سأنساها
سأنساها
كأنَّ الشِّعرَ خاصمَها وما غنّى بنَجوَاها
كأنَّ القلبَ من صخرٍ ولا يَهفو لِلُقياها
كأنّي لم أكُنْ حُلمًا تُهدهدُه
حناياها
سأنساها
سأُخمدُ نبضةً حَرَّى
تَئِنُّ الآنَ في صدري وتحيا عُمرَ ذِكراها
سأطمسُ نقشَ صورتِها على جُدرانِ
أحلامي
وأنزِعُها من القلبِ الذي ما زالَ يَهواها
وأنساها
وآلافًا من الأبياتِ كانَ الحلمُ
يَسكنُها وطيرُ الشوقِ غنّاها
ستهربُ من أميرتِها
وتصمتُ مُرَّ غُصَّـتِها
وتَهجرُ بدرَ لَيلَتِها
وتَنْسَى وصْفَ لَيلاها
ستمحوها
وتذروها
بدربِ مسافرٍ تاهَا
أضاعَ العمرَ يَرجوها
ولا ما ذاقَ حَلوَاها
ولم يَظفرْ ببسمتِها، ولم تَحضُنْهُ
عيناها
لقد نَسِيَتْهُ من دهرٍ، وأنَّى كانَ
يَنساها؟
أما قد كانَ ناجاها؟
أما بالعشقِ غنّاها؟
أما دوما تمنّاها؟
سأنساها
أُصِمُّ الأذْنَ عن شَدوٍ إذا ما
الطيرُ ناداها
أَغُضُّ الطَّرْفَ عن زهْرٍ على خدّيهِ
أنداها
وأكتمُ هذه الأنفاسَ عن عطرٍ تحلاّها
وأسلو النجمَ والنجوَى ولَذْعَ
الشوقِ والآهَا
وبدرَ الليلِ إذْ حاكَى على خجلٍ مُحيّاها
فيَحكيها بروعتِه، ولا ما كانَ
حاكاها
سيَبقَى وجهُها أحلى، ألا ما كانَ أحلاها!
فما أدناكَ من بدرٍ، وما في الحُلمِ
أقصاها!
سأنساها
أكيدٌ سوفَ أنساها
أأهوَى من يُعذّبُني وهذي النفسَ
أشقاها؟
وأرضَى أن أسامحَه، وأحزاني تَولاّها؟
بَخِيلُ القلبِ لا جدوَى، شحيحُ
اللفظِ إنْ فاها؟
فما للقلبِ لا يَنسَى، كأنَّ الموتَ
لولاها
سأنسَى أُنسَ بَسمتِها ولَهْـفي حينَ
مَرآها
وأنسى زهرَ روعتِها إذا آواهُ خدّاها
وأنسى أنّني يوما، فُتِنتُ بِسِحْرِ دُنياها
وأنسى كيفَ أذكرُها وأنسى كيفَ
أنساها!
لقد خانتْ محبّتَنا، وإنّي كنتُ
أحياها
وأدمتني بطعنتِها، فماتَ الحبُّ جَرّاها
فقلبي الآنَ يُنكرُها، كما قد كانَ
وفّاها
سأنساني لكي أنسى
سأنسانا
سأنساها
محمد حمدي غانم
24/1/2014