المتابعون للمدونة

الخميس، 6 سبتمبر 2012

عالم الآهات!

عالم الآهات!

تَجْرِمُني أشواقي كَيْ ... أستصليَ آلامَ الكَيّْ!
أو أَرحلَ في تِيهِ الذِّكرَى وأُفرهِدَ يَسحقُني العَيّْ
أو أعدوَ للرعبِ الأسودِ لا أعدو المجنونَ السِّيّْ!
تَدفعُني مِنْ خلفي نارٌ، تَجذبُني ظُلماتُ الغَيّْ
يَصفعُني في وجهي دمعٌ، يَزجرُني سيفٌ مَحْمِيّْ!
تَتقافزُ مِن حولي طُرُقٌ يَسكنُها الوَهمُ المَنْفِيّْ
أتملّصُ، أتراجعُ هَرَبًا، وطريقي قد سِيقَ إليّْ!
ولفيفُ استقبالٍ أرعنُ: أوجاعٌ، حُزنٌ مَقْضِيّْ
وأيادٍ مِنْ شوكٍ مُرٍّ، ووجوهُ اليأسِ الهَمجِيّ
وسقوطٌ يَتلوهُ سقوطٌ، في هُوّةِ عَجْـزٍ أبديّْ
وصخورٌ ورماحٌ عَطشى، صَرخاتٌ ثَكلَى ودَوِيّْ
أشلاءٌ تتطايرُ هَلَعًا، والدَّمُّ كبحرٍ لُجِّيّْ
وذئابٌ تَتلمّظُ جَشَعًا بِلعابٍ شَرِهٍ نَارِيّْ
تَحملُني المفقوءةُ عينًا لوعاءِ الهَولِ المَغلِيّْ
وتُمَـنِّي كَلبًا مَجذومًا بعظامٍ قد كانتْ فِيّْ!!
تَقتَـتِلُ لأجْـلي غِربانٌ، تَنهشنُي وفؤادي حَيّْ!
تَقبُرُ أحلامي مِكنسةٌ بجوارِ جدارٍ وَهمِيّْ!
ويَقرُّ مَصيري مَنسيًّا.. هلْ ذُقتَ ليالي المَنسِيّْ؟!

محمد حمدي
1995
------------
* تجرمني: تدفعني إلى الجُرم
* فرهدت نفسه: ضاقت وأجهدت.
* العيّ: العجز.
* السِّيّ: المثيل.. والمثنى سيّان والجمع أسواء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر