المتابعون للمدونة

الأربعاء، 9 فبراير 2022

الكتابة الاحترافية تحتاج لتمويل

 ·     لماذا لا يمكن أن تكون الكتب العلمية المتخصصة مجانية؟

أعرف أن كثيرين سيستاءون لأنهم يتوقعون أن أقدم لهم كل كتبي مجانا.. وهناك بالفعل عدد من كتبي نشرتها مجانا، لكن من غير الممكن أن أنشر كل كتبي مجانا، لأني أكتب مراجع متخصصة أضمنها معلومات وافية وخبرات عملية وأطورها باستمرار لتواكب التحديثات التي تطرأ على إصدارات لغات البرمجة، وهي مهمة تحتاج وقتا طويلا لهذا تفرغت لها منذ حوالي 15 عاما، وتركت عملي كمبرمج، وهي مخاطرة كبيرة بطبيعة الحال كما سترون.

وأنا أبيع كتبي منذ بدأت نشرها بأسعار رمزية لا تناسب عدد مبيعاتها القليل الذي يجعلها تحقق عائدا ضئيلا، لكني أضع في ذهني دائما أن معظم متعلمي البرمجة هم شباب الجامعة، لهذا أحاول أن أجعل ثمن الكتاب في متناولهم.

ووجود عائد من كتابة مراجع احترافية يضمن للقارئ الحصول على منتج عالي الجودة، ويختصر عليه سنوات من مطاردة الكتب المجانية والشروح التعليمية والفيديوهات المبسطة التي لن تتجاوز به عتبة البدايات، أو يتعلم بالتجربة والخطأ والبحث عن حلول للمشاكل في مواقع الأسئلة والإجابة، مع القراءة المتفرقة في دليل اللغة، وهي كلها أمور مفيدة لكنها ستتطلب سنوات من المعاناة يمكن أن توفرها عليه قراءة مرجع محترف منظم واف.. وللأسف كل هذه المراجع مكتوبة بالإنجليزية، وحتى من يجيدونها سيظلون يعانون من بطء القراءة ويضيفون إلى صعوبة المفاهيم البرمجية صعوبة اللغة.. أما معظم ما ترجم من هذه المراجع إلى العربية فقد شوهته الترجمة الحرفية مع مشاكل العجز عن مواكبة أحدث الإصدارات بسبب عدم نفاد الطبعات القديمة.

لكل هذا أردت أن أسد فراغا في المكتبة العربية، لأقدم مراجع متخصصة في البرمجة بقلم مهندس يتنفس اللغة العربية - وليس فقط يكتبها - شعرا وقصة ورواية.. كتب بقلم محترف يكتب عن أشياء يفهمها ويحبها ويمارسها ولديه رؤيته وخبراته التي تجمعت عبر 25 سنة من البرمجة بدأها بكتابة برنامج لوزن الشعر العربي، فهو ليس مجرد مترجم يرص الكلمات ويترجم المصطلحات حرفيا، بل مبرمج شاعر يبحث عن اللفظ الذي يؤدي المعنى البرمجي ويناسب الذوق العربي.

ألا ترى معي أنها تجربة تستحق أن تستمر؟

لو كنت ما زلت لا ترى هذا، فأرجو أن تأخذ نبذة عن معاناة سوق النشر العلمي في الوطن العربي.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر