المتابعون للمدونة

الأحد، 13 أبريل 2014

غيرة


غيرة 

اكتُمي حُبّي عن الأزهارِ عن ضِحْـكِ البدورِ
لا تَبُـثّي الشوقَ إلا بينَ حِضني في غُروري
إنّني خِلٌّ أغارُ عليكِ مِن شدوِ الطيورِ
بل أغارُ عليكِ منّي أنْ تَضيعي في هَديري
لا تُذيعي الوجدَ جَهرًا، ذاكِ بابٌ للشرورِ
يَفتِنُ الغاوينَ حتّى يَطمعوا ـ فَوْحُ العطورِ
أبعدي العُـذّالَ كيلا يَحسُِدوا نبعَ السرورِ
إنَّ سِرَّ العشقِ يَحيا بينَ نَبْضاتِ الصدورِ
خَبِّـئي الأشواقَ حتّى تَنثُريها في حُضوري
واكتُمي عِطري إذا استَـنشَـقْتِ أنسامَ الزهورِ
إنْ سَقَى الأزهارَ حُبٌّ، بُحْـنَ تَوًّا بالعبيرِ
تَعكسُ الأحلامَ منّا رَقصةُ الماءِ النَّميرِ
غرَّدتْ عنّا الطيورُ وِشايةَ البدرِ المُنيرِ
ثم تَجري الريحُ تَحكي السرَّ للغَيمِ المَطيرِ
لا تَظنّي أنَّ قلبي ليسَ مُشتاقًا لِحُوري
ليسَ عِندَ الصَّبِّ أحلَى مِن صَفَا كأسِ الشُّعورِ
بَوحُ هذا الثَّغرِ عَذبٌ مُسْـكِرٌ لا كالخمورِ
إنّما أصْـلَى عَذابي.. آهِ مِن قلبي الغَيورِ!
لا تُلوميني كثيرًا إنّه طَبعُ الذُّكورِ!
بل كذا يَقضِي ضميري صونَ رَبّاتِ الخُدورِ
فاحفظي ما لي قَريرًا في دَفَا القلبِ الحريري
لو لنا في السَّعدِ حظٌّ كُنتِ في الدنيا مصيري
قد وَثِـقْـتُ الآنَ أنّي في فؤادِكِ كالأميرِ
فابدئي تاريخَ عشقي أنتِ يا أزهَى عصوري
وانهلي من نَهرِ شِعري يا مَدَى دَربي ونوري

محمد حمدي غانم
12/4/2014


* ملحوظة:
الدَّفا كلمة فصيحة، بتسهيل كلمة الدَّفاء، وهي مصدر الفعل دفئ دفئا ودَفاءً ودفاءة

 

هناك 3 تعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر