فارس من زمن العشق
يا بدري الباسمْ
كلُّ العشاقِ لعينيكِ المظلومُ وأنتِ بهذا الحسنِ
الظالمْ
لو كنا في الأزمانِ الوسطى
لتجمّعَ ضدَّكِ كلُّ رجالِ العالمْ
واتهموكِ بأنَّكِ ساحرةٌ
ولديهم في عينيك عليكِ دليلْ
وهنالكِ كنتُ سأرأسُ محكمةَ التفتيشِ أدينُكِ بالتضليلْ
فأنا المحمومُ الهاذي
منذُ ارتجفَتْ شفتاكِ بتمتمةٍ غامضةٍ ذاتَ سَهَرْ
وافترَّ الثغرُ الدامي عن لؤلئِه حينَ سَمَرْ
واختطفَ البدرُ الكامنُ في أهدابِكِ عقلي.. يا لَقمرْ
وأكيدٌ أني كنتُ سأحكمُ بالأشواقِ على خفقاتِكِ ألفَ أمَدْ
وبتقديمِكِ قُربانا للنارِ الجامحةِ بقلبي قَيْدَ مَسَدْ
فأراكِ تَموتينَ بعشقي
وبشوقٍ أدفنُكِ بصدري دونَ مَرَدّْ!
لكنّا في أزمانٍ أخرى
فيها يُهدي للساحرةِ العاشقُ دَبدوبا أو وَردةْ!
لتقولَ عليها تَعويذتَها في ليلاتِ الشوقِ.. الوغدةْ!
لا يَدري المسكين لأيِّ مصيرٍ مجهولٍ يتردَّى ببراءتِهِ
يُهديها العاشقُ دبدوبًا؟
مخدوعٌ يا لسذاجتِهِ!
أينَ رجالٌ كانوا اعتادوا ذبحَ القطِّ الأسودِ مهما أغواهم
هذا السحرْ؟
يُبقونَ الساحرةَ حبيسةَ ليلِ العشقِ لمطلعِ فجرْ
يَنتزعُ الواحدُ منهم قلبَ الساحرةِ الشريرِ ليَغمسَهُ
بالأشواقِ وبعضِ العطرْ
يا فاتنتي: أنا جِئتُكِ من ذاكِ العصرْ
كي أُخضعَكِ بحدِّ السيفِ وكأسِ الخمرْ
فانتظري منّي حينَ يَجيءُ الأمرْ
ما أحدٌ سيريحُ الغضبَ الكامنَ في أعماقِكِ غيري
لا شيءَ يُجابِه سحرَكِ إلا سحري
ما دربُك للحريةِ إلا أسري
طولَ العمرْ
محمد حمدي
غانم
23/9/2017