أنا والنساء.. محبة أم عداء؟!
أعرف أن شعري يعطي انطباعات معينة
عني، أكثرها غير صحيح.
فرغم أنني شاعر رومانسي في الأساس،
فإنني عقلاني جدا في الواقع ولا أتخذ أي قرار بناء على مشاعري وحدها.
كما أنني إنسان متحفظ جدا، ونادرا
ما أتعامل مع الجنس الآخر (وفي الغالب هن من دائرة الأقارب)، ولا أحتفظ بأرقام
هواتف فتيات (ومن تطلب رقمي لا أعطيه لها)، ولا أعترف بالصداقة بين الرجل
والمرأة.. ولم ألمس يوما أنامل فتاة (إلا أن تمد إحداهن إليّ يدها مصافحة، وفي
أغلب الحالات أحرجها وأرفض المصافحة!!)، ولم أقابل في حياتي فتاة في موعد غرامي،
إلا فتاة واحدة طلبتها من أبيها وقابلتها بصحبة أخيها، ولم يكتب لهذا الأمر
التوفيق.
كما أني لست من هواة الدردشة عبر
وسائل التواصل الحديثة، سواء مع النساء أو الرجال، فهذا تضييع وقت، لهذا يقتصر
الحوار مع أصدقائي وأقاربي على المطلوب فقط، ما عدا استثناء واحدا، هو حواراتي
المستمرة والمطولة مع د. محمد عطية أستاذي وصديقي، فمنذ عرفته أثناء إشرافه على
مشروع تخرجي بالإنابة عن د. محسن رشوان، ونحن على تواصل وحوار مستمر في كل
المجالات، ولذة الحوار معه لا تنتهي، وما أتعلمه منه لا ينضب، بارك الله في علمه.
(بالمناسبة: أحد مشاكلي مع المرأة
في هذا المجتمع أنني لا أجد فتاة يسترسل بيننا الحوار بهذا التناغم.. لي أصدقاء
مثقفون كثر لا نمل اللقاء، منهم م. نزار شهاب الدين و م. أمير رمزي.. لكن كثيرا من
الفتيات أشعر بالنفور منهن بمجرد أن يبدأن الحديث!!.. والمثقفات منهن قبل الجاهلات،
فالأدب والفن في هذا المجتمع يعبئ المرأة بالأمراض النفسية!!)
لكن بين الفينة والأخرى قد يحدث
حوار بيني وبين فتاة أحاول فيه أن أتعرف عليها لأني في رحلة بحث دائم عن نصفي
الآخر.. ولا تطول هذه الحوارات بسبب عدم توافق الرؤى أو الظروف (وقد تكون هي من
ترى ذلك).
نقطة أخيرة:
الشعر مجرد أحلام ومشاعر خيالية..
أنا أطبق ما أقوله في مقالاتي لا أشعاري.. لعل هذا يوضح التضارب بين المقالات التي
نشرتها مؤخرا وقصيدة "يغار
القلب فاتنتي".. أنا أكتب الشعر لفتاة أحلامي، لخيال لم يعد له وجود على
أرض الواقع، لكنه ما زال يعيش داخلي.. في الحقيقة ربما يكون عشقي للشعر واللغة
أكبر من عشقي للمرأة نفسها.. لهذا يمكنني أن أكتب في شعري عن فتاة أحلامي التي
صارت وهمية، بينما على أرض الواقع ما زلت أبحث عن فتاة تقنع عقلي!
قلت مرة لفتاة إنني أبدأ بسقف خيال
عال جدا، لكنه يهبط تدريجيا مع كل تعامل بيننا!
لهذا حينما أصل إلى قناعة بخصوص أي
فتاة تعلقت بها، لا تكون هناك رجعة.. الحكم نهائي غير قابل للنقض.. فالخيال إذا
ذهب لا يعود!.. لهذا لا أصنع أي ذيول لأي قصة حب فاشلة.. ما عدا استثناء واحدا
فقط، هو فتاة أحببتها في الجامعة منذ عشرين عاما لكني ابتعدت عنها لمشاكل في حياتي
دون أن أتعرف عليها جيدا.. لهذا ظلت فكرة غامضة وخيالا جميلا.. ولهذا حينما ظهرت
فجأة منذ ثلاث سنوات عدت أكتب لها أشعاري، لأني لم أحكم عليها بعد.. لكن بعد أن
عرفت إجابات كل الأسئلة التي تعنيني كان واضحا أننا مختلفان في كل شيء، وكل شي
أحببته فيها ذهب بلا رجعة، ما عدا جمالها الذي يلهم شعري لكنه لا يعني عقلي بأي
حال من الأحوال.
ربما استمررت في كتابة بعض أشعاري
لخيالها القديم (في الحقيقة لدي الكثير من الأبيات المتفرقة التي ألهمتني بها دونتها
في مسوداتي وأكمل بعضها قصائد كل حين)، لكنها لا تمثل أي شيء في واقعي، ولم أحاول
مقابلتها وجها لوجه ولو مرة واحدة، مع أني أستطيع أن أراها في مكان عملها لو
أحببت.. لكن لا هدف!.. الحقيقة أن شخصيتها الحالية تشوه جمال خيالاتي عنها،
والتعامل معها سيكون انتحارا لشعري!!
دعنا نلخص كل هذا بعبارة واحدة، لأن
هناك أكثر من فتاة تتخيل أنني قد أعود لما مضى:
ما كان في الماضي سيظل في الماضي،
ولا مكان له في المستقبل.. فإذا يبست جنان الخيال، لم تتبقّ إلا صحاري الواقع.
وبالمناسبة هذا ليس ظلما أو عقابا
لهن.. على العكس، فالتوافق يسير في الاتجاهين، وعدم التوافق يؤذي الطرفين، حتى لو
لم يكن أحدهما قد اكتشف هذا بعد.. أنا أختصر عليهن الكثير من الوقت الضائع والألم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.