المتابعون للمدونة

الأحد، 8 يناير 2017

النجم اللامع


النجم اللامع 

كنت أشاهد فيلما وثائقيا عن المزاد الذي أقامته شركته برامونت عام 2006 في الذكرى الأربعين لانطلاق مسلسل الخيال العلمي الشهير Star Trek، الذي خلب ألباب مليارات المعجبين من كل أنحاء العالم عبر أربعة عقود.

هذا المسلسل له ذكرى عزيزة في طفولتي (تقريبا كنت في العاشرة)، فقد كان التلفزيون المصري يعرض موسم الرسوم المتحركة الوحيد الذي أنتج منه معربا بعنوان "النجم اللامع"، ويمكن القول إن هذا المسلسل أحد الأشياء الرئيسية التي صنعت شخصيتي وحبي للعلم والخيال العلمي (وكما أقول دائما: لولا أعمال والت ديزني وأعمال الخيال العلمي الأمريكية مثل هذا، لكنا جميعا متخلفين عقليا بسبب الدراما المصرية!!).

وقد عاشت بداخلي لسنوات مرارة غباء القائمين على التلفزيون المصري في عرض هذا المسلسل، فمعظم الحلقات لم أشاهد نهاياتها، لأنهم كانوا يعرضونه قبل نشرة أخبار الساعة الثانية ظهرا ـ على حسب ما أذكر ـ وكانوا من الغباء الكافي بحيث يضطرون في معظم الأيام لقطع المسلسل لعرض نشرة الأخبار، ولا يكملونه بعد انتهائها.. والسبب في هذا طبعا أنهم كانوا يفضلون عرض المزيد من الإعلانات قبل المسلسل على حساب زمن عرضه!!

وبسبب هذا، كان من أوائل ما بحثت عنه على الإنترنت هو هذا المسلسل.. لم أكن أعرف اسم الأصل الإنجليزي، ولم يوصلني البحث عن الاسم العربي لشيء لعدة سنوات، إلى أن استطعت أخيرا أن أجد نتيجة توصلني للاسم الإنجليزي Star Trek.. وهنا اكتشفت عالما هائلا من سلاسل الخيال العلمي، وليس مجرد بضع وعشرين حلقة من الرسوم المتحركة.. فهناك 5 سلاسل مختلفة لهذا المسلسل بها حوالي 700 حلقة:

-      The Original Series: 3 مواسم + موسم رسوم متحركة.

-      Next Generation: 7 مواسم.

-      Deep Space Nine: 7 مواسم.

-      Voyager: 7 مواسم.

-      Enterprise: 4 مواسم

إضافة إلى 12 فيلما (وهناك فيلم منتظر في 2015).

وقد استغرقت الأعوام الثمانية الماضية في مشاهدة كل هذه الروائع، (ما زالت هناك بعض حلقات من الموسم الثالث من السلسلة الأصلية لم أشاهدها بعد، إضافة إلى موسم الرسوم المتحركة)، كما أن لدي مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية عن السلسلة، أشاهدها بين الحين والآخر.

هناك الكثير مما يمكن قوله عن هذا العالم المذهل، الذي أبدعه المؤلف جين رودنبيري منذ عام 1966 إلى وفاته عام 1991 (واستمر بعده على يد مبدعين آخرين).. لكن يكفيني هنا ملاحظة واحدة فقط: مجسم سفينة الفضاء الذي استخدم في تصوير سلسلة "الجيل التالي" بيع في المزاد بنصف مليون دولار!!.. يبدو رقما مبالغا فيه بالنسبة لمجسم من الخشب أو المعدن، لكن هذا ما يفعله العباقرة أمثال رودنبيري، حينما يمنحون بخيالهم الفذ كل هذه القيمة لقطعة خشب!

قد لا يقدّر بعضكم مثل هذه الأعمال ويراها مجرد خيالات أو تسلية.. لكن الخيال العلمي يسبق العلم دائما، وهناك أجيال من العلماء والمخترعين والمبدعين ربتها هذه الأعمال.. وأنا أقول لنفسي دائما كلما شاهدت تفوق هؤلاء الناس علينا بخيالهم وإبداعهم: ما زالت المسافة بيننا وبينهم كبيرة.. لا يمكن لعقليات تقليدية وخيالات قاصرة وأوذاق فاسدة تجتر الدراما المصرية، أن تتفوق في الصناعة والبحث العلمي والتخطيط للحاضر والمستقبل.. ففي النهاية كل شيء يبدأ بفكرة.. وكل فكرة تبدأ بخيال وحلم.. وللأسف: نحن ما زلنا نستهلك كل شيء ينتجونه حتى خيالاتهم!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر