المنافقون وأباطرة الفساد والدستور
قال تعالى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ {10} وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ{11}) سورة العنكبوت.
ما أشدّ ما تنطبق هذه الآيات الكريمة على من نافقوا مبارك وعصابته سعيا وراء الحظوة والثروة، ثم نصّبوا أنفسهم زعماء ثوريين بعد الثورة، وسخّروا أقلامهم وفضائياتهم لتشويه الإسلاميين الذين ضحوا بمناصبهم وأموالهم وحرياتهم بل وحيواتهم وهم يصدعون بكلمة الحق في وجه الظالم وأبالسته.
لعل هذا يوضح لكم لماذا هم مرعوبون من أن يكتب الإسلاميون الدستور الذي يحكّم شرع الله، فهذا سيقطع عليهم سبيل الارتزاق من الفواحش والرذائل التي تدر عليهم المليارات، من شواطئ العراة والمراقص والخمارات وصالات القمار وأفلام الفحش والابتذال والتفاهة، وربما أيضا تجارة المخدرات والسلاح، إضافة إلى المتاجرة بأرواح الناس بالسرقة والرشوة، وبيع الفاسد من الطعام والشراب والدواء، واحتكار التوكيلات والسلع والمغالاة في أثمانها، ونهب المال العام والاستيلاء على السلع المدعومة وحرمان الفقراء منها، والغش في مواصفات المباني والطرق والسفن وغيرها.. إلى آخر قائمة سوداء طويلة من الجرائم التي جعلتهم أباطرة المال ومحتكري الإعلام والنفوذ وإدارة الدولة (ولا داعي للحديث عمن يتلقون التمويل من الخارج مقابل تدميرهم لهذا المجتمع ودينه وأخلاقه!).. فهل يسمحون للإسلاميين بهدم امبراطورية الفساد والنهب بهذه البساطة؟
في الحقيقة لست ألومهم على تصرفاتهم ولا أتعجب.. ولكن العجب كلّ العجب من الغافلين المخدوعين فيهم من الشعب المصري الذي يساندونهم في هذا مجانا، فكأنهم ممن يبيع أخراه بدنيا غيره.. بل كمن يبيع دنياه وأخراه بدنيا غيره!
فهل من مفيق؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.