أدب الشباب في مصر في أربعة عقود
(1/3)
ظهرت كتابات الأستاذ محمود سالم في عام 1968، أي منذ 44 عاما.. وقد كان الشباب مغرمين بكتاباته طوال عقد السبعينيات، وربما كان أقوى ما كتبه هو "المغامرون الخمسة"، والتي اتضح للأسف فيما بعد أنها مجرد ترجمة لسلسلة أجنبية اسمها:
"The Five Find-outers - and Dog"
للكاتبة الإنجليزية Enid Blyton، كما اكتشف ذلك أحد القراء ونشره في موضوع على الإنترنت، حيث أشار إلى أن اسم "تختخ" بطل القصص هو تمصير لاسم بطل الروايات الأجنبية "فاتي" Fatty أي السمين!
بل إن أسماء الروايات نفسها هي ترجمة مباشرة لأسماء الروايات الإنجليزية.. وهذه بعض عناوين الروايات الأجنبية، هي تناظر أسماء الروايات المترجمة عنها:
Mystery of the Burnt Cottage (1943) لغز الكوخ المحترق
Mystery of the Secret Room (1945) لغز الحجرة السرية
Mystery of the Missing Necklace (1947) لغز العقد المفقود
Mystery of the Hidden House لغز البيت الخفي
Mystery of the Invisible Thief (1950) لغز اللص الشبح
Mystery of the Vanished Prince (1951) لغز الأمير المخطوف
Mystery of the Strange Messages (1957) لغز الرسائل الغامضة
لمزيد من التفاصيل عن الكاتبة الأصلية لسلسلة المغامرين الخمسة يمكن الرجوع إلى الموقع التالي:
***
وقد كانت هناك روايات أخرى تشبه المغامرين الخمسة، لكن حتّى هذه الروايات بدورها لم تسلم من النقل والاقتباس.. مثلا: روايات "المخبرين الأربعة" خالد وطارق ومشيرة وفلفل ومعهم الكلب فهد، كانوا بدورهم من اختراع الكاتبة إينيد بليتون.. وفي قصصها فتاة اسمها جورجينا تتصرف كالأولاد فلقبت بجورج، وهي نفسها بالضبط فادية المتشبهة بالأولاد التي لقبت بفلفل في روايات المخبرين الأربعة!
***
طبعا هذا أمر مؤسف، خاصة أن محمود سالم والآخرين لم يُشيروا بأية طريقة إلى ترجمة هذه الروايات أو تعريبها، وربما تدخلت دار المعارف في هذا الأمر لكي لا تترتب على ذلك حقوق مالية للكاتبة الأصلية ودار النشر الإنجليزية!
بطبيعة الحل، الجيل الأول في أي مجال لا يستطيع أن يفلت من قبضة الترجمة والاقتباس والتعريب.. إن لم يكن في الفكرة ففي القالب نفسه، ففن القصة والرواية والمسرح بأشكالها الحديثة غربي ونقله كتابنا إلى بلادنا متأخرا.. وحتّى كتاب الأدب الاجتماعي لدينا، كانوا ينقلون القوالب الغربية ويمصرونها، إن لم يأخذوا الفكرة حرفيا!!.. هذا عن الأدب الاجتماعي الواقعي فما بالك بأدب المغامرة والخيال العلمي الذي تأخر عندنا أكثر من اللازم؟!
***
هناك أيضا لمحمود سالم سلسلة اسمها "الشياطين الـ 13"، ومن يحاول قراءتها بعد قراءة روايات د. نبيل فاروق، سيشعر بأنها ساذجة إلى درجة لا تصدق، على مستوى الأفكار والمعالجة والحبكة وجدة المغامرات وتشويقها.... إلخ.
هذا يقول بوضوح: إن د. نبيل فاروق الذي ظهرت كتاباته في منتصف الثمانينيات، كان نقلة جبارة في أدب المغامرة، كما أنه قفز قفزة هائلة بأدب الخيال العلمي جعلته أدبا ممتعا تثقيفيا للناشئة، مع غزارة مدهشة في الإنتاج سدت فراغا مهولا في المكتبة العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.