أبدع حاسب وأبدع نظام تشغيل
4- الدقّة حيث لا مجال للعبث
الخلية الحيّة هي مصنع البروتينات الوحيد على سطح الأرض، حيث لم يستطيع العلماء حتى اليوم تصنيع أية مادة بروتينية في المعمل، وإن أراد العلماء الحصول على مادة بروتينية، فما عليهم سوى أن يطلبوا من الخلية أن تصنعها لهم باستخدام الهندسة الوراثية!
العجيب أنّ كلّ خلية في جسمك تتخصّص فقط في ترجمة جزء معيّن من هذه الشفرة الوراثية لتبني البروتينات اللازمة للعضو الذي توجد به.. هذا هو ما يجعل الكبد كبدا، والقلب قلبا والذراع ذراعا.. كلّ خلية تعرف ماذا تبني ومتى تبنيه.. الأسنان مثلا تنمو في عمر معيّن، وتتوقف عن النمو في عمر معين.. الشارب واللحية ينبتان للذكور في عمر معين.... وهكذا.
تصميم بديع ودقيق ولا مجال فيه لأيّ صدفة أو عشوائية.
تخيّل مثلا ماذا سيحدث لك، لو أنّ خلايا فمك قرّرت فجأة ترجمة الأحماض الهاضمة الموجودة في معدتك؟!
طبعا فمك غير مبطن بالأغشية الواقية التي تحميه ـ كما هو الحال في المعدة ـ وبالتالي سيبدو الأمر كأنك شربت مادة كاوية!
صدقت يا رب: "وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها".. إنّ كلّ خلية في أجسادنا تؤدّي وظيفتها على أكمل وجه هي نعمة في حدّ ذاتها تستوجب الشكر والثناء.
بل إنّ تخيّل كيفية التناسق بين هذه الخلايا يصيب المرء بالذهول.. هناك عمليات معمارية لم يفهم العلماء كنهها حتى الآن، تجعل للأنف شكلا فراغيا مميزا.. وللأذن.. وللجمجمة.. ولكلّ جزء في جسم الإنسان.
سبحان الذي أبدع كلّ هذا التصميم المذهل، الذي يستحيل أن تنتجه صدفة بأي شكل من الأشكال.. يقول سبحانه في سورة الذاريات:
(وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ {21})
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.