المتابعون للمدونة

السبت، 13 يونيو 2020

أنا والفشار وكورونا


أنا والفشار وكورونا

كنت مدمنا للب والفول السوداني قبل #كورونا.. أتسلى به يوميا بعد العشاء وأنا أشاهد حلقتين أو ثلاثا من أي مسلسل أجنبي (أعرضها بضعف السرعة، لأشاهدها جميعا في ساعة واحدة).

لكن وباء كورونا أجبرني على الإقلاع عن القزقزة منذ حوالي ثلاثة شهور.. الحقيقة أنه كشف لي أننا كنا نعتمد على الجهاز المناعي أكثر من اللازم، فلا يوجد في مصر تقريبا مكان لبيع المأكولات والمشروبات يلتزم بأساسيات النظافة والوقاية الصحية، مثل تغطية من يصنعون الطعام ومن يبيعونه للرأس والأنف والفم، وارتداء قفازين يتم تغييرهما فور لمس أي شيء غير الطعام، ويجب ألا يتعامل البائع مع النقود أو حتى إيصالات الدفع، فمجرد لمسها يستوجب تغيير القفازين قبل البيع!.. هذا يجب أن يحدث في الأوقات العادية أصلا (فما بالكم في وباء)، والمفروض أن هناك غرامات قانونية على من لا يلتزمون بهذه التعليمات، لكن أين الرقابة أصلا؟

لهذا لم أعد أشتري أي شيء لا أستطيع غسله أو تسخينه في البيت، ومن ذلك اللب، والمشكلة أنني سأظل ملتزمنا بهذه القاعدة بإذن الله حتى بعد انتهاء كورونا.. إنها مأساة الوعي الزائد!

لكني بالأمس كنت أريد شيئا أتسلى به بعد طول حرمان، وبعد تفكير وجدت حلا، فاشتريت كيلو ذرة، لعمل فشار في المنزل.. طبعا هذا الكيلو سآكله على مرات عديدة، فهو يستطيع عمل فيشار يملأ المنزل :D

وقد ذكرني هذا بواقعة طريفة حدثت في صباي.. فقد كانت أمي خارج المنزل، فقررت أنا وأخواي حمدي ومحسن أن نصنع الفشار دون انتظار عودتها.. وبسبب عدم خبرتنا، وضعنا الذرة في الحلة على موقد الطهي، ولم نضع عليها غطاءها.. ووقفنا ننتظر انتفاش الفشار ونمني أنفسنا بوجبة شهية.. لكن الأمر تحول فجأة إلى ما يشبه ساحة المعركة، فقد أخذ الذرة ينفجر بفرقعات مزعجة مندفعا في كل اتجاه، ونحن نحاول أخذ ساتر من هذا الرصاص المنهمر بحرارته العالية، وصار من الصعب الوصول إلى البوتاجاز لإغلاقه وسط هذه الحرب الضروس، حتى استطاع محسن بعملية كوماندوز أن يتسلل منحنيا ويطفئ النار!

وقد حاولنا رفع الأنقاض وتنظيف الشقة قبل وصول أمي، لكن كانت في المطبخ حصيرة بلاستيكية أحدث حرارة الفشار في حروقا فيها لا يمكن إخفاؤها!. الحمد لله لم تكن هناك ستائر في مرمى الفاشر الساخن، وإلا كانت كارثة!

وقد توقعنا عقابا عنيفا، لكن الموقف كان مضحكا جدا لدرجة أن أمي لم تستطع معاقبتنا في تلك الليلة!

وهذه كانت آخر مرة أحاول فيها صنع الفشار بنفسي :D

وشكرا لكل امرأة تبعد الرجل عن المطبخ وتوفر جهود رجال الإطفاء :D

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر