المتابعون للمدونة

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

13- البحث عن الضلال

أبدع حاسب وأبدع نظام تشغيل
13- البحث عن الضلال

تعرفون كيف يبدو هؤلاء المستكبرون عن الاعتراف بإعجاز الله الظاهر في خلقه؟.. إنّهم كمن ربطوا أعينهم كي لا يرَوا الضوء، ثمّ راحوا يُقسمون بأغلظ الأيمان إنّ العالم مظلم ولا ضوء فيه!
انظروا كيف يطلب عالم التطور الشهير (ريتشارد داوكينز)، من الناس "ألا يتسرعوا بالاستنتاج بأنهم قد شاهدوا معجزة، حتى لو شاهدوا تمثالاً يلوِّح لهم بيده.. ربما تصادف أن كل الذرات في ذراع التمثال قد تحركت في نفس الاتجاه في آن واحد.. إنه احتمال ضعيف بالطبع، ولكنه ممكن"!
طبعا هذا ليس فلتة.. وانظروا معي لبعض نماذجهم.. أنقلها من كتاب (هارون يحيى) الرائع "خديعة التطوّر"[1]:
-  يقول أستاذ علم الوراثة الشهير في جامعة هارفارد (ريتشارد ليونتن)، وهو من المجاهرين بآرائهم لصالح نظرية التطور:
"ليس الأمر أن الوسائل أو القوانين العلمية تجبرنا بشكل ما على قبول التفسير المادي للعالَم المدرَك بالحواس، ولكن على العكس، فنحن مدفوعون ـ بتمسكنا البديهي بالأسباب المادية ـ إلى خلق أداة للبحث ومجموعة من المفاهيم تُنتِج تفسيرات مادية، مهما كانت مخالفة للبديهة وغامضة لغير المطَّلع.. وفوق ذلك فإن المادية مطلقة، ولهذا فلا يمكننا السماح لتفسير إلهي بأن يأخذ مكانه على الساحة".
-  ويشرح روبرت شابيرو ـ أستاذ الكيمياء في جامعة نيويورك، الخبير في خبايا الحمض النووي DNA ـ اعتقادات أنصار نظرية التطور وإيمانهم بالماديات الكامن خلف هذه الاعتقادات بقوله:
"يجب التوصل إلى مبدأ تطوريّ يستطيع أن يوصلنا من مرحلة خليط المواد الكيميائية البسيطة التي نتكون منها، إلى أول جهاز أو عضو له خاصية وصفة القدرة على الإعادة والتكرار Replicator ( مثل DNA أو RNA).. ويمكن إطلاق اسم التطور الكيميائي أو تنظيم المادة لنفسها ذاتيا على هذا المبدأ.. ولكن لم يتم حتى الآن تعريف هذا المبدأ بشكل دقيق وتفصيلي، بل لم تتم البرهنة على وجوده أصلا حتى الآن.. ويتم الإيمان بوجود هذا المبدأ كنتيجة للإيمان بالمادية الديالكتيكية"
-  ويُعد عالم الأحياء الألماني (هومر فون ديثفورت) ـ وهو أحد دعاة التطور المشهورين ـ مثالاً جيداً لهذا الفكر المادي المتعصب.. فبعد أن قدّم (ديثفورت) مثالاً على التركيب المعقد للغاية في الكائنات الحية، يواصل الحديث فيقول:
"هل من الممكن فعلاً أن يكون مثل هذا التناغم والتوافق وليد الصدفة وحدها؟.. هذا هو السؤال الرئيسي في قضية تطور الأحياء.. إن الإجابة عن هذا السؤال بـنعم هي بمثابة تأكيد للإيمان بالعلوم الطبيعية الحديثة.. فمن الوجهة النقدية، يمكننا القول إن مَن يقبل العلوم الطبيعية الحديثة ليس لديه خيار آخر سوى أن يقول نعم، لأنه يهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية بطرق مفهومة ويحاول استنتاجها من قوانين الطبيعة، دون الاعتماد على تدخل أمور ميتافيزيقية.. ومع هذا، وعند هذه النقطة، فإن تفسير كل شيء بواسطة قوانين الطبيعة (أي بواسطة المصادفات) هو علامة عجزه عن اللجوء إلى شيء آخر، فماذا عساه يفعل سوى الإيمان بالمصادفات؟"
-       ويقول العالم التركي (علي دميرصوي):
"الحقيقة أن احتمال تكوُّن سلسلة Cytochrome-c بالصدفة هو احتمال ضعيف جداً يكاد يكون صفراً، أي أنه إذا تطلبت الحياة سلسلة معينة فيمكن القول إن احتمال تكوّن هذه السلسلة هو مرة واحدة في حياة الكون، وإلا فلا بد أن تكون قُوى ميتافيزيقية تفوق إدراكنا قد تدخلت في الأمر.. وقَبول هذا الفرض الأخير لا يناسب الأهداف العلمية.. إذن لا بد لنا من النظر إلى الفرص الأول!"
-       ويقول (دميرصوي) أيضا:
"إن لب المشكلة هو كيفية حصول الميتوكوندريا على هذه الخاصية، لأن الحصول عليها بالصدفة، حتى بواسطة فرد واحد، يحتاج إلى اجتماع احتمالات لا يستطيع العقل تصورها.. فالإنزيمات التي تتيح التنفس وتعمل كعوامل مساعدة للتفاعلات في كل خطوة وبأشكال مختلفة تمثل لب الآلية، فلا بد أن تشتمل الخلية على هذه السلسلة من الإنزيمات بالكامل، وإلا أصبح الأمر بلا معنى.. وهنا، فإننا لكي نتفادى اللجوء إلى تفسير أكثر تعنتاً أو إلى التكهن، فنحن مضطرون إلى أن نقبل ـ وإن كان ذلك على مضض ـ فكرة الوجود المسبق لكل إنزيمات التنفس في الخلية قبل تعرضها للمرة الأولى للأكسجين، بالرغم من كون ذلك مخالفاً للتفكير العلمي البيولوجي"
-       باختصار، يقول (غراسيه):
"الصدفة جعلت من نفسها إلهاً يُعبَد خفية تحت غطاء الإلحاد!!"
-  وهو ما يؤكده لنا عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي، الدكتور (مايكل بيهي) ـ وهو أحد الأسماء المشهورة التي تؤيد نظرية التصميم الذكي (Intelligent Design) التي لاقت مؤخراً قبولاً كبيراً في الأوساط العلمية ـ واصفا العلماء الذين يقاومون الإيمان بالتصميم أو الخلق في الكائنات الحية بقوله:
"على مدى الأربعين سنة الماضية اكتشف علم الكيمياء الحيوية الحديث أسرار الخلية، وقد استلزم ذلك من عشرات الآلاف من الأشخاص تكريس أفضل سنوات حياتهم في العمل الممل داخل المختبرات.. وقد تجسدت نتيجة كل هذه الجهود المتراكمة لدراسة الخلية ودراسة الحياة عند المستوى الجزيئي في صرخة عالية واضحة حادة تقول: التصميم المبدع!.. وكانت هذه النتيجة من الوضوح والأهمية بمكان، بحيث كان من المفترض أن تصنَّف ضمن أعظم الإنجازات في تاريخ العلم.. ولكن ـ بدلاً من ذلك ـ أحاط صمت غريب ينمّ عن الارتباك بالتعقيد الصارخ للخلية!!.. ولكن لماذا لا يتوق المجتمع العلمي إلى قبول هذا الاكتشاف المذهِل؟.. لماذا يتم تكميم مفهوم التصميم المبدع بقفازات فكرية؟.. تكمن الورطة هنا في أن قبول فكرة التصميم الذكي المبدع، يؤدي حتماً إلى التسليم بوجود الله.





[1] أنصحك بزيارة موقع الكاتب هارون يحيى، فهو يقدّم عشرات المقالات والكتب والخطب الصوتية وأفلام الفيديو العلمية التي تشرح الإعجاز في خلق الحيوانات والنبات والإنسان والكون، وتنفي بمئات الأدلّة العلمية كلّ الخرافات التي ادعتها نظرية التطوّر لداروين:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر