أحتاجُ إليكِ
أحتاجُ إليكِ
للبدرِ الشاردِ في عينيكِ
للدفءِ الكامنِ في كفّيكِ
لرحيلي فيكْ
ما أجملَ أغنيةَ الأفلاكِ الْـ تَستهويكْ!
وفتونَ فَراشِ الرَّوْضِ إذا يأتيكْ
ونقاوةَ طلِّ الفجرِ إذا يَرويكْ
وشَجَا الألحانْ
إنّي أتأمّلُ فيكِ كما الفنّانْ
إحساسي أضحَى فُرشاتي وأنا الألوانْ
أرسمُ أحلامي أزهارًا في حقلِ حنانْ
والكونُ يُغنّي
بهجتُهُ مِنّي
يَنثالُ كَكِلْماتٍ عطشَى تتناغمُ في معنى الحُسنِ
ويَرِفُّ بأجنحةِ عطورٍ تَتضوّعُ من زهرِ الغصنِ
ويسافرُ في هُدْبٍ طالَ إلى آفاقِ شرودْ
يتخلّلُ ليلا مُزدانًا
ببدورٍ تَسكنُ عينيكِ
ببدورٍ تَسكنُ عينيكِ
يَبغيها قلب ملهوفٌ
من أزلٍ يحتاج إليكِ
***
أحتاجُ إليكِ
كحنينِ اللحنِ إلى الأوتارْ
إبحارِ الفجرِ الخَصبِ إلى الأزهارْ
أو شوقِ الجمرِ لِطعمِ النارْ
فأنا في قُربِكِ أعرفُني
في سَلَسٍ تَنفَكُّ الأسرارُ المعقودةْ
تَنداحُ خطوطُ المعنى، يَغتالُ قيودَه
كالراهبِ أوغلَ في الترنيمةْ
يَنهالُ هسيسُ الريحِ الهامسِ في أذنيهْ
ينسابُ كنورِ الحلمِ إليهْ
يحكي أسرارَ سنينِ الصمتِ الشامخِ في صحراءِ الخَلوةْ
يُفصحُ عن معنى رقصةِ كلِّ سرابْ
ما الشمسُ بِغَضْـبَى
لكنْ تحتاجُ لِمَنْ يَرويها بالألحانِ غَداةَ العشقِ السارّْ
كي تُفصحَ عن نجواها في رقصاتِ سرابٍ حارّْ
يَشتدُّ فيهفو الجمرُ لطعمِ النارْ
***
ما أعذبَ أن يَنداحَ الليلُ بطولِ سُهادْ
يَترامَى حتّى أُفْـقِ النجمةِ للمشتاقْ
يَتهادَى همسُ الحبِّ إلى الآفاقْ
يتشبّعُ فيه نسيمُ العطرِ منَ التنهيدْ
تَذوِي صحْراءُ الفكرِ برَوضِ الغِيدْ
تَعلو مملكةُ العشاقْ
نمشي لِحدودِ الزَّهرِ على خدّيكِ
وشخوصِ بدور الليلِ إلى عينيكِ
ويغنّي قلب يَحويها ويهيمُ إليكِ
آهٍ
هلْ طالَ الليلُ لِمعنَى الوَجدْ؟
ما أقصرَ ليلاً وحكاياتٍ في دفءِ الجمرْ!
ما أقصرَ حلمًا يَستعذبُ أنْ يُولَدَ مِن عمرٍ عمرْ!
آهٍ يا ليلْ
لكنْ.. سيجيءُ الفجرُ لِيُبحرَ بالأنوارِ إلى الأزهارْ
تتفتّحُ عنكِ زُهوري العطشَى
ـ من لوعةِ عشقٍ ـ للنارْ!
محمد حمدي غانم
1996
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.