القرآن
وخرافة التطور
يحاول
البعض أن يربط خرافة التطور زورا وبهتانا ببعض آيات القرآن الكريم، وللأسف كان من
أوائل من نهجوا هذا النهج د. مصطفى محمود رحمه الله في فترة كان فيها يصدق خرافة
التطور (وتغيرت آراؤه بعد هذا ككثير من أفكاره، فقد كان عقله مرنا لا يتوقف عن
البحث عن إجابات).. وهناك ردود كثيرة عليهم، أهمهما قصة خلق سيدنا آدم، والتي حاول
البعض أن يكذبها ويحرفها ليدعي أنه مولود من أبوين غير بشريين!!!، مع أن القرآن
قاطع جدا في هذا الشأن:
(إِنَّ
مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ
كُن فَيَكُونُ)
لكني
أكتفي هنا بذكر ملاحظتين:
الملاحظة
الأولى:
القرآن
ينفي أي تطور أو تطوير مزعوم لمخلوقات الله، فكل منها في أوج كماله وإبداعه..
ولننظر هذه الآيات:
(وَمَا
مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ
أَمْثَالُكُم)
فكل
ما يدب على الأرض، وكل ما يطير في السماء من مخلوقات الله، أمم لها مجتمعات ونظم،
ولها لغات تتفاهم بها (يجتهد العلماء في فهم أصوات هذه اللغات حاليا بالنسبة لبعض
المخلوقات كالكلاب والأفيال والدلافين وغيرها).. يقول تعالى:
(وَوَرِثَ
سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ
وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)
بل
إن القرآن يذهب أبعد من هذا، فنعرف منه أن الهدهد رأى أفعال أهل سبأ وفهمها ونقلها
لسيدنا سليمان:
(فَمَكَثَ
غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ
بِنَبَإٍ يَقِينٍ {22} إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن
كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ {23} وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ
لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ {24} أَلَّا يَسْجُدُوا
لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا
تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ {25} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ
الْعَظِيمِ {26})
وتحذر
النملة قومها من جيش سليمان قائلة:
(حَتَّى
إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ
ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا
يَشْعُرُونَ)
ملحوظة:
هناك أبحاث حول أصوات النمل، لكن هناك أبحاثا أيضا عن لغة كيميائية يستخدمها النمل
في التفاهم، حيث يفرز روائح معينة تحدد الطريق أو تحذر من خطر وغير ذلك.
السؤال
هنا هو: ما هو التطور؟
ما
هو المخلوق الأرقى من هدهد يطير ويعقل ويتكلم؟
وهل
هناك مخلوقات أذكى وأكثر براعة وتنظيما من النمل؟
كل
مخلوق من مخلوقات الله صغر أم كبر هو معجزة بديعة في ذاته، ليس أقل شأنا ولا يحتاج
تطويرا.. وانظروا كم مليون إنسان تقتلهم الفيروسات والبكتريا سنويا رغم كل الأدوية
والتقدم الطبي الذي وصل إليه الإنسان، لتعرفوا من أكثر تطورا ممن!!
بالمناسبة:
هناك نوع من الدواب لم يظهر بعد، لكنه سيظهر في آخر الزمان كما
يحدثنا القرآن.. هذه الدابة لن تكلم الناس فحسب، بل ستحدد من منهم مؤمن ومن منهم
كافر، وهي ملكة لا يملكها البشر:
(وَإِذَا
وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ
تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ)
السؤال
للإخوة الذين يحاولون أن يوفقوا بين القرآن الكريم وخرافة داروين: ماذا سيكون رد
فعل الداروينيين حينما تخبرونهم عن هذا النوع من المخلوقات الذي لم يظهر بعد؟!!
الملحوظة
الثانية:
أن
الثابت في القرآن يقينا هو عكس خرافة التطور، وهو المسخ!
فالقرآن
يحدثنا عن أناس سخط الله عليهم فمسخهم قردة وخنازير:
(وَلَقَدْ
عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ
قِرَدَةً خَاسِئِينَ)
(قُلْ
هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ
اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ
الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ {60})
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.