المتابعون للمدونة

السبت، 16 أكتوبر 2010

احترس: أنت تمول الحرب الأمريكية على الإسلام!

احترس: أنت تمول الحرب الأمريكية على الإسلام!
وتدفع عجز موازنتها من جيبك!

·       من لم يُسرَق بالسيف سُرِقَ بالدولار.. تعددت الأسباب والسرقة واحدة!
·       لقد تجاوز حجم السرقة 133 ألفا % !!!
·       إلى متى نظل نُذبح كالنعاج ونُسرق كما يُسرق البيض من الدجاج؟!

ملحوظة:
كتبت هذا المقال منذ 3 سنوات إبان أزمة الطاقة والغذاء العالمية، التي كانت بادرة الانهيار المالي العالمي الذي تلاها بعام.. واليوم، نحن نشهد نفس الانخفاض السريع في أسعار الدولار وما يقابله من ارتفاع مواز في أسعار الذهب والفضة والبترول، مما يعني أن أمريكا تطبع الكثير من الورق لحل مشاكلها وهذه لعبة خطيرة قد تؤدي إلى كارثة أكبر من كارثة 2008!
كما أننا نشهد ارتفاعا في أسعار الغذاء بعد حرائق غابات روسيا، وفساد الكثير من المحاصيل في دول عديدة في العالم بسبب ارتفاع درجة الحارة، ودمار محاصيل باكستان والدول المجاورة لها بسبب الفيضانات.
أيضا: حينما كتبت هذا المقال كان سعر الجنية الذهبي المصري حوالي 1300 جنيه، واليوم تجاوز 1800 جنيه!!
أي أن سعر الجنيه الذهبي تجاوز 2000 ضعف سعره في قرن من الزمان، وهذا معناه أن مستوى التضخم (السرقة) زاد عن 200 ألف%!!!
بالمناسبة: العملات المعدنية المصرية التي صدرت في الأعوام الأخيرة تنجذب إلى المغناطيس!!


ظهرت العملة الورقية في إنجلترا في أواخر القرن الثامن عشر، ومن الطبيعي أن يعمل الاحتلال الإنجليزي لمصر على إصدار أول جنيه مصري في‏5‏ يناير سنة ‏1898‏ م.. من يومها اختفت العملات الذهبية والفضية بالتدريج من أيدي الناس رغم مقاومتهم لهذا في البداية، ومن ثم تراكم الذهب في أيدي اليهود ملاك أكبر البنوك في العالم!
ولكي تدرك مدى شيطانية هذا التحول، أخبرك أن ثمن الجنية الذهبي في مصر كان 90 قرشا عام 1903، وأن ثمنه الآن تجاوز 1200 جنيه مصري، مما يعني أن سعره تضاعف 1333 ضعفا في 105 أعوام!!!!!!!!
هذا يعني أن حجم التضخم تجاوز 133300% !!!!!!!!!
أو بمعنى آخر: يعني أن حجم السرقة تجاوز 133 ألفا % !!!
لعل هذا يجعلك تفهم لماذا نادى رئيس ماليزيا السابق مهاتير محمد بالعودة إلى استخدام العملة الإسلامية: الذهب، فاستئثار البنوك بالذهب ومنح الناس بضعة أوراق بقيمة اسمية، يجعل هذه البنوك قادرة على تخفيض القيمة الاسمية للعملة الورقية في أية لحظة، لطباعة مزيد من الأوراق وتوزيعها على الناس، تحت دعوى زيادة المرتبات، أو تعيين البطالة!
ولمن يظنون أن هذا الأمر مجرد لعبة مسلية، يجب أن نخبرهم بأن كل تخفيض لسعر العملة الورقة يقابله ارتفاع في أسعار الذهب والغذاء والسلع والعقارات والممتلكات، أو بالمصطلح الاقتصادي: يحدث تضخم!
وهذا يعني أن الحكومة التي تخفض سعر عملتها بنسبة 10% مثلا، تقوم بالضبط بمد يديها في جيوب كل شعبها وأخذ عُشر ما معهم من أموال ومدخرات.. وهذه أكبر جريمة سرقة بدون إكراه في التاريخ، ومرتكبها لا يراه أحد ولا يحاسبه أحد!!
***
لعلك تفهم الآن ما عنيته بعنوان هذا المقال: احترس: "أنت تمول الحرب الأمريكية على الإسلام".. فأمريكا التي أهدرت أكثر من 4 تريلون دولار (أي أكثر من 4 مليون مليون دولار) لإبادة وتشريد وتجويع المسلمين في أفغانستان والعراق، تبحث اليوم عمن يعوضها عن هذا البحر المتبخر من الأموال، بعد أن حرمتها المقاومة الأفغانية السيطرة على أفغانستان حتّى اليوم، وبعد أن حرمتها المقاومة العراقية الباسلة نفط العراق بضرب أنابيب نقله باستمرار، بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أيدهم في ذلك بتوجيه عدة ضربات موجعة لأمريكا:
1-    الأولى كانت بضرب جنوب الولايات المتحدة الأمريكية بإعصار كاترينا عام 2005، وهي من وجهة نظري كارثة تضاهي في تأثيراتها البشرية والاقتصادية ضرب أمريكا بقنبلة ذرية.
2-    والثانية تسونامي شرق آسيا، الذي دمر بعض القطع البحرية الأمريكية وبعض قواعدها العسكرية في جزر المحيط الهادي.
3-    والثالثة زلزال باكستان الذي ساهم في تخفيف ضغط الجيش الباكستاني على منطقة القبائل الباكستانية وطالبان باكستان، مما منح المقاومة في أفغانستان حرية أكبر في توجيه ضرباتها للأمريكان وحلفائهم! (نفس الكلام يقال عن طوفان باكستان الأخير).
4-    زلزال هاييتي، الذي دفع أمريكا إلى إرسال 10 آلاف جندي للسيطرة على الجزيرة، مع إرسال المنح والمساعدات.
5-    إضافة إلى العديد من الكوارث التي ضربت حلفاء أمريكا كبركان أيسلندا، وإفلاس اليونان وتقشف الدول التالية لها في الطابور خوفا من إدراكها، وهو ما جعل بريطانيا وفرنسا يخفضان إنفاقهما العكسري.
إذن فالحكومة الأمريكية تذوق وبال أمرها منذ تولاها المنحوس الأرعن جورج بوش وحتى اليوم، وهي تستنزف عسكريا واقتصاديا منذ تسع سنوات.
وكالعادة، لجأت الحكومة الأمريكية إلى الحل الأسهل لها، وهو تخفيض سعر الدولار.. وهذا يعني التالي:
1-  تخفيض قيمة مديونيات الحكومة الأمريكية، وفوائد الديون والسندات المستحقة عليها.. فالدين سيظل بالدولار، لكن الدولار نفسه لن يظل كما هو، وستطبع منه الحكومة الأمريكية المزيد والمزيد لسداد ديونها!
2-       تخفيض قيمة الودائع الموضوعة بالدولار في البنوك وتخفيض الربا المستحق عليها!
3-  تخفيض قيمة النقود المتداولة بين الناس، وهذا في المقابل يؤدي إلى غلاء أسعار كل المنتجات عالميا لمواجهة تدني الدولار، بما فيها أسعار الغذاء.
4-  تخفيض قيمة ما تدفعه الحكومة الأمريكية لشراء النفط، لكن هذا أدى إلى ارتفاع أسعار النفط عالميا لمقابلة تدني الدولار، وهو ما أدى إلى اعتماد بعض الشركات على تحويل القمح إلى غاز حيوي لأنه صار أرخص تكلفة، وهذا قلل من تصدير أمريكا للقمح وبالتالي أدى إلى المزيد من ارتفاع أسعار الغذاء!!
5-  تكبيد خسائر فادحة لكل حكومات العالم التي تحتفظ باحتياطي نقدي استراتيجي بالدولار، وهو ما دفع إيران إلى وقف بيع البترول بالدولار والاعتماد على عملات أخرى، وتفكير العديد من الدول ومنها بعض دول الخليج إلى الاعتماد في الاحتياطي النقدي على سلة عملات.. وهذا سيؤدي إلى تقليل الطلب على الدولار في البورصات العالمية، وبالتالي سيؤدي إلى المزيد من الانخفاض في سعر الدولار، مما يعني المزيد من الغلاء الفاحش عالميا في كل شيء!
والآن لعلك فهمت مقصدي: مع كل سلعة تشتريها من تلك التي تضاعف سعرها، يذهب فارق السعر إلى الحكومة الأمريكية التي تطبع المزيد من أوراق الدولار لمواجهة المقاومة في أفغانستان والعراق!
والموضوع هنا أعقد من مقاطعة البضائع الأمريكية ـ ولا بد من مقاطعتها ـ فأمريكا التي تقود الاقتصاد العالمي كله، تقوده الآن إلى الهاوية (كتبت هذا قبل الأزمة العالمية بسنة، وأكرر التحذير)، وأكثر من 150 مليون إنسان في العالم دخلوا نطاق الفقر فجأة بسببها، و 37 دولة في العالم صارت مهددة بثورات الجياع بسبب مغامرات أمريكا العسكرية الفاشلة.. وكل منتج في العالم حتّى وإن لم تنتجه شركة أمريكية، ولم تدخل في إنتاجه مادة خام أمريكية أو آلة مستوردة من أمريكيا، فإنه في النهاية صادر من شركة تندرج في نظام الاقتصاد العالمي، ولها علاقة ـ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ـ بالمصارف والبورصات العالمية، وجزء من نقودها يذهب إلى مصارف أمريكا، أو إلى أكبر خمس شركات عالمية تدير اقتصاد العالم وتوجد مقراتها في أمريكا!
لهذا أريد هنا أن أوسع مفهوم مقاطعة البضائع الأمريكية، ليتحول إلى دعوة لترشيد الاستهلاك في كل شيء.. في الغذاء والكساء والرفاهية والأثاث والمقتنيات وكل شيء.. لو استطاع كل واحد منا أن يقلص استهلاكه ويزيد إنتاجه، فلن يوفر نقوده فقط، بل سيسهم أيضا بطريقة فعالة في تحجيم موجة الغلاء، وسيتسبب في خسائر فادحة للاقتصاد الأمريكي بصورة مباشرة أو غير مباشرة (خاصة وأننا شعوب لا تنتج شيئا، وكل ما نستهلكه مستورد بالدولار من الخارج، حتّى طعامنا!).. وبالتالي سنعجل بانهيار أمريكا ونكون قد عززنا من دور المقاومة في أفغانستان والعراق.
وطبعا لا يجب أن يحتفظ أي منا بالنقود التي يوفرها في صورتها الورقية من أي نوع كانت، فهي تتيح لكل من هب ودب من المرابين العالميين والحكومات الوطنية والأجنبية، سرقتها في غفلة منا، بل يجب تحويل هذه النقود فورا إلى ممتلكات حقيقية.. ونظرا لأننا ندعو إلى مقاطعة السلع الاستهلاكية، فأفضل وسيلة هي شراء القادرين للأراضي الزراعية (لكن ليس لتدميرها بالبناء عليها) أو استصلاح أراضٍ زراعية جديدة، ليكونوا من المساهمين في حل مشكلة الغذاء، وتحويلنا من مستهلكين عالة على البشرية إلى منتجين.. الاستثمار في الصناعة والتجارة أيضا قد يكون حلا، لكن مع مراعاة البعد عن السلع الأجنبية والسلع الاستهلاكية التافهة التي لا تضيف شيئا إلى مجتمعنا.. ومن لم يجد أيا من هذا أو ذاك، فيمكنه شراء الذهب، مع ملاحظة أن لهذا الأمر سلبيات عديدة، فالإقبال على شرائه سيرفع سعره أكثر مما هو، بخلاف أن كنز الذهب لفترات طويلة يخرجه من الاقتصاد ويُهلك قيمته تدريجيا بسبب الزكاة المفروضة عليه سنويا.. لهذا قد يكون الاستثمار في العقارات أفضل قليلا، وهي على الأقل تساهم في حل مشكلة السكن (لم أتوقع أن الأزمة المالية ستبدأ عقارية.. لكن عموما في مصر، لا يمكن أن يزيد المعروض العقاري على الطلب J.. هذا حدث في الخليج فقط).
***
قد يسخر البعض من هذه الدعوة، وقد يستهولها البعض الآخر.. ولكني أعود فأذكّر بأن كل من أرخَوا آذانهم وسكتوا عن احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان ـ ناهيك عمن شاركوا فيه ـ يدفعون اليوم الثمن غاليا!!.. إن السذج الذين رفعوا شعار "وأنا ما لي"، وأقنع كل منهم نفسه بأنه لا شأن له بالمسلمين خارج الحدود التي افتعلها الاحتلال البريطاني والفرنسي لبلده، وقال إن الأولى عنده أن يربي عياله.. إن هؤلاء جميعا يواجهون الآن موجة غلاء فاحش عالمية لا قبل لهم بها (تلتها خسائر قاضية في البورصات العربية بعد الأزمة العالمية)، وهي تلتهم مدخرات تعبوا من أجلها لسنوات، ولم يسلم منها حتّى من يعملون في الخليج، مع ارتفاع الأسعار هناك وتدني قيمة التحويلات مع انخفاض الدولار.. هذا بخلاف من مات في طوابير الخبز في مصر ومن ينتظر!!
صدقوني: لا أحد يعيش في هذا العالم بمعزل عما يحدث في أي مكان آخر به، وأعداؤنا لا يسرقوننا باحتلالنا عسكريا فحسب (كما في فلسطين وأفغانستان والعراق)، ولا بإثارة فوضى كونداليزا رايس الخلاّقة في بلادنا فحسب (كما في السودان واليمن ولبنان وباكستان)، فمن لم يُسرَق بالسيف سُرِقَ بالدولار.. تعددت الأسباب والسرقة واحدة!
فإلى متى نظل نذبح كالنعاج، ونُسرق كما يُسرق البيض من الدجاج J؟!
ولعل أبطال أفغانستان والعراق قد نجحوا في إيصال رسالة قاسية إلى كل المتخاذلين، ونجحوا عمليا في جعل أمريكا وحلفائها بل والساكتين عنها في كل مكان في العالم ينكشفون على حقيقتهم بدون أقنعة، ويدفعون الثمن غاليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر