المتابعون للمدونة

الأحد، 22 أبريل 2012

أميرة الشجن

أميرة الشجن
إلى أميرة فقدت إمارتها.. ولم تفقد شجنها!


رقيقة كالحرير.. لكنّها حادة كالسيف!
تسحرها كلمة جميلة، ولفتة عاطفية..
لكنّها قاسية.. كلمة واحدة تغضبها تكفيها لتجرحك بتهذيب بارد!
ذكية.. ذلك الذكاء المخيف في الأنثى!
لها كبرياءُ عنيدٌة، تضايقك لكنّك تعشقها!
زهرة برية نارية، أشواكها ثلجية!
حياةٌ تخطو لها على الجروح، لو كنت سعيد حظّ ولم تنزف آخر قطرة من دمك!

رقيقة كالحرير، لكنّها حادة كالسيف.
قيّدك الحرير، واحتضنك السيف!
هل علّمتك الجروح مازوكية العشق؟
لذة أن تروم المستحيل؟!
ستُسقمك هذه الجنية جنونا، وتُبرّحك حُلما، وتقتلك غَيرة!

الدرب ينتفي، والأفق يختفي.. ولكنّك دائما تراها.
تمدّ ساقك إلى الأمام.. حيث لا أمام!
تختلف الدنيا، وينداح العدم، وهي وهمك الحقيقة، حلمك المستحيل.
لهذا تستمرّ في المضيّ بلا زمان.. ولا مكان.

لا تسقطِ الآن، فهي لا تحبّ الضعفاء..
تحبّ من يعانون إلى الأبد!
وهي تعرف.. لكنّها أبدا لا تُبين.
وهي تشعر.. لكنّها أبدا لا تبوح.
وهي تحزن.. لكنّها أبدا لا ترتمي في ذراعيك.
وهي تهوَى.. لكنّه أبدا لغز.
وهي تهوِي في بحار السحر.
وهي تمزج العشق بالشوق بالدلال بالكبرياء بالعناد بالغضب، لتمنحك بحيرات من السراب في عطشك المحموم!
تسير إليه فتصل، وكنت تتمنّى أن يهرب!.. وتشرب فتتأجّج وكنت تريد أن ترتوي!
هناك دائما المزيد.. وأنت لا تتعلّم أبدا!
وهو لا يهرب أبدا!
وأنت لا تيأس أبدا!
وهو لا يروي أبدا!
وهي شامتة في دلال مثير!

كرامتك عشق بلا وصل، شوق بلا حدّ، طلب بلا إجابة!
كيف علمتك أن تكون ضعيفا.. فقط من أجلها؟
تتكسر على رمال شاطئها موجةً منهكة، بعد أن ملأتَ البحور هديرا!
كطفلة صغيرة تملأ القلوب حنانا.. وصبرا على شقاوتها!
تُنشب أظفارها في صدرك، وتنتزع قلبك، فلا تترك فيه إلا صورتها.
كزهرة نرقّ لها، مهما أدمتنا أشواكها.
كأغلى شيء يعذبنا خوفنا عليه!
كخيط من الحرير أحدَّ من السيف!

ابتسمت، فاحتيا العدم بالأمل، ونبت جناحان وانطلقت سماء.
ولكنّ القلب كان وجلا، فقد علَّمَتْه أنّ الإعصار يأتي فجأة..
وأنّ الهجر يأتي فجأة..
وأنّ الأحزان تأتي فجأة..
وأنّ الأحزان أكثر من الأحلام!
لو كانت تصفو طول الوقت!
ولكنّها للأسف: تحبّ الخصام أكثر!
وأنت تحبّها أكثر.. فتعذّبك أكثر..
وأكثرَ وأكثر!
أيّها المفتونُ عشقا: أسكرتك مازوكية الألم!

يسكنك الحبّ والشجن، والحلم في لحظة خيال..
وغايةٌ لم يعد يعنيك أن تدركها، لأنّها غايتك وهذا يكفي!
أنت تحتضن الزمن!
وهي تبتعد في اللا مكان!

طفلة شقية لكنها سجنتك.. في خيط من حريرٍ، أحدَّ من السيف!

محمد حمدي
25 مارس 2004


هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر