المتابعون للمدونة

الخميس، 21 سبتمبر 2017

عقول للبيع!


عقول للبيع! 

في مصر، سيقام معرض في هليوبوليس الشهر القادم اسمه معرض هجرة الكفاءات إلى استراليا وكندا.. طبعا هذا يحدث يوميا منذ عقود بدون الحاجة الى معارض.. الجديد فقط هو أننا أصبحنا رسميا منتجات في معارض!!
إن فرض التعليم الإلزامي على العالم بمواثيق حقوق الإنسان هدفه كشط العباقرة والمبدعين والكفاءات من دول العالم الفقيرة والمتخلفة.. أمريكا وأوروبا تستلم هدايا عقلية بمئات المليارات سنويا قادمة من دول العالم الثالث.. ولكي لا يهرب هؤلاء يجب إفراغ التعليم الحكومي من 80% من الطلبة وتسخيرهم لتعمير الصحراء وبناء المصانع.. دولة من المتعلمين مثل جيش كله ضباط.
هذا تعليم استعماري ابتدعته دول كانت تحتل خريطة العالم وتسرق ثرواتها وتعين خريجيها في الجيوش وفي إدارة المستعمرات.. اليوم هذه الدول تعاني من البطالة والديون بعد خسارة مستعمراتها رغم أن شركاتها مستمرة في نهبنا ورغم أن سكانها يقلون سنويا بسبب انخفاض معدل الإنجاب!
تخطت ديون الولايات المتحدة هذا العام 20 ترليون دولار، وهي أعلى من ناتجها القومي والمفروض أن تعلن إفلاسها، لولا أنها تطبع الدولارات وترغم دول العالم على تخزينها كاحتياطيات نقدية حتى لا ينهار سعرها.. وطبعا أشعلت الحروب في الشرق الأوسط لتبيع السلاح، وجعلت السعودية تبيع البترول بربع سعره، وتعطي لترامب نصف تريليون دولار.
ولكن كل هذا لن يجدي ما لم يتم تغيير نمط التعليم الاستعماري الذي ستفلس كل دول العالم بسببه!
التعليم للجميع حرث في البحر وتضييع للصفوة.. الصواب أن تكون المعرفة للجميع عبر وسائل الإعلام والثقافة والانترنت وغيرها من شبكات المعرفة.. أما التعليم الأكاديمي فلمن منحهم الله مؤهلاته العقلية، ويمكن فرزهم سريعا بعد أربع سنوات ابتدائية تعلم الجميع القراءة والكتابة والحساب والحاسب الآلي، ويُفرز التلاميذ بعدها إلى ثلاث مسارات:
- تعليم منزلي عن بعد للفتيات يركز على تنشئة ربة بيت فاهمة ومربية ومنتجة.. وهذا لكل الفتيات بلا استثناء، فوجودهن في المدارس وسوق العمل زحم الفصول وضاعف البطالة والعنوسة ولم يقدم شيئا يذكر.
- تعليم حرفي يركز على المهارات اليدوية ل 80% من الذكور.
- تعليم أكاديمي لأصحاب الملكات العقلية لباقي الذكور.
 سيحدث ما أقول بأي الطرق.. ابحثوا عن السوريين والعراقيين واليمنيين واسألوهم عن التعليم فيم أفادهم وأين هو الآن!.. هذه منظومة تلتهم نفسها وتفقر دولها ومآلها الثورات والحروب الأهلية.. وأنا أقول دائما: ما لا يفعله الأذكياء استباقا سيفعله الأغبياء اضطرارا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر