المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

شهادات تقدير من القراء


منذ يومين، أرسل لي قارئ عزيز من سكان مكة المكرمة رسالة يخبرني فيها بأنه قد أدى عمرة عن والدي الراحل رحمه الله، استجابة لرجاء طلبته في كتاب من الصفر الى الاحتراف برمحة قواعد البيانات في فيجوال بيزيك دوت نت الذي نشرته مجانا بعد نفاد طبعته صدقة جارية على روح أبي رحمه الله.

 
وقد تأثرت بهذا الموقف النبيل من الأخ العزيز جزاه الله خيرا وتقبل عمله وعظم له أجره، والذي لن اذكر اسمه إلا لو شاء هو، وشعرت بالامتنان له ولكل الأصدقاء الذين شجعوني بكلماتهم الطيبة عبر هذه الرحلة التي بدأت عام 2003.. لقد تلقيت آلاف الرسائل من القراء ما بين تشجيع واستفسار، واحتفظت ببعضها للذكرى، وأشعر الآن بالرغبة في مشاركتكم هذه الذكريات الجميلة.
 
وهذه هي مقدمة الكتاب، التي ألهمت الكثيرين للكتابة، ودفعت الكثيرين لمراسلتي بمجرد قراءتها:
 

هكذا نبتتِ الفكرة:
الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وبعد...
كانَ من فضلِ اللهِ سبحانَه، أن يسّر لي على مرّ السنواتِ الماضية، الاحتكاكَ بنخبةٍ من المثقّفينَ والموهوبينَ والمبدعينَ والمتميّزينَ في الفكرِ والأدبِ والعلمِ والبرمجة، ممن نأمل أن يشكّلوا جيلَ الصفوةِ والقدوةِ في المستقبلِ القريب، علّهم ينجحونَ في تغيير الواقعِ الكئيبِ من حولِنا، وما يُحدقُ بنا من تفاهةٍ وسطحيّةٍ وجهلٍ وابتذالٍ وانحرافٍ أخلاقيّ وفسادٍ في الضمائرِ وقصورٍ في الرؤيةِ وفشلٍ في التخطيط!.. (ليس هذا سبابا، إلا إذا اعتبرت الواقع سُبّة!!).
ومهما كانَ ما ثارَ بيني وبينَ بعضِ هذه النخبةِ من اختلافٍ في الرؤيةِ وتضاربٍ في وجهاتِ النظر، إلا إنّه لا سبيلَ إلى إنكارِ ما كانَ بينَنا من تأثيرٍ وتأثّر، وتقاسمٍ في الفكرِ والثقافةِ والمعرفة.
ومن بينَ هؤلاء، أناسٌ تعلّمتُ منهم الكثير، فكانَ خير ما تعلّمتُه منهم قدرتهم على العطاءِ بدونِ انتظارِ مقابل، فكأنّهم كائناتٌ نورانيّةٌ تضيءُ للسائرينَ في ليلٍ ذي ظلامٍ عميق.
من هنا نبتت فكرة هذا الكتاب، الذي أهديه لكلّ من يعشقونَ عالمَ البرمجةِ بما فيه من سحرٍ وابتكارٍ وتحدّي، آملا أن يكونَ في لغتنا الجميلةِ أيسرَ وأكثرَ تشويقًا، فربّما يغري شبابنا الصغارَ على تعلّم البرمجةِ مبكّرا، فيكونُ منهم المتميّزون والمحترفون.
 
 
لماذا أتجشّم هذا العناء؟:
أعرفُ أنّ الكثيرينَ سيتساءلون: ما هو الدافع الذي حداك لبذل هذا المجهود؟.. وإنّي لأجدها فرصةً مناسبةً لأنقلَ لكم فكرةً تعلمتها من احتكاكي بأناسٍ أكنُّ لهم كلَّ الودّ والاحترام.. هذه الفكرةُ تدورُ حولَ كونِ الإنسانِ جزءًا من مجتمعِه، لهذا فمهما كانت أقدار هذا الإنسان، فإنّ مصيرَه مرتبط بمصير هذا المجتمع، يسعدانِ معا ويشقيانِ معا.
فما فائدةُ أن تملِكَ في مجتمعٍ مُعدم؟
وما جدوى أن تشعرَ في مجتمعٍ متحجّر؟
وما قيمةُ أن تعرفَ في مجتمعٍ يجهل؟
وما هدفُ أن تفهمَ في مجتمعٍ متبلّد؟
وما مغزى أن تُبدعَ في مجتمعٍ متدنّي الذائقةِ والثقافة؟
لن يكونَ لكلِّ هذا قيمةٌ إذا لم يتشاركْ معك فيه أناسٌ آخرون، بحيث تعمّ الفائدة على الجميع، في إطارٍ من التعاونِ والودّ.
إنّ الحاجةَ للإحساسِ بالانتماءِ هي حاجةٌ من حاجاتِ الإنسانِ الحيويّةِ التي لا يستطيعُ العيشَ بدونِها، تماما كالطعامِ والشراب!.. ولكن.. هل يمكنُك أن تنتمي إلا لأناسٍ يرقونَ لمستوى خُلقكِ ومبادئك وثقافتِك وإبداعك؟؟!!
إنّ هذه دعوةٌ لكلِّ من يقرأُ هذه الكلماتِ أن يحاولَ أن يشاركَ الآخرينَ في معرفتِه وعلمِه، على الأقلِّ حتّى يجدَ من يقدّرُ هذه المعرفةَ ويحترمُ هذا العلم، في مجتمعٍ اختلّت به كلّ المقاييس!!، وحتّى ينطبقَ عليه قول الرسولِ (صلّى اللهُ عليه وسلّم): "خيرُ الناسِ أنفعُهم للناس".
 
عامّةً لا يخلو الأمرُ من مكاسبَ شخصيّة، فقد شرعتُ في هذا الكتابِ واضعًا في اعتباري الأهداف التالية:
1- أن أستثمرَ وقتي في شيءٍ يعودُ بالنفعِ عليَّ، وهو في ذاتِ الوقتِ ممتعٌ ومحبّبٌ إلى نفسي.
2- أن أشعرَ بأنَّ لي دورًا ـ ولو صغيرا ـ في المجتمع، فإنَّ أسوأَ كوابيسي هو خوفي من أعيشَ وأموتَ كأنّما لم أكن!!
3- أن أنتقل من الإصدار VB6 إلى الإصدار VB.Net، بطريقةٍ ربّما تكونُ أبطأ في التعلّم، ولكنّها أرسخُ في الذهن، وأسهلُ في الرجوعِ إليها عن القراءةِ السريعةِ المتطايرة.
4- أن أكتبَ مرجعا سهلا قويّا في البرمجة باللغةِ العربيّة، توسّمتُ في نفسي قدرتي على إنجازه، لأنّي أكتبُ الشعرَ والقصّةَ والروايةَ والمسرحَ منذ سنين، وللغةِ العربيّةِ عشقٌ مُبَرِّحٌ لا يبرحُ قلبي، بالإضافةِ إلى أنّ دراستي هندسيّة، وأحبَّ شيءٍ إلىّ كتابةُ الخيالِ العلميّ، ومارستُ البرمجةَ لمدّةِ خمسِ سنوات، فاتصلَ عندي طرَفٌ من الأدبِ بطرفٍ من العلم، ما جرّأني على خوضِ هذه المغامرة اللذيذة.
5- أن أضيفَ لنفسي تجربةً جديدةً في الترجمةِ، وخبرةً جديدةً في التأليفِ العلميّ، لا ريبَ أنّهما ستعودانِ عليَّ بالنفعِ في يومٍ ما.
6- أن أساهمَ في جعلِ الأمرِ أيسرَ على المتعلّمينَ، ليسَ فقط لأنّ هذا المرجعَ باللغةِ العربيّة، ولكن كذلك لأنّه كتابٌ الكترونيّ E_Book، ما يضمنُ سهولةَ انتشارِه ورخصَ تكلفتِه، في مقابلِ المراجعِ العربيّةِ الورقيّة التي تتكلّف قدرا لا بأسَ به من المال، وتكلفة تصويرها أغلى من ثمنها، ما يحصر فائدتها في نطاقٍ ضيّق!
7- أن أجدَ طريقةً أسهلَ لنقلِ معلوماتي لأصدقائي الراغبينَ في تعلّمِ البرمجة، بدلا من الشرحِ وجها لوجه، والذي يضيّعُ الكثيرَ من الوقتِ والجهد، وكثيرا ما لا يأتي بالفائدةِ المرجوّة.
8- كما أنّ عندي أملا في أن أكوّنَ مجموعةً برمجيّةً من عاشقي ومحترفي البرمجة، فلعلَّ هذا الكتابَ يكونُ سبيلي لاكتشافِ الكثيرينَ منهم.
9- نظرًا لأنّني أتوقّع أن ينتشرَ هذا المرجعُ بإذن الله، فقد قرّرت أن أستغلّه في نشر كتاباتي وكتابات صديقيّ (سامح حسن النجّار) و(عمر محمود هاني)، لهذا فقد أضفت القسم المسمّى (نجم الخيال)، ووضعت فيه نخبةً منتقاةً من أعمالنا الأدبيّة.. أتمنّى من الله أن تروقَ لكم.
ألا تعتقد أنّه أمامَ كلِّ هذه الأسبابِ أيُّ تعبٍ يهون؟ 
والله وليّ التوفيق
محمد حمدي غانم
10 / 1 / 2003
رسالة من صديقي العزيز هاني أحمد في عام 2010.. راسلني هاني كثيرا عبر عدة سنوات، وفاجأني مرة في عيد العلم برسالة يهنئني فيها بعيد العلم باعتباري أستاذه وهو شرف كبير لي، فجزاه الله خيرا وقدر له الخير حيث كان
 
دعتني د. سلوى حمادة لإلقاء ورقة أتكلم فيها عن تجربتي العملية في ترجمة مرجع برمجي إلى اللغة العربية، في ورشة عمل عن التدريب والتعليم باللغة العربية في مجال الحاسب.. كتبت الورقة بالفعل، وأضيف اسمي كما ترون ضمن المحاضرين، لكني لم أذهب حينما علمت أن المكان في الجامعة الأمريكية، لأن أمريكا كانت تحتل العراق ولا يعقل أن نتعامل مع الأعداء بشكل طبيعي وكأنهم لم يقتلوا مئات الآلاف من العراقيين بدم بارد!
 
 


 




















 


 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر