المتابعون للمدونة

الاثنين، 15 يناير 2018

جدي كامل




ربع قرن مضى على وفاة جدي الناظر أ. كامل الحديدي غانم رحمه الله في يوم 12/1/1993، وبعد أربعة أيام من وفاة جدي فؤاد عتمان رحمه الله.
الاسم الرسمي لجدي هو محمد كامل، وهو اسم مركب، لكنه اشتهر باسم كامل.. بالمناسبة: جدي فؤاد كان اسمه الحقيقي محمد لطفي واسم الشهرة فؤاد، قبل أن يغير اسمه رسميا ويصير فؤاد، ومن الطرائف أنه تهرب من التجنيد في فترة الحرب العالمية الثانية (حينما كان التجنيد معاونة للاحتلال الإنجليزي) لأنهم كانوا يبحثون عن محمد لطفي ولا أحد يعرف شخصا بهذا الاسم :).. في تلك الحقبة كان الناس مغرمين بالأسماء المركبة التي أول اسم منها محمد، وبهذا يجمعون بين اسم الرسول وأي اسم آخر يحبونه.. وقد صدر قانون بعد ذلك يمنع هذه الأسماء المركبة.
كان جدي كامل غانم مدرسا للغة العربية، ثم ناظرا للمدرسة، وما زلت أقابل من الأجيال الأكبر مني من يخبرونني أنه كان ناظرا عليهم في المرحلة الابتدائية، ويكنّون له كل التقدير والاحترام.. وكان للمدرس في ذلك الزمن هيبة، حتى إنهم يقولون لي إنهم وهم أطفال لو لمحوه قادما من شارع، كانوا يهربون إلى شارع آخر، خوفا من أن يعاقبهم على إهمال المذاكرة.

ومما حُكِيَ لي عنه، أنه رحمه الله كان يذهب ساعة مبكرا إلى المدرسة، ويجمع الطلبة في الفصول قبل بدء اليوم الدراسي، ويمر على كل فصل يراجع معهم جزءا من المنهج ويعطيهم سؤالا يحلونه، ثم يسرع إلى الفصل التالي ليشرح لهم ويعطيهم سؤالا، ثم يهرع إلى فصل ثالث وهكذا حتى يشرح للسنوات الدراسية كلها، ثم يعود إلى الفصل الأول ويواصل على نفس المنوال.. كان حريصا على مساعدة التلاميذ في زمن كانت فيه الأسر فقيرة ولم تكن الدروس الخصوصية منتشرة حينها.
بعد خروج جدي على المعاش، تولى العناية بمسجد قريب من البيت، وكان يحضر الشباب لتنظيفه ويزوده بالمصاحف والاحتياجات الضرورية.. وأذكر أنه في تلك المرحلة أهداني مصحفا لأني كنت أذهب إلى الكتاب لحفظ القرآن الكريم.

كان جدي يعيش في بيته الخاص، وهو بيت متواضع من طابق واحد لكن كانت مساحته فسيحة (اشترى المتر بـ 15 قرشا!)، وكان للبيت له فناء داخلي كانت جدتي رحمها الله تربي فيه الطيور.. في الصورة يظهر جدي وبجواره عمي أحمد أكبر أبنائه، وبجواره أبي، وهم على سطح بيت جدي.. رحمهم الله جميعا، ورحم جدتي وعمتي عفت، وجمعهم في جنة الخلد.

 
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر