلها الطرف الأساسي في استمرار النسل، فذكر واحد قد يكفي لهذه المهمة، بينما يحتاج الأمر إلى أعداد أكبر من الإناث للحفاظ على النسل، خاصة مع مخاطر الحمل والإنجاب على حياة الأنثى.. لهذا تميزت الإناث بمناعة أعلى للأمراض وعمرا أطول وقدرة أكبر على التحمل، وهي مميزات كانت كفيلة بجعلها الكل في الكل في مجتمعات أخرى كمجتمع الحشرات مثلا، فالذكر يُلتهم أو يفر بعد التزاوج في مملكة العنكبوت، ويُقتل أو يُطرد بعد التزاوج في مملكتي النحل والنمل وهما مملكتان أنثويتان بجدارة، وتكون الملكة فيهما ملكة لأنها تضع البيض فهي أساس استمرار الحياة، بينما الشغالة هن إناث يضعن بيضا عقيما.
ولو لم يكن الله سبحانه وتعالى ميز الذكور في البشر بكل ما ذكرته أعلاه من مميزات، لما كان هناك مجتمع الآن، وهو ما تحاول فعله باقتدار الحركات النسائية والنسوية المتطرفة وجمعيات عقوق المرأة، التي نجحت في هدم الأسرة في معظم أرجاء العالم، بسبب إعمائها للنساء عن حقيقتهن وعن دورهن الحقيقي وعن جوهر علاقتهن بالرجال، ووضعهن في حالة صراع معهم بدلا من حالة التعايش والتكامل.
ولعلي ألفت نظركم إلى أن أوروبا الآن تندثر أيدلوجيا (عقائديا) لأنها تموت بيولوجيا (حيويا).. فماذا فعلت لها النساء العاملات والراقصات والممثلات والمغنيات والطبيبات والمهندسات؟.. لو لم تلد هذه النساء وترضع وتربي ـ كما هو واقعهم منذ حوالي ثلاثة عقود ـ فإن كل أفكارهم ستذهب إلى مزبلة التاريخ مع آخر من يموت منهم!!.. ويتوقع الغرب الآن أن يشكل المسلمون أغلبية سكان أوروبا خلال 30 سنة فحسب.. وربما يكون هذا التقدير الزمني مبالغا فيه لأغراض التحريض على المسلمين هناك، لكنه لا يخلو من واقع، ولو لم يغير الغرب من ثقافته بخصوص المرأة والزواج والأخلاق، فسيحدث هذا عاجلا أم آجلا.. هذا مثال صارخ يرينا كيف تهزم البيولوجيا الأيدلوجيا، وكيف تتفوق أرحام النساء على مصانع الأسلحة وأبحاث الفضاء وفلسفات الفلاسفة وترّهات الأدباء والفنانين!!.. وهذه بالمناسبة هي أكبر مشكلة تواجه إسرائيل حاليا، فهي متفوقة على الفلسطينيين في كل شيء إلا في عدد المواليد!.. لعل هذا يشعركم بالتقزز مثلي من دعوات ياسر عرفات ومن تلاه إلى تنظيم الأسرة وتحديد النسل، ويشككك في ولاء هؤلاء الناس أصلا أو على الأقل في ذكائهم!!
أرجو مشاهدة هذا التقرير الكندي على يوتيوب (وهو مترجم وإن كانت الترجمة تسبق الكلام):
كما يمكن قراءة ترجمة هذا التقرير من هنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.