المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

أنثى تتجدد لذتها


أنثى تتجدد لذتها 

تَشغَفُني طِفلةُ قلبٍ
أنثى تتجدّدُ لذتُها
بَسمتُها تمحو الآلامْ

لا يُنهكُها وجعُ العمرِ وإحباطُ الأحلامْ

يُسعدُها من عشقي مَسُّ أناملِها
يُضحكُها قولٌ عاديٌّ جدًّا
لا تَعبأُ بالأشياءِ وبالأرقامْ

تتحمّسُ أن نركضَ كالطفلينِ على الطرقاتْ

نرسمُ بأصابعِنا قلبا فيه اسْمانا
فوقَ زجاجِ السياراتْ

نصمتُ حين يُناجي
- عندَ غروبِ الشمسِ -
نسيمُ النيلِ هوانا في دفءِ النظراتْ

أنثى يَعزفُها شِعري بالخفقاتْ

تبتكرُ اللهفةَ
تُلبِسُ كلَّ قديمٍ ثوبَ جديدٍ، وتُطرّزُه بالبهجاتْ

تَسكبُ بعضَ الدهشةِ في أكوابِ العمرِ،
وترتشفُ العشقَ بقلبٍ يحتضنُ اللحظاتْ

أنثى يتجدّدُ معها رَونقُ نفسِ اللحظةِ آلافَ المراتْ!

حينَ تحدّقُ مشدوهًا في عينيها مثلَ سماءْ

فيها تَسبحُ للأبديةِ بجناحيكَ وتعلو.. تسمو كالأضواءْ

تسمو عشقًا حتى تتناغمَ في عينِكَ كلُّ الأشياءْ

وتكونُ سعيدًا
حينَ تطيرُ بعيدًا
تمرحُ في الأجواءْ

وتعودُ إليها ملهوفا
فيَشدُّكَ نفسُ جلالِ العطرِ ونفسُ نقاءِ الماءْ

ويشدُّكَ إجهادُ ملامحِها من أعمالِ البيتِ ليبقى واحتَكَ الغنّاءْ

ويشدُّكَ همسٌ في سجدتِها،
يَخشعُ قلبُكَ حينَ تَخصُّكَ فيه بخيرِ دعاءْ

لم يَخرجْ من جنّتِه آدمُ يوما.. جنّتُه حواءْ

وتشدُّكَ حكمتُها
حينَ تراها جالسةً قربَ النافذةِ تقلّبُ في صفحاتِ كتابْ

وتشدُّكَ حينَ تُداعبُ زهراتٍ يُهديها للدنيا حبُّكما بجمالٍ خلاّبْ

ويشدُّكَ طعمُ حنانِكَ في إغفاءتِها
كالقطّةِ فوقَ أريكتِها
كانت تنظرُ - شوقَ رجوعِكَ ليلا - صوبَ البابْ

حينَ تَراخَى
- فوقَ ضِيا عينيها سهوًا عنها -
هذا الكحلُ الذائبُ في الأهدابْ

وتشدُّكَ طُرَّتُها، بَسمتُها، وتَقَوُّسُ حاجبِها باستغرابْ

وتشدُّكَ تَقطيبتُها، دمعتُها، وتكوُّمُها بينَ يديكَ بكلِّ عتابْ

ويشدُّكُ كيفَ تعيدُ
- بنظرةِ صفوٍ دامعةٍ في عينيها -
بقواميسِكَ تعريفَ خصامِ الأحبابْ!

وتشدُّكَ حينَ تراها تتخيّرُ بعضَ الأثوابْ

لا يَعنيها إلا أن تَلمحَ في عينِكَ مشتاقا نظرةَ إعجابْ

وتشدُّكَ من كفّيكَ إلى جنّتِها وتُذيقُكَ أشهَى الأعنابْ

وتراها ذاتَ صباحْ
تَعبَقُ كالزهرِ الفوّاحْ
وَهْيَ تقلّبُ كوبَ الشايِ وتحكي شيئًا
شيئا ما
تشردُ مبتسما
تتداخلُ كلُّ الأنغامْ

تكبرُ تلكَ الطفلةُ عاما، عامينِ، ثلاثةَ أعوامْ

ما أسرعَ ما تعدو الأيامْ

والوقتُ الحُلوُ يمرُّ سريعًا في رشفاتِ الشايْ
في همساتِ النايْ
في لحظاتٍ تَمزجُ طعمَ الحلمِ بطعمِ الذِّكرَى في ثَغرٍ بسّامْ

يتغيرُ موضعُ شمسِ العمرِ رُوَيدًا
تتغيرُ أرقامُ الأعوامْ

لكنْ لا يكبرُ قلبُ الطفلةِ يومًا
لا يَنضُبُ نبعُ الإلهامْ

محمد حمدي غانم
8/12/2017

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر