المتابعون للمدونة

السبت، 5 أبريل 2014

صباح ربيعي بلا كهرباء!


صباح ربيعي بلا كهرباء! 

قطعوا الكهرباء في التاسعة صباحا.. ونظرا لأنهم أعلنوا بالأمس أنها ستظل مقطوعة حتى الساعة الثانية ظهرا بحجة الصيانة (ولم نسمع نحن هذا الإعلان السعيد كالعادة)، فقد كان علي أن أملأ هذا الفراغ بأي شيء مفيد..

مساعدة أمي في تنظيف الغرفة وإخراج الوسائد والمراتب للشمس لم يستغرق سوى ساعة..

لهذا قررت أن أخرج لشم النسيم في هذا الجو الربيعي الرائع (بالمناسبة كان شم النسيم عند الفراعنة في بداية فصل الربيع، قبل أن يتم ربطه بحسابات رياضية معقدة بعيد الفصح المسيحي)

وهكذا خرجت بدراجتي، وتوغلت بين الأراضي الزراعية في اتجاه بحيرة المنزلة بعيدا عن العمران، واستمتعت بالشمس والهواء والنسيم وعبير الفول الأخضر والزروع الغضة، وبعض الذكريات الشاعرية التي أحب أن أهيم معها في هذا المكان منذ أن كنت في الجامعة.

أجمل شيء في هذه الأماكن البكر أنك لا تقابل إلا بشرا متفرقين على فترات زمنية متباعدة.. هدوء جميل، يمكّنك من أن تسمع هسيس الريح وحفيف الشجر.

لكن طبعا لا بد من بعض الكلاب الشرسة بين فينة وأخرى، وهذه أحترز لها ببعض قطع الحجارة.. فلدي رعب من الكلاب منذ أن عضني أحدها.. وللمفارقة كان هذا في القاهرة في آخر يوم من أيام التدريب الصيفي وأنا في إعدادي هندسة!.. يعني أفلتُّ من كل كلاب الريف الشرسة، ولم أفلت من كلاب القاهرة!

في طريق العودة كانت الريح في ظهري، وانطلقت بالدراجة بسرعة كبيرة على الطريق الأسفلتي.. نوع آخر من المتعة التي لم أمارسها منذ أمد :)

وحين عدت إلى البيت، وجدت أنني لم أضيع سوى ساعة أخرى!!

أجمل شيء في انقطاع الكهرباء، أنه يدفع الناس للبحث عن أشياء توقفوا عن فعلها في ضوضاء التقنية.. كانت إحدى جاراتنا تزور أمي وأبي، وأمضت معهما ساعة :)

خمس ساعات من انقطاع الكهرباء، هو عيد أسري سعيد يتزاور فيه الأهل والجيران :)

أعدت الوسائد والمراتب للفراش، وأخذت أنتظر صلاة الظهر والغداء بفارغ الصبر، فالوقت بطيء جدا ولا يمضي بدون كهرباء!!

وللأسف، الحاسب المحمول (لابتوب) لم يعمل لأكثر من نصف ساعة قبل أن يفرغ شحن بطاريته، لأني لا أهتم بشحنه كثيرا!!

قلبت بعض صفحات ديواني "دلال الورد"، فأوحت لي قصيدة "الملهمة" التي كتبتها على وزن المتدارك الأصلي "فاعلن فاعلن فاعلن" بوزن جديد لم أكتب عليه من قبل، فسجلت بيتا عليه في مسوداتي.

طبعا ملأت الوقت الممل ببعض المحاورات السياسية مع أبي وأمي، مبنية كلها على انقطاع التيار الكهربي بطبيعة الحال :).. دولة في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين أكبر أمنيات شعبها توفير الكهرباء لتشغيل ملايين الأجهزة الكهربية التي استوردها من آسيا وأوروبا على حساب زيادة الدين العام للدولة :)

فانتازيا مصرية صميمة بلا أدنى شك!!

وطبعا أحاول أن أتخيل كيف سيكون الصيف القادم في ظل هذه البداية الربيعية المبشرة!!

أسوأ شيء أنني لن أستطيع النوم بدون تكييف، ولن أستطيع الاستيقاظ بدون حاسوب وإنترنت.. أفضل شيء أن أبحث عن دولة أخرى أمضي فيها هذا الصيف!!

الحمد لله.. انتهت المعاناة في الواحدة والنصف، بعودة التيار الكهربي نصف ساعة مبكرا.. كرماء هم فعلا!!

أوصل الشواحن والحاسوب المحمول بالكهرباء، لأن عندي إحساسا أنهم سيعيدون قطع الكهرباء بعد المغرب.. فأربع ساعات ونصف من الصيانة لا تُحسب ضمن تخفيف الأحمال كما تعلمون!!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر