المتابعون للمدونة

السبت، 15 يوليو 2017

ليلى وأخواتها

ليلى وأخواتها
(المسكوت عنه في نحو العشق)
 
أخواتُ ليلى قد أَطَشْنَ صوابي = أنَّى المَحَلُّ لهنَّ مِن إعرابي؟
يَفْتِنَّ مُبتدأً ويُدعَى عاشقًا = يَجعلنَه خبرًا بِلَيلِ عذابِ
أسماءُ عشقٍ جارحاتٌ للقلوبِ، طِلابُهنَّ مُضَيِّعُ الطُّلاّبِ
أفعالُ أمرٍ ناصباتٌ للجَوَى = بجوابِهنَّ مَفَارقُ الأصحابِ
ذاتُ العقولِ الناقصاتِ، فلا عَجِبْتَ وحُسنُهنَّ مُبدِّدُ الألبابِ
رباتُ سحرٍ والخدودُ مصايدٌ = للمدّعينَ العقلَ مِن أربابِ
فإذا نَصَبْنَ أَصَبنَ، إنَّ الفخَّ في الخجلِ البريءِ وبسمةِ الأهدابِ
مَن قالَ "عدلٌ إنْ تعادلَتِ القُوَى = وتصادمَ الإرهابُ بالإرهابِ
في ضَعفِ ليلى قد تبدَّدتِ القُوَى = من نظرةٍ.. أخطأتَها يا (شَابِي)!
طُعمٌ لذيذٌ مُهـلِكٌ صيّادَهُ = هذا الجمالُ برائعِ الأثوابِ
***
أخواتُ ليلى عِشقُهنَّ مُصابي = يُسهِرنَ ليلِي إن أردنَ عقابي
أدواتُ جرٍّ للغرامِ، وجرُّهنَّ إلى الهَوَى هُو غايةُ الآرابِ
أتلومُ ليلى لو تَجرُّ حبيبَها = بالهُدبِ حتى ثَغرِها العِنّابي؟
إن شئتَ نصبًا لاحتيالِ لقائها = جازَ اجتهادُكِ دونَ أيِّ عتابِ
ووجوبَ رفعٍ للنجومِ، بوصفِها = إن شئتَ شِعرًا مُسكِرَ الإطرابِ
أو شئتَ جَزمًا في غُموضِ شعورِها = فاسبقْ إليها زحمةَ الخُطّابِ
للوَصْـلِ في لُغةِ الغرامِ سبيلُهُ = مَن سارَ، يومًا بالغُ الأعتابِ
***
يا لائمي أنِّي طلبتُ سرابي = لم تَدرِ ما حالي وما أسبابي
أَرَمَتْكَ ليلى بابتسامةِ ثَغرِها؟ = فَلأَوقعَتْكَ بِسحرِها الخلاّبِ
وصريعُ ليلى مَن غَدَا في عشقِها = خبرًا يُعاني الشوقَ باستعذابِ
والعشقُ أَغْرَى بي كما أغرَى بها = ما يَجمعُ الأحبابَ مِن أغرابِ؟
لا تَسألنَّ القلبَ عن أخواتِها = هنَّ المَنايا مُشرِعاتُ حِرابِ
مِن كلِّ فَجِّ أُنوثةٍ مُتفجّرٍ = في فتنةٍ يأتينَ كالأسرابِ
وإذا خَطَرنَ على ضميرٍ غائبٍ = لَخَطَفنَ قلبَ المرءِ دونَ إيابِ
متشكّلاتٍ مُشكِلاتٍ ساكناتٍ مائساتٍ قد ملأنَ خِطابي
وتَغارُ ليلى إن رأتْ أخواتِها = يَصبُبْنَ كأسَ الشِّعرِ في مِحرابي
ليلى تُفضِّلُ أن تكونَ لِوحدِها = في جملةٍ مبتورةِ الأعقابِ
إن تمَّ معنى القولِ قبلَ دُخولِها = جعلَتْه نَفيًا نافرَ الأقطابِ
وإذا تلعثمَ للجمالِ مُريدُها = أَهْوَى إليهِ الشِّعرُ دونَ حِجابِ
يا (ليلُ) عذرًا للحبيبِ فإنّه = في حبِّـكُنَّ مُحَطَّمُ الأبوابِ
مَن للزهورِ وعطرِها لو أصبحتْ = متسلقاتِ القلبِ كاللَّبلابِ
قدَّمتُ عُذري فانعمي بقصيدتي = هيا إلى حِضني ولا ترتابي
للعينِ شأنٌ، للفُؤادِ مُخالِفٌ = ما ضَرَّ حبَّـكِ عابرُ الإعجابِ
لا عشقَ ـ غيرَكِ ـ صادقٌ في مهجتي = أنتِ المُنَى يا أجملَ الأحبابِ
 
محمد حمدي غانم
13/7/2017
 
* في البيتين:
مَن قالَ "عدلٌ إنْ تعادلتِ القُوَى = وتصادمَ الإرهابُ بالإرهابِ"؟
في ضَعفِ ليلى قد تبدَّدتِ القُوَى من نظرةٍ، أخطأتَها يا (شابي)
أشير إلى بيت الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي:
لا عدلَ إلا إن تعادلت القوى = وتصادمَ الإرهابُ بالإرهابِ
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر