المتابعون للمدونة

الخميس، 25 يناير 2018

كتبي البرمجية تبلغ عامها العاشر


كتبي البرمجية تبلغ عامها العاشر

بفضل الله وحمده، اليوم الذكرى العاشرة لبداية صدور كتبي البرمجية المطبوعة "من الصفر إلى الاحتراف" عن فيجوال بيزيك دوت نت و سي شارب.. تابعوا القصة.

في مثل هذا اليوم منذ عشر سنوات، صدر أول كتاب لي في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو كتاب: "فيجوال بيزيك وسي شارب: طريقك المختصر للانتقال من إحدى اللغتين إلى الأخرى".. وقد بذلنا جهدا خرافيا لنحاول أن نصدر معه مرجع "من الصفر إلى الاحتراف: فيجوال بيزيك دوت نت 2008" وأنهيت مراجعته وتمت طباعته فعلا، لكنه تعطل بسبب تصميم الغلاف، ولم يصدر إلا بعد انتهاء معرض الكتاب.
بدأ هذا المسار في عام 2002، حينما ذهبت إلى 6 أكتوبر للقاء صديقي م. محمد عبد العال الذي كان يعمل حينها في أحد المصانع هناك.. يومها رحنا نتناقش في كل شيء، ونحلم بمستقبل أفضل لمصر والبلاد العربية، فتطرق الحوار إلى طموحه عن تعريب علوم الحاسب، لتصل إلى أجيال أصغر، لأنه يطمح إلى أن ينجز شيئا في البرمجة، ويحتاج إلى فريق محترف، وهذا لن يكون إلا إذا تعلموا باكرا.. وقد أعجبتني الفكرة، وكانت Visual Studio .NET قد ظهرت في تلك الفترة، وكنت أشعر فيها بالغربة لأنني مبرمج VB6 والقفزة كانت هائلة، وكنت أفكر بترجمة أحد المراجع فيها لكني كنت مترددا ومتكاسلا، لكني بعد سماع فكرته الطموح، قلت له في حماس إنني سأضطلع بنصيبي من هذا المشروع، وسأترجم مرجع Mastering VB.NET.. وقد شرعت في هذا العمل فعلا، واستغرق الكتاب حوالي 10 شهور من العمل الشاق، ونشرت أول نسخة منه بفضل الله على الإنترنت في أبريل عام 2003 بعنوان "احتراف فيجوال بيزيك دوت نت" ثم نشرت نسخة أخرى منه فيها فصول إضافية بعد ذلك ببضعة أشهر.
وقد أهداني صديقي الطبيب د. أيمن سعد موقعا لرفع الكتاب عليه، وكذلك فعل صديقي م. أحمد أبو المعاطي (وهو زميل في الكلية وفي المدينة الجامعية ويعمل في مجال البرمجة) وكذلك فعل أيضا أ. مرعي بن قماش.. وأنا أجدد الشكر لكل من ساهموا في نشر هذا الكتاب.
وقد تم تحميل هذا الكتاب من موقعي في عامين فقط 95 ألف مرة قبل أن تنتهي مدته.. لكني لم أشغل بالي بعدها بعمل موقع للكتاب، لأنه ببساطة موجود في كل المكتبات الالكترونية منذ ذلك الحين وحتى اليوم بفضل الله، وتم تحميله أكثر 60 ألف مرة من موقع "كتب الحاسب العربية" على سبيل المثال لا الحصر (هذا حتى عام 2010.. للأسف الموقع متوقف حاليا)، ومعظم المبرمجين الذين قابلتهم في شركات البرمجة لديهم نسخة من هذا الكتاب، بل إني قابلت شابا عاشقا للبرمجة في إحدى مرات استدعائي في الجيش وكان عنده الكتاب أيضا، ووجدت مستواه جيدا في البرمجة، رغم أنه خريج كلية التربية الرياضية.
وقد حاولت بعد هذه التجربة كتابة مراجع أخرى، لكني لم أمتلك الحماس الكافي لإكمال ما بدأته.. هناك مرجع عن برمجة الشبكات بدوت نت بدأت فيه 3 فصول منذ أكثر من 12 سنة ولم يكتمل حتى اليوم!
لكني أذكر في 2007 أني قلت لصديقي المبرمجين م. سامح دبور وم. أحمد درغام زميلي في العمل في شركة البرمجة حينها، أنه ليس من الذكاء ألا أحاول استثمار نجاح وشهرة ذلك المرجع في طباعة مراجع غير مترجمة من تأليفي. وسبحان الله حدث هذا في نهاية نفس العام بغير تخطيط مني!

كنت في العباسية متجها إلى المؤسسة العربية الحديثة لأعرض عليهم نشر سلسلة الخيال العلمي رفاق الخطر التي أكتبها، وفي الطريق إليهم كنت أمر أمام هندسة عين شمس فلفت نظري ﻻفتة مكتبة المهندسين للنشر والتوزيع، فقررت أن أمر عليهم أثناء عودتي لأعرض عليهم نشر كتاب في البرمجة.. وبالفعل، قابلت زوجة صاحب المكتبة، فطلبت مني أن أكتب شيئا وأريه لها.. وأثناء عودتي، قررت أن أجرب طريقا جانبيا مختصرا بدﻻ من العودة إلى ميدان عبده باشا، فوجدت فيه منفذا لمكتبة دار المعرفة، فقررت أن أعرض عليهم نفس الأمر.. ولحسن الحظ كان م. مجدي صالح المسئول عن المكتبة موجودا في ذلك المنفذ حينها، فأخذ الأمر بجدية ودعاني للذهاب إلى المكتبة في الشارع المجاور وجعلني أكلم د. م. نادر هاتفيا، فطلب مني أيضا أن أكتب كتابا وأعرضه عليه.

تحمست للأمر، وقررت أن أكتب كتابا صغيرا للتجربة، فكتبت كتابا يشرح الفروق بين فيجوال بيزيك وسي شارب، وأنهيته في أسبوع، وذهبت لمقابلة د. نادر في مكتبه في هندسة شبرا، ومعي فصل مطبوع من الكتاب وقرص ضوئي عليه نماذج من أعمالي الأدبية وكتاب البرمجة القديم، فاتفق د. نادر معي على تفاصيل النشر، وحدد موعدا لتوقيع العقد في المكتبة، فسألته مندهشا:
-      ألن تقرأ شيئا من هذه النماذج أوﻻ لتتعرف على أسلوبي؟
فأجابني بثقة عجيبة:
-      ﻻ يمكن أن يكتب شخص كل هذا دون أن يكون لديه شيء يقوله.
وهي الثقة التي ملأتني بالحماس، فكتبت مرجع من الصفر إلى الاحتراف فيجوال بيزيك دوت نت ٢٠٠٨ في شهرين، بمعدل كتابة ١٤ ساعة يوميا على الأقل، وكان حجمه أكبر من ١٢٠٠ صفحة، فاضطررت إلى تغيير نوع الخط من Simplified Arabic إلى Arabic Transparent لأن المسافة بين السطور فيه أضيق، كما صغرت حجم الخط من ١٤ إلى ١٣ .. وبهذا وصل الكتاب إلى ٩٤٠ صفحة.. ورغم تخوفه من الكتب التي بهذا الحجم، فقد نشره د. نادر، وكان أسرع كتبي نفادا.. وقد اختصرت حجمه في طبعة ٢٠١٠ إلى ٨٢٤ صفحة بنقل الأكواد الطويلة إلى القرص الضوئي، ثم اختصرته مرة أخرى في طبعة ٢٠١٥ إلى ٥٠٠ صفحة فقط بإزالة شرح مكتبات فيجوال بيزيك ٦ واختصار فصل تاريخ الحاسب، ونقل بعض الفصول إلى كتب أخرى.
 وبعد أن وقعت عقد الكتاب مع د. نادر، قلت له إن لدي رغبة في عمل نسخة من نفس الكتاب بلغة سي شارب، فوافق أيضا قبل حتى أن يعرف إن كان الكتاب الأول سيباع أم ﻻ!
مثل هذه الثقة من الناشر هي أغلى ما يبحث عنه الكاتب.. والحقيقة أن د. نادر الجندي هو الوحيد في مصر كلها الذي غامر بنقوده لاقتناعه أنني اكتب شيئا له قيمة وفيه فائدة.. بعد ذلك قابلت ناشرين يريدون التعامل معي في كتب البرمجة، بناء على كتبي المنشورة، لكن عروضهم لم تكن أفضل، ولم يكونوا بنفس الجدية، ولم أثق بهم.
لمثل هذا كنت أتساهل مع د. نادر في كثير من الأمور، ففي النهاية هو الشخص الذي وثق في موهبتي واستثمر فيها نقوده، وقد قادني إليه القدر بمجموعة مصادفات عجيبة، فنجحت من أول محاولة في العثور على ناشر لكتب البرمجة التي لم أكن كتبتها بعد، ولم أنجح حتى اليوم في العثور على ناشر لرواياتي وسلاسلي التي كتبت منها حوالي ٥٠ رواية عبر أكثر من ربع قرن من الزمان، وهي مدرستي الأولى التي لوﻻها ما كتبت كتابا في البرمجة!
وقد نشر لي د. نادر في العشر سنوات الماضية 14 كتابا مختلفا، أعيد طبع بعضها مرة أو أكثر.
شكرا لك د. نادر على ثقتك الغالية، وجعل ما تنشره من كتب العلم في ميزان حسناتك.

والآن، أنا على أعتاب تجربة جديدة، فهذا العام لن أطبع كتبي ولن تنزل معرض الكتاب، بل أجهزها للبيع كنسخ الكترونية، كل نسخة محمية للعرض على جهاز شخصي واحد، وهذا حتى أتجاوز صعوبات إرسال الكتب بطرود بريدية التي عاقتها عن الوصول إلى الكثير من الدول العربية.. أنهيت تحديث معظم الكتب إلى إصدار دوت نت 2017، وعلى وشك الانتهاء قريبا بإذن الله.

كما سأطبع بعض النسخ من كل كتاب على حسب الطلب، لإرسالها للراغبين في النسخة المطبوعة بالطرود البريدية داخل مصر وخارجها.. وأتوقع من الأخوة الكرم نفس التشجيع والمساندة التي عهدتها منهم في المراحل السابقة.. دعواتكم.

أما بالنسبة للكتب الجديدة عن ASP.NET و Entiry Framework و XAmarin وغيرها، فستأتي تباعا بإذن الله، لكنها ستكون مطبوعة أولا، إلى أن أرى تقييم تجربة النشر الالكتروني.

شكرا لكل من أرسل لي رسالة أو تعليقا يحمل التقدير والتشجيع طوال السنوات السابقة.. وشكرا لكل من أرسل ينبهني لخطأ برمجي أو إملائي.. وشكرا للإخوة العرب الذين وثقوا بي وحولوا نقودا لأرسل لهم الطرود بغير سابق معرفة بيننا.. وشكرا لقراء هذه الصفحة للمتابعة والتشجيع.
وكل عام وأنتم بخير.
ومن يدري، لعلنا بإذن الله نحتفل معا بمرور عشر سنوات إضافية على استمرار التجربة، رغم ما تلاقيه من مصاعب.
والله ولي التوفيق

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    ما يميز كتبك يا بشمهندس محمد هو العمق والامانة التي تكتب بها, فهي تختلف عن كثير من الكتب العربية في نفس المجال التي وجدتها سطحية لا تشرح سوي القشور وتفتقد لأهم شيء هو الامانة والاتقان.

    قارئك المخلص
    أشرف محمد

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام:
      جزاك الله خيرا أ. أشرف.. شهادة أعتز بها
      تحياتي

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر