الصراع على السلطة بعد الثورات
بدأت دولة بني العباس الحقيقية في عهد الخليفة الثاني (أبي جعفر المنصور) بعد أن قتل أبو مسلم الخرساني أمير الدعوة العباسية في خراسان، والذي تم توجيهه قبلها لقتل عم الخليفة الذي كان من أقطاب الدعوة لكن لم يعجبه تولي ابن أخيه بدلا منه... وقبلها تم توجيه أبي مسلم الخرساني لقتل أبي سلمة الخلال وهو من أقطاب الدعوة العباسية أيضا لكنه أراد أن يصرفها عنهم إلى العلويين بعد أن تم لهم الأمر، وقبلها قتل أبوة مسلم الخرساني أقطاب الدعوة العباسية في خراسان.
باختصار: لم تبدأ الدولة إلا بعد أن تخلصت من كل رجال الدعوة!!
وهذا ليس بدعا في الثورات، فقد حدث مثله في الثورة الفرنسة والثورة الروسية، وثورة 52 في مصر (ما فعله عبد الناصر بمحمد نجيب ثم باقي الضباط الأحرار وصولا إلى رفيقه عبد الحكيم عامر)، وهو نفس ما فعله محمد علي بعد وصوله للحكم في مصر، إذ تخلص من المماليك في مذبحة القلعة، ونفى زعماء الأزهر الذين أوصلوه للسلطة!.. وهو نفس ما حدث في الثورة العراقية، وما يحدث في أي ثورة في الدنيا.. فمشكلة أصحاب الدعوات الثورية أن كلا منهم يظن نفسه الأجدر بالحكم نظير ما قدمه من ((تضحيات وجهود)) في خدمة الدعوة.
وقد بدأت بضرب مثال الدولة العباسية لأؤكد أن الأمر ليس حكرا على الثورات الليبرالية أو الشيوعية.. فبنو العباس طلبوا الحكم باسم إمام الرضا من آل البيت، الذي يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا.. فالعباسيون كما تعلمون هم أولاد عمومة الرسول عليه الصلاة والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.